لندن - كاتيا حداد
فور انطلاقك على طول الساحل الغربي في بربادوس هذه الأيام، يمكنك مشاهدة المنازل الفخمة والمطاعم فئة الخمس نجوم والشواطئ الرائعة، وذلك بعد أن كانت قبل 50 عامًا مجرد مستعمرة بريطانية لمدة 350 عامًا، والتي يصادف ذكرى استقلالها، الخميس، وتجمع هذه الجزيرة بين الغرابة المجيدة مع بقايا إنكلترا، وهذا هو سبب استحواذ المشترين الأثرياء البريطانيين الغالبية العظمى من السوق المحلية للعقارات.
ولا يمكنك أن تتخيل أنه منذ 50 عامًا كان هذا الشريط يعاني من البراغيث ولا يسكنه سوى عدد قليل من الناس, حيث كان الجو في المنطقة حارًا وملئ بالمستنقعات، إضافة إلى الكثير من البعوض على طول الساحل الغربي، لكن الآن بعد استقلالها تحتوي على تجربة فريدة للبحر الكاريبي حيث يمكنك أن تقود سيارتك على اليسار، وتتبع النظام القانوني والتعليم البريطاني وتخزن في الثلاجة المنتجات المألوفة والمحببة إليك، ويمكنك استئجار فيلا فاخرة لمدة 50 ليلة في بربادوس والاستمتاع بتلك التجربة.
ويوجد هناك ملاعب الغولف والبولو وعدد كبير من المطاعم الراقية، بما في ذلك شاطئ نادي كليف الجديد، المنصوص عليه في منزل الممثلة ميني درايفر القديم، وبار الشاطئ على الساحل الغربي, ولهذا ما حققه الاستقلال فعلًا هو نقل التركيز من بربادوس جزيرة السكر الضئيلة إلى ملاذ سياحي، وبعد عام، تولى تراست هاوس فندق ساندي لين، الذي يمثل ملاذًا عالميًا للأثرياء من العائلات الإنكليزية القديمة التي ترغب في الذهاب إلى الساحل الغربي.
ويضم الفندق ثماني شقق فخمة جديدة ومتطورة، فيما تكلفت التجديدات 19 مليون دولار على يد شركة التصميمات سافيلس، التي اشترت الفندق، والذي كان عبارة عن منزل على شاطئ البحر حينها، قبل 50 عامًا مقابل 10 آلاف جنيه استرليني.
وساهمت كونكورد أيضا في تحول الجزيرة منذ منتصف الثمانينات حتى آخر رحلة لها في عام 2003، لوضع بربادوس على خريطة السياحة التي يقصدها أثرياء العالم, فمنذ الاستقلال لم يكن كل شيء على ما يرام مثل الآن، وإن كان الركود العالمي في 2008 أصاب كل شيء، تمامًا، إذ كانت بربادوس في خضم طفرة البناء، وما زالت تتعافى من هذا الركود.
ويشتري بعض البريطانيون ممتلكات في بربادوس، مثل هذا الشخص الذي اشترى مؤخرًا قصرًا على شاطئ البحر مقابل 35 مليون دولار، في حين أن آخرين يستخدمون تراجع قيمة الجنيه الاسترليني منذ خرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كفرصة لإتمام عملية بيع جيدة.
وتوجد فرصة أرخص في الساحل الغربي لشاطئ البحر في الرواق، وهو مشروع ترميم الذي يتسع لشقق تكلفتها حوالي 2.35 مليون دولار، ولهذا يعد سعي باربادوس للتتعافى من الآثار المدمرة للركود ومحاولة اللحاق بركب السياحة العالمية منذ الاستقلال، يجعلها تقدم أفضل العروض الممكنة للاستثمار والسياحة.