المنامة - البحرين اليوم
قال الباحث د. نوح خليفة إن حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة المغربية الملك محمد السادس بن الحسن الثاني العلوي أحد أبرز زعماء العالم احتفاء بالتحولات الديمقراطية التي قادها حضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منذ انطلاق مشروعه الإصلاحي مع بداية تسلمه مقاليد الحكم بالبلاد.
وأضاف أن تقاربا استثنائيا بين ملك مملكة البحرين وملك المملكة المغربية شق طريقه منذ أن بدأ ملك مملكة البحرين خطواته الفعلية الأولى في طريق التحول السياسي إلى ملكية دستورية حيث إن ملك المملكة المغربية هنأ هاتفيا ملك مملكة البحرين بإقرار ميثاق العمل الوطني وسارع إلى زيارة البحرين لتهنئة ملك البحرين على النجاح الكبير الذي حققه الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني والتفاف الشعب حوله واستقبله ملك البحرين باحتفاء رسمي كبير وكان ذلك مؤشرا على تطور نوعي في مسار العلاقات بين المملكتين.
وراوح أن زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس تبعتها زيارة مبعوثه مولاي رشيد شقيق ملك المملكة المغربية للتهنئة بقيام الملكية الدستورية بمملكة البحرين.
وأضاف أن التطور النوعي في مسار العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة المغربية والتقارب الاستثنائي الرائد عربيا وعالميا بين الملكين يحمل في طياته منزلة تاريخية يكنها المغرب لملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة واعتزازا عميقا بمشروعه الحداثي.
وبين د. نوح خليفة أن زيارة ملك المملكة المغربية للبحرين أعقبتها مشاركة ملك مملكة البحرين لملك المملكة المغربية احتفاله بعيد العرش وسط استقبال شعبي في الشوارع التي ازدانت بأعلام المملكتين ولافتات الترحيب التي مجدت العلاقات بين البلدين ومراسم استقبال رسمية عرضت بالتلفزيون المغربي مصحوبة بتقارير وبرامج إخبارية تناولت مختلف اللقاءات التي جمعت الملكين، والتطور الذي شهدته مملكة البحرين في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وراوح أنه على هامش الزيارة قلد ملك المملكة المغربية ملك مملكة البحرين أرفع وسام مغربي وتوجت الزيارة بتقلد ملك مملكة البحرين قلادة الوسام المحمدي ذي الدرجة الأولى، ويعتبر ثاني أرفع الأوسمة التي حصل عليها الملك حمد بن عيسى آل خليفة من المملكة المغربية أولهما عندما كان وليا للعهد عام 1970. كما أن الزيارة توجت بقيام ملك مملكة البحرين بتقليد الملك محمد السادس وسام القلادة الخليفية.
وأردف أن العلاقات بين الملكين شهدت لقاءات مستمرة في الأعياد الوطنية للمملكة المغربية تخللتها استذكار ملك مملكة البحرين للتطور الذي شهدته المملكة المغربية وإعجابه بمظاهر النهضة في عهد الملك محمد السادس حيث انه في خضم التغيرات الدستورية عند اعتلاء ملك المغرب عرش الحكم تم إطلاق إصلاحات طموحة.
وقال د. نوح خليفة إن التطورات الديمقراطية في مسيرة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وملك المملكة المغربية محمد السادس بن الحسن الثاني العلوي قاسم مشترك بارز ضاعف من قوة العلاقات التي شهدها البلدان منذ اعتلائهما عرش الحكم عام 1999 خلفا لوالديهما الملك الحسن الثاني العلوي والأمير عيسى بن سلمان آل خليفة.
وبين أن اعتلاء ملك المملكة المغربية محمد السادس العرش عام 1999 واكبته توقعات أولية كبيرة بأن يشهد المغرب في عهده موجة جديدة من الإصلاحات تكون أوسع نطاقا ومنذ البداية ظهر الملك محمد السادس للعموم كعاهل حداثي، فقاد إصلاحات جوهرية وبلغ المجتمع المدني في عهده أهمية متقدمة.
كما بين أن هذا الجانب من تاريخ المملكة المغربية بعهد الملك محمد السادس يتوافق مع تاريخ التحول السياسي في مملكة البحرين بعهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي تولى سدة الحكم خلفا لوالده الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة وسط إعلانه عن وثيقة جديدة للعهد دشنت عصرا ديمقراطيا يزخر بالحريات وقاد البلاد نحو قيام ملكية دستورية.
واختتم د. نوح خليفة تصريحه بأن طبيعة الإصلاحات السياسية للمملكتين عززت من تقارب الملكين وأدى تزايد خوضهما غمار التطورات الديمقراطية في بلديهما إلى تعاظم القواسم المشتركة فيما بينهما وبروزهما كقائدين حداثيين ديمقراطيين. كذلك عزز بروز وازدهار المؤسسات الحداثية بالمملكة المغربية ومملكة البحرين من طبيعة اتصال المملكتين والملكين ببعضهما وبالعالم. جدير بالذكر أن الباحث د. نوح خليفة يطلق تدريجيا مضامين الإنتاج العلمي البحرين والمغرب: صور التضامن والتعاون التاريخية والمعاصرة - دراسة تحليلية. وتعتبر هذه الجزئية إحدى محاور دراسته العلمية الجديدة التي تعتبر الاولى من نوعها على مستوى تاريخ العلاقات بين المملكتين، والاولى من نوعها للباحث بعد عودته من المملكة المغربية التي قضى فيها سنوات دراسية لاستكمال دراساته العليا بالرباط.
قد يهمك ايضاً
الباحث نوح خليفة يشيد بدور "الثقافة" في تعزيز الهوية البحرينية
خطاب ملكي سامي في افتتاح دور الانعقاد الجديد للبرلمان البحريني