روما ـ أ.ف.ب
يلتقي اعضاء مجلسي النواب والشيوخ والمجالس الاقليمية الخميس في روما لانتخاب الرئيس الايطالي الجديد في مرحلة حاسمة لحلحلة الازمة السياسية التي تتخبط فيها ايطاليا منذ خمسين يوما. وعشية الجولة الاولى من انتخابات بالاقتراع السري بدون مرشحين معلنين يشارك فيه الف وسبعة "ناخبين كبار" من اعضاء البرلمان والمجالس الاقليمية، يبقى الغموض كاملا حول خلف جيورجيو نابوليتانو (87 سنة). ويكتسي دور الرئيس، وهو عادة فخري، اهمية خاصة عندما تنشب ازمة كما هو الحال في ايطاليا منذ الانتخابات التشريعية نهاية شباط/فبراير التي فاز اثرها وسط اليسار بالاغلبية في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ المنقسم بين ثلاث كتل: يسار يتزعمه بيير لويجي برساني وحزب شعب الحرية لسيلفيو برلوسكوني وحركة الخمسة نجوم للفكاهي السابق بيبي غريلو. وحاول رئيس الدولة الذي توطدت نفوذه منذ ادارته حقبة سقوط حكومة برلوسكوني في اوج العاصفة التي هزت اليورو في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، التوصل الى توافق بين الاحزاب بمنح برساني تفويضا "اختباريا" لكن بدون التوصل الى نتيجة. وبحثا عن خلفه، باشرت الاحزاب بمباحثات حثيثة ويتوقع ان يعقد برلوسكوني وبرساني لقاء حاسما الاربعاء. والهدف منه هو تحديد ملامح شخصية قريبة من اليسار تحظى بتاييد اكبر عدد من الناخبين (495 صوتا) ولا تكون مناهضة لبرلوسكوني (76 سنة) المهووس بخطر ادانته قضائيا والذي يأمل في ان يعفو عنه رئيس "صديق". وقد يساعد التوافق على رئيس على تسوية مشكلة الحكومة اذ ان برساني يأمل فعلا في تسليمه مقاليد حكومة حتى ولو كانت حكومة اقلية، لكن لا يحاربها اليمين جهارا من الجولة الاولى للتصويت على الثقة في البرلمان. غير ان هذه المقاربة تثير توترا شديدا في الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه برساني والذي يرى قسم كبير منه ان اي توافق من قريب او بعيد مع برلوسكوني بمثابة تحالف مع الشيطان. ويرى ستيفانو فولي كاتب الافتتاحيات في صحيفة سولي 24 اوري ان "من مصلحتهما التوصل الى اتفاق" لكن يجب الاسراع لان "النظام السياسي متداع ومنهار الى حد لم يعد قادرا على احتمال ضغط نزاع حول الرئاسة يدوم اياما". وقد ينتخب مرشح توافقي من الجولة الاولى مثلما حصل مع كارلو ازيليو تشيامبي في 1999 والا فان الاقتراع سيدوم طويلا وحتى اليوم يعتبر جيوفاني ليوني الحائز على الرقم القياسي اذ انه انتخب في 1971 بعد ... 23 اقتراعا، علما انه اعتبارا من الجولة الرابعة، يكفي الحصول على الاغلبية البسيطة للفوز بالاقتراع (بدلا من اغلبية الثلثين). وكما يقول الاستاذ جوفاني غوزيتا المتخصص في الدستور في جامعة تور فيرغاتا الرومانية "يمكن ان تحصل مفاجآت، التاريخ علمنا انه غالبا ما يكون هناك خلافات في وجهات النظر داخل الاحزاب وان الاتفاقات بين قادتها لا تحترم دائما". وطرح نحو 12 اسما على الاقل وفي مقدمتها رئيس الوزراء السابق جوليانو اماتو الذي يحظى بتاييد برلوسكوني والمفوضة الاوروبية سابقا ايما بونينو. ودافع فبريزيو تشيكيوتي المقرب من برلوسكوني عن خيار جوليانو اماتو الذي يتعرض الى الانتقاد باعتباره الذراع اليمنى سابقا للقيادي الاشتراكي بتينو كراكسي، مشددا على انه يتطابق مع ضرورة اختيار "شخصية رفيعة المستوى يمكن ان ينتخبها ايضا حزب شعب الحرية". كذلك ذكر اسم رئيس المفوضية الاوروبية سابقا رومانو برودي، الوحيد الذي فاز مرتين على برلوسكوني لكن الاخير سيعتبر اختياره بمثابة اشهار حرب عليه وسيبذل بعد ذلك قصارى جهوده للدفع الى انتخابات مبكرة اعتبارا من حزيران/يونيو او تموز/يوليو. وفي الانتظار واصل المحتجون في حركة الخمسة نجوم الذين فازوا ب25% من الاصوات في الانتخابات التشريعية بجمع اصوات الايطاليين الغاضبين من التقشف، التشويش على اللعبة السياسية باختيارهم عبر الانترنت الصحافية مينيلا غبانيلي المتخصصة في التحقيقات ضد الفساد والاقتصاد والسياسي. وافادت شركة برسيت في تورينو التي حللت 150 الف رسالة تويتر خلال الايام الاخيرة ان غبانيلي ايضا في مقدمة مستخدمي توتيرت باعتبارها "رمزا جديدا" و"شخصية جدية" وتحل وراءها مباشرة شخصية دستورية وهي ستيفانو رودوتا التي حلت في المرتبة الثالثة على لائحة حركة الخمسة نجوم، وتعتبرها رسائل تويتر "افضل شخصية" من اجل توافق بين اليسار وانصار "غليو" الامر الذي سيزيد في تعقيد الامور بالنسبة لبرساني.