التحف المصنوعة من الفخار

أكدت الحرفية الجزائرية، المختصة في فن الرسم على الزجاج والفخار معًا، سهام حمداني، أن التحف المصنوعة من الفخار بتقنيات حديثة اقتحمت بيوت الجزائريين بقوة، كما أنها أصبحت مطلوبة بكثرة في أغلب الأسواق المحلية في الدولة.

وكشفت سهام حمداني لـ "صوت الإمارات" أسرار مهنة الرسم على الفخار أو الزجاج، الذي يعتبر من الفنون القديمة لكن الآن أصبح المختصون فيها يستعملون تقنيات حديثة، لإبراز جمال هذه التحف، واستدلت المتحدثة باستعمال مادة " الاكريليك " أو صبغة خاصة بالسيراميك للرسم على الفخار، أما الزجاج فتستعمل صبغة خاصة بالزجاج منها للزينة وتدخل عادة للفرن حتى يتم تثبيتها.

وروت سهام حمداني، بدايتها في هذا العالم، قائلة إنها اكتشفت هذه الموهبة منذ أربعة أعوام تقريبًا، حينها خضع لتكوين من طرف أستاذ جزائري محترف في الرسم على الزجاج أو الفخار، فعشقها لتناسق الألوان والديكور، زاد من تعلقها بهذا العالم، وهي تطمح لأن تقتحم التحف التي تبدع في تصميمها بيوت كل الجزائريين، بخاصة وأن كل ما تصنعه رفقة مختصين في هذا المجال في محافظة عنابة وغيرها أصبح علامة جزائرية بإمكانها أن تنافس أسواق الفخار في العالم، بدليل أنها تلقت عروضًا من دول عربية كمصر وتونس والمغرب لتنظيم معارض خاصة بها.

وبخصوص اللمسة التي تريد تجسيدها في هذه التحف الفنية، قالت سهام حمداني، المتحصلة على شهادة ليسانس في الأدب العربي، إن الفخار حرفة عالمية، لكن لكل شخص يمتهن هذه الحرفة بصمة خاصة به وفق الاستعمال أو الألوان أو الرموز، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة إلى التمسك بالتراث الشعبي وفي الوقت نفسه تحاول المزج بين الرسوم التقليدية والعصرية التي تناسب كل الأذواق، كما أنها تستعمل أشكالًا و رموزًا متباينة بحيث أن لكل رمز تعبيره و قراءاته الخاصة فهي لغة لها دلالة عميقة، فالرسم على الفخار أو الزجاج وسيلة تتمكن من خلالها المرأة الجزائرية التعبير عن نفسيتها وهي أيضًا وسيلة لنقل الأفكار.

وتابعت المتحدثة قائلة إنها تحاول الابتعاد قدر الإمكان عن استلهام أفكار غيره، فهي تجتهد كل مرة بالاعتماد على ما يدور في مخيلتها، وتقول " أسعى لأن  تلامس فيها أناملي الآنية الفخارية، أن أرسم لها مظهرًا مختلفًا "، ويسيطر اللون الأصفر والأرغواني والأبيض والأحمر والأخضر وألأزرق، على كل أعمالها الفنية.