لندن - كاتيا حداد
إن بناء منزل حول شجرة كمثرى ضخمة محمية زرعت في عام 1885، أي قبل حرب البوير، عندما كان رئيس الوزراء غلادستون، على الأرض التي تمتلئ بستة أقدام من القمامة وتم شرائها بدون إذن تخطيط، ليس أمر لضعاف القلوب، ولا سيما عندما تكون تلك الأرض ملوثة بالزرنيخ، وهو عنصر من مزيل الأعشاب خلال تلك الحقبة.
لكن المهندس المعماري جاك إدغلي (44 عاما) وزوجته كاثرين، قررا خوض التحدي، ويقول جاك إن الصعوبة تكمن في خلق أفضل تصميم. ومع ذلك، في حين أن بناء بيت من الخرسانة والخشب على مساحة 4.500 قدم مربع بالقرب من بيكهام، جعل الناس يشعرون بأن جاك قد جن جنونه، وانخفضت تلك الضغوط الطبيعية في عام 2015 عندما استقرا فيه، بعد عامين ونصف من ابتداء الأعمال، على محور الشمال والجنوب.
ويتكون المنزل من زوج من وحدات التخزين من طابقين، فهو قد يشبه أن يكون منزلين تقريبًا، متصلين بواسطة جسر في الفناء، ويقع في الساحة شجرة مهيبة عمرها 130 عامًا، جذورها قديمة جدًا، لأن منحنى ألواح الفناء فوق سطح الأرض، مما يجعل المطر يشقها بسهولة، في حين تمرح السناجب تحت فروعها، وكل وحدة مصنوعة من الخرسان من الأسفل مع الأخشاب أعلاها، ولكل منها درج الخشب والزجاج الواسع، مع درابزين نحاس مفصل.
وفي البيت الجنوبي، توجد غرفة المطبخ والمعيشة الواسعة التي تؤدي إلى الحديقة الطويلة، وجدار الزجاج يفتح بما يسمح بإطلالة رائعة لحديقة العشب ذات الحدين المتموجين مع الأشجار الناضجة، التي زرعها الزوجان بشكل معقول قبل بدء الإنشاء، وفي الداخل، تقابل الجدران الخرسانية جزيرة المطبخ ذات اللون النحاسي مع ومضات مثل الذهب، والطابق العلوي يتكون من غرفتي نوم وحمام للضيوف، حيث يمكن للأسرة أو الأصدقاء البقاء، نوافذ الصورة الكبيرة تطل على الحديقة، بينما توجد فتحات لخلق تدفق الهواء.
والجزء الخاص بمعيشة الأسرة يقع على الجانب الجنوبي، حيث أن هناك غرفة أخرى للعائلة الكبيرة، التي يمكن تقسيمها إذا لزم الأمر، في حين ينام الأطفال في الطابق العلوي، أما غرفة النوم الرئيسية هي مصنوعة من الأخشاب والخرسانة الدافئة الملونة، مع منظر رائع على حمام خاص يحتوي على دش محاصر بالخشب الداخلي، والطابق السفلي من الخرسانة المصقولة، في حين أن الطابق العلوي مشمع بالرمادي والأخضر، إلى جانب الستائر التي تضيف الدفء وعزل الصوت.
وعلى الرغم من أن المنزل لا يحتوي على أي نوافذ حتى لا يمنح الجيران الفرصة للاطلاع على داخل المنزل، إلا أنه مليء بالضوء، والذي كان أمرًا حيويًا على قائمة رغبات كاترين، وكان من المهم لهما عندما اشترا هذا المنزل وشرعا في تجديده، هو الحفاظ على تلك الشجرة التاريخية، حتى لو كلفهم ذلك المزيد من المال والمجهود للالتفاف حول تلك الشجرة، بدلاً من أذيتها.
ولكن هذا البيت هو تكريم للذوق السليم، حيث أن المواد الموفرة للطاقة متواضعة مثل الخشب والخرسانة، والنحاس، ولكنهم استطاعوا خلق شيء جميل قد يستمر لـ200 عام أخر، وبيت لأسرة سعيدة، وقد تكلف بناؤه حوال 950 ألف جنيه استرليني، باستثناء المهندس المعماري والرسوم المقاول، وتصل قيمته الآن إلى 3 مليون و175 ألف جنيه استرليني