لندن - سليم كرم
سلطت تقارير صحافية الضوء على مصمم الديكور البريطاني الشهير، جون إيفيت، الذي تمكن من تصميم الديكورات الداخلية لنحو 196 من المباني التاريخية الأكثر شعبية في البلاد، على الرغم من تجاهل شراء المقتنيات اللازمة من شارع "الهاي ستريت" في لندن.
ويعمل إيفيت كمدير لشركة الأثاث البريطانية المعروفة "Landmark Trust"، ويعتمد في شراء المقتنيات اللازمة لتصميماته على التجول بشاحنته البيضاء لآلاف الأميال، لشراء السجاد الباهت والأطر الزجاجية البالية والأقمشة الرخيصة، من أسواق التحف القديمة، وقد يلجأ للتفاوض لشراء طاولة مستعملة.
وتمكنت الشركة من الحفاظ على أنواع المباني التاريخية وإعادة ترميمها على مدى عملها لمدة خمسين عامًا، وتتراوح هذه المباني ما بين الحظائر وحتى برج "Bath Tower" في ويلز، والمنزل الصيفي الخيالي "Pineapple"، وأخيرًا، فيلا "بلمونت"، التي تعود إلى القرن الثامن عشر في "لايم ريجيس"، حيث أكمل الأديب البريطاني جون فوولس روايته The French Lieutenant's Woman.
وجرى توثيق أعمال تجديد "فيلا بلمونت" التي تكلفت نحو 1.8 مليون جنيه إسترليني ضمن برنامج "Restoring Brit-ain's Landmarks" والذي يصطحب المشاهدين ما وراء الكواليس لرؤية أعمال الشركة وهو الأمر الذي يثير قلق إيفيت.
ويعبر المصمم الشهير على الشاشة عن مجموعة من الآراء القوية حول عدد من المسائل التي تتعلق بالديكور، بدءاً من الطلاء الذي يجمع بين الألوان الرمادية والنارية، وحتى مصابيح الحائط ذات الألوان الباهتة، فضلاً عن كراهيته للمهندسين المعماريين، لكنه على المستوى الشخصي يحظى بشخصية مبهجة يقظة، ويعبر عن آراء الشركة بشكل صارم مع ابتسامة تعلو وجهه.
ويدير إيفيت البالغ من العمر 64 عامًا أعماله الداخلية الهائلة، من مقره الرئيسي في كوتسوولدز، في منزله "ريجنسي" في مزرعة "Wormington"، حيث يعيش مع شريكه، آني.
وتعود ملكية المنزل الفاخر والأنيق إلى جدته، ويعتبر ضمن الجيل الرابع الذي يعيش فيه، ويضم مزرعة تمتد على مساحات شاسعة، فضلا عن مراعي تجري فيها الخيول، وإسطبل يعود إلى القرن الـ 19 واستوديو كبير ملك للشركة، وعلى الرغم من التعديلات التي يحتاجها هذا الاستوديو، الذي يعج بالكراسي، والتصميمات أو التجهيزات المضيئة ومقابض الأبواب من نوع "بوجن"، إلا أنه يعتبر منزلًا داخل المنزل لكلب العائلة "كليو"، لكنه يعتبر في الأساس مخزنًا عملاقا.
وأطلق جون وزوجته ليدي سميث شركة "تراست لاند مارك" في عام 1965 للحفاظ على الهندسة المعمارية البريطانية التي تم تجاهلها، ومشاركتها مع الجمهورالبريطاني، وكانت من أولى مهام إيفيت منذ 40 عامًا، شراء المقتنيات ذات الطابع البريطاني، على أن تبدو كما لو أنها ضمن ممتلكات الشركة نفسها.
وشعر السير جون بالقلق من أن ينتهي الأمر بالأثاث البريطاني الفاخر في حمولات السفن، حيث كان يريد حفظه للشعب البريطاني. ويصر على أن ممتلكات "لاندمارك" لا ينبغي أن تنتشر بشعارات تنصح الناس بما يجب القيام به، حيث سعى إلى تحقيق مفهوم الأصالة، ويعلق إيفيت قائلاً "إذا كنت لاتريد أن تضرم الناس النيران، فلا توفر لهم المواقد، وإذا أردت منعهم من ركن سياراتهم في مكان ما، فعلق لافتة كبيرة على الطريق".
ويعتمد إيفيت على شراء المقتنيات لأغراض عملية بدلا من الديكور، حيث يشارك فلسفة ويليام موريس التي تقول "نمتلك أشياء في بيوتنا لا نعرف كم هي مفيدة ولكننا ندرك أنها جميلة"، ويسعى إيفيت إلى تصميم الديكورات الداخلية بصورة تعكس العصر وبأقل قدر ممكن من التفاصيل.