لندن ـ كاتيا حداد
يبحث الكثيرون عند شراء عن القطع التي تحاكي الطبيعة والمصنوعة من مواد مأمونة لتعيدك إلى هذا الجو الهادئ الذي تفرضه الطبيعة، ومع تزايد المخاوف البيئية حول الأثاث في جميع أنحاء العالم يأتي تزايد الطلب على الأثاث المنتج محليا من السيراميك والإضاءة، والتي تم إنشاؤها باستخدام مواد محلية ومستوحاة من المناظر الطبيعية المجاورة لخلق خلفية درامية مثيرة للاهتمام.
وتأسست شركة نوفوسكتريان على يد مهندس معماري، مصمم غرافيك وسمكري، والذين نشأوا معا في نيوكاسل، وتصنع أثاث مستوحى من مدينتهم ذو طابع من الشمال الشرقي ذو التراث الصناعي، ويقول الشريك المؤسس مارك ماكورميك (مصمم جرافيك): "إن البيئة التي اعتمدت على الفحم، والتي بنت السفن واخترعت القطارات البخارية، لديها قوة خلاقة لتلهمنا"، وقد صمموا وحدة رفوف من أجل مقهى على ضفاف النهر، وأطلقوا عليها ستاثيس نسبة إلى دونستون ستاثيس، وهي الهياكل الخشبية الصناعية التي بنيت في نهر تاين في مطلع القرن العشرين للإسراع في نقل الفحم من السكك الحديدية إلى النهر. ويقول ماكورميك أنها لم تبن من أجل أن تكون جذابة، بل من أجل النفعية الفنية والصناعية. وأضاف: "ولكن إيقاع التشبيك له جماله الخاص".
ويتكون منتج آخر لنوفوسكتريان، وهي طاولة القهوة سليت بينات، من إطار من الصلب مع لائحة كومبريان تم استخراجها من على بعد 75 ميلا من ورشة العمل الخاصة بهم. وقالوا: "إن الأمر يدور حول تعزيز المواد المحلية". ويقول ريتشي ألموند (مهندس): "قد ينظر إلى سليت باعتبارها مملة، مصنوعة من مواد بناء وعرة، ولكن رفعها عن الأرض بواسطة 350 متر، تأطير ذلك مع تقليم النحاس، يصبح الأمر مختلف تماما، وفجأة ترى قطعة جميلة مثل الرخام الإيطالي"، عندما جاء المصمم الهندي المولد "كانجان أرورا" إلى لندن للدراسة في عام 2001، البالغ من العمر 21 عاما، أدى الحنين إلى الوطن إلى مجموعة من المنسوجات مستوحاة من الألوان والفوضى التي تركها وراءه في مدينة بنجاب الهندية. أحدث مجموعته من الوسائد والسجاد تتكون من ثلاث طبعات، الراديوم، الرسام وجالي. فالراديوم من الفينيل الذي يستخدم لتزيين الشاحنات في الهند، أما الجالي فهو أصداء شاشات الصلب الزخرفية المستخدمة في حماية نوافذ بنجاب.
ويقول أورورا: " إن لندن مدينة رائعة، لكنها رمادية، وأنا اعتدت في بلدي على تنوع الألوان"، وعندما كان مصمم الأثاث سيباستيان كوكس يدرس التصميم المستدام في جامعة لنكولن، كان الخيزران رائجا، ولكنه كان يميل إلى استخدام الخشب العسلي من الغابات حيث نشأ وترعرع في كينت، ومن هنا أنشأ مجموعته من المقاعد والسلالم والرفوف، ويقول أنه بتلك الطريقة تمكن من تقليل النفايات في نماذجه من 50% إلى 10% فقط، مما يقلل من الأثر البيئي وخفض أسعار القطع.
ويجد مصمم السيراميك شارلوت جونز الإلهام في معظم مقاطعة جنوب غربي انكلترا، حيث الجرانيت المحلي أو بعض الأوراق الميتة، حيث تصنع جونز الأواني من الطين الحجري الأبيض والملون مع أكاسيد الطين. كما أنها استوحت ستايل الحصى من الشاطئ المحلي.