اسونسيون ـ أ.ف.ب
حقق المقاول الثري اوراسيو كارتيس فوزا واضحا في الانتخابات الرئاسية على المرشح الليبرالي افراين اليغري واعاد بذلك حزب كولورادو اليميني المهيمن الى السلطة في باراغواي بعدما حكم البلاد من 1947 الى 2008. وافادت الاستطلاعات ان اوراسيو كارتيس (56 سنة) حصل على 46 بالمئة من الاصوات متفوقا على مرشح اليمين الاخر افراين اليغري من الحزب الليبرالي (37%) حسب النتائج الموقتة لمحكمة القضاء العليا للانتخابات. واعلنت المحكمة فوز كارتيس بعد بقليل ان اقر افراين اليغري بهزيمته. وحل مرشح اليسار ماريو فيريرو ثالثا. واكدت المحكمة ان نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت سبعين في المئة. وفاز اوراسيو كارتيس رجل الاعمال الذي درس في الولايات المتحدة ويعتبر من اغنى الناس في باراغواي وطالما توقعت الاستطلاعات ان يكون الاوفر حظا قبل ان تفيد التحقيقات ان الفارق ضئيل بين المرشحين اليمينيين. وقد اشتهر الرجل الذي يملك حوالى عشرين شركة، لكونه رئيس فريق ليبرتاد لكرة القدم الذي فاز معه بالعديد من البطولات. واشتهر حزب كولورادو الذي حكم البلاد خلال سنوات الجمر للدكتاتور الفريدو سترونر (1954-1989) بالفساد والمحسوبية. وما ان اعلنت النتائج حتى خرج انصار حزب كولورادو في حي مقر المرشح وهو حي راق في اسونسيون يحتفلون بالفوز مستعملين ابواق السيارات ورفعوا اعلاما حمراء لون حزب كولورادو. واتهم افراين اليغري الذي كان وزيرا للاشغال العمومية (2008-2011) خلال الحملة الانتخابية اوراسيو كارتيس باقامة علاقات مع مهربي المخدرات وبانه انتهازي لانه ادى بصوته لاول مرة في 2010. وتثق ليندا فيلاسكيس (33 سنة) العائدة من اسبانيا حيث قضت عشر سنوات والمتحدرة من عائلة كانت دائما تصوت لحزب كولورادو، في اوراسيو كارتيس ويحدوها " امل كبير" في ان ينهض بالبلاد التي يعيش نصف سكانها في الفقر. وقد فاز اليسار بقيادة فرناندو لوغو، القس الكاثوليكي السابق بالانتخابات الرئاسية في 2008 بفضل تشكيل ائتلاف مع الحزب الليبرالي الذي نقض الحلف بالنهاية. وفي حزيران/يونيو 2012 اقال اليمين لوغو الذي اصبح من دون اغلبية في البرلمان فيما وصف بانه "انقلاب برلماني" وتولى نائب الرئيس الليبرالي فيديريكو فرانكو الرئاسة. وبما انه لم يستطع الترشح مرة ثانية الى الرئاسة ترشح فرناندو لوغو لمقعد سيناتور وفاز به بينما لم يحصل حزبه جبهة غواسو الذي ترشح الى الانتخابات الرئاسية سوى على 3,5 بالمئة من الاصوات. وانتخب الناخبون البالغ عددهم 3,5 مليون ناخب ايضا ثمانين نائبا وحكام 17 اقليما وممثلي برلاسور جمعية مركوسور، وحصل حزب كولورادو في مجلس الشيوخ على الاغلبية المطلقة (23 مقعدا) على ما افادت الاستطلاعات. وللمرة الاولى تمكن الناخبون المقيمون في الارجنتين والولايات المتحدة واسبانيا من الانتخاب. واعتبر اندرو نيكسو الاستاذ الجامعي المتخحصص في الباراغواي انه سيصعب على كارتيس ان يحدث تغييرا وقال "سواجه مقاومة شديدة في حزبه لان مسيرته المثيرة للجدل ستخلق له مشاكل على الصعيد الدولي". واوضح انه "عندما يكون مدير شركة رئيسا، حسب القوانين الدولية، يجب عليه ان يتنحى من مسؤولياته في الاعمال كما فعل الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا، واذا لم يفعل فقد يحصل تضارب مصالح". وشهد اليوم الانتخابي هجوما على مقر مفوضية بلدة كوروسو دي هييرو في مقاطعة كونسبسيون على مسافة 500 كلم عن اسونسيون، على ما افادت الشرطة التي تشتبه في ان جيش الشعب الباراغويي وهو حركة تمرد يسارية صغيرة، من ارتكب الهجوم.