لندن - ماريا طبراني
أمضى المواطن البريطاني بول ريمر حياته كلها يعمل مع الطوب، لكنه قرر تطبيق مهاراته في صنع شيء من شأنه أن يرسخ سمعته باعتباره بناء. وكان هذا الشيء هو المنزل فائق الحداثة الذي يقع على مساحة 4.300 قدم مربع والمؤطر بالخشب، والذي بني وفقا لأعلى المعايير البيئية.
وقد اختار له موقعًا على 1.5 فدان على مشارف مدينة "بولتون" على حافة مستنقع "ويست بينين"، وعلى الطريق من الحظيرة التي حولها هو وزوجته كارول إلى ممون. ولم يكتفِ بول بالعمل مع الخشب والخرسانة، بل كان التحدي أنه قام ببنائه بنفسه إلى جانب ابنته آبي، وصديقه منذ فترة طويلة غراهام وايت، والذي يعمل نجارًا. ولم يهتم بول بقدر التكلفة، لكنه وضع له مبلغ 350 ألف جنيه استرليني.
وتم بناء الأساسات الخرسانية والصلب ضد الجدار الاستنادي الذي طوله 45 مترا، ووضع إطارًا من الأخشاب المعقدة العادية المكسوة بقشرة من الحجارة في الطابق الأرضي، حيث هناك خمس غرف نوم وصالة رياضية وغرفة معيشة. أما الطابق العلوي فيضم مناطق المعيشة الواسعة، وكساه من الخارج بألواح من الخشب المضادة للماء مشكلة من قصاصات أكواب الورق المعاد تدويرها. ويغطي نصف سقفه بالعشب، والنصف الآخر مزود بالخلايا الكهروضوئية لتوليد الكهرباء.
ويقول كيفن ماكلاود: "إن العقد الوحيد هنا هو عقد الثقة يا لها من فكرة رائعة لبناء شيء مع أصدقائك، وعائلتك". وقد تباطأت عملية بناء الأساسات التي تكلفت 100 ألف جنيه استرليني لمدة 15 شهرًا، بسبب تحطم مصبات الخرسانة والمطر الذي لم يتوقف والرياح العاتية، مما أثر على معنويات الزوجين. وتقول كارول: "كنا كمن يصب المال في حفرة كبيرة، هذا محزن حقا".
بعد أن أنفقوا 58 ألف جنيه استرليني على الزجاج، مدخرات الزوجين بدأت في النفاد، فعرضوا المنزل للبيع على مضض. ومع عدم وجود مشترين، اضطروا للحصول على قرض قدره 200 ألف جنيه استرليني، الذي رفض في البداية، وتوقف العمل لأسابيع.
وعلى الرغم من الضغوط المالية الهائلة التي واجهاها، كان الجدل الوحيد بين بول وكارول هو شكل أبواب المطبخ على غرار الهزاز لمنظر أكثر حداثة. وعاد كيفن لرؤية الزوجين، ليجد أنهما تجاوزا خلافهما حول الأبواب، وبول فخور بنتيجة عمله، الذي أنفق في نهاية المطاف 550 ألف جنيه استرليني بعد أن تمت الموافقة على القرض أخيرا. وقارن منزله بالقلعة واصفا إياها بأنها "معقل النهضة في بولتون".