تستخدم النساء في ميانمار أشواكا حادة لوشم وجوههن لدرء الاختطاف

التقط مُصوّر بريطاني صورا للسكان الأصليين في ميانمار إذ لقي ترحابا ولطفا مِن كلّ الذين التقاهم، وبدلا مِن التقاط صور للجنود والصراعات، ذهب دان أودونيل بحثا عن القبائل البدوية والقرى النائية، والتقط صورا لآخر ما تبقّى من النساء في قبيلة تشن الميانمارية اللاتي يحتفظن بآثار الوشم في محاولة لدرء الاختطاف.

قام السيد أودونيل، من كيركينتيلوش، بتصوير قبائل بالونغ وشان الذين استقروا في جبال ولاية شان في شمال شرق البلد, وعاد المصور لتوّه إلى أسكتلندا بعد عامين من تصوير رحلته عبر العديد من المواقع الأكثر اضطرابا في العالم، وقال: "ميانمار قد يكون البلد الأكثر مضيافا زرته يوما, إذا لم يكن هذا لتغطية وسائل الإعلام، ربما لم أكن قد عرفت أبدا عن كل الأشياء الرهيبة التي تحدث هناك".

 

 

وقال في مقابلة مع القبائل التي صوّرها: "بالونغ هي واحدة من أقدم قبائل التل في ميانمار، وتشتهر بالشاي الذي يزرعونه وعلاج يبيعونه، خاصة الشاي المخلل (ليبيت) الذي يحظى بشعبية في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف: "تبرز نساء بالونغ بين قبائل التل الأخرى بملابسهن التقليدية الملونة، وتشمل الملابس الخاصة بهن السترات المخملية من الأخضر والأزرق، أو الأرغواني واللونغي (نوع من سارونغ) يتم تثبيتها مع الأحزمة. معظم شعب شان يعيشون اليوم بنفس الطريقة التي اعتادوا دائما عليها, وتعيش الأغلبية في قرى ريفية صغيرة إذ تزرع المحاصيل النقدية مثل الأرز والفاكهة والخضراوات الاستوائية وشبه المدارية".

 

 

كما عرض السيد أودونيل آخر النساء الباقيات على قيد الحياة في قبيلة تشين في ميانمار، وأوضح: "تقول أسطورة تشين إنه قبل سنوات عديدة زار ملك البورمية المنطقة وخطف النساء، لاعتقاده بأن الجميلات في ميانمار.. لمنع أي عمليات اختطاف في المستقبل، بدأت نساء تشين بوشم وجوههن باستخدام شوك النباتات المحلية الحادة واستخدام الأوراق والسخام للون وكمطهر. هناك ست قبائل مختلفة بتشين، ولكل قبيلة تصميم معين التي تميل إلى تغطية الوجه بأكمله، وأحيانا تصل إلى الرقبة".

وأضاف: "الحكومة البورمية حظرت هذا التقليد القديم في 1960، وبالتالي فإن النساء اللاتي شرفت بالتصوير الفوتوغرافي لهن سيكن آخر وجوه من تاريخ تشين يحملن هذا التقليد".

 

 

وأضاف أودونيل, البالغ من العمر 26 عاما: "أن تكون لدي فرصة لتوثيق كل هذه القبائل الأصلية المختلفة التي تعيش حياتها اليومية، ويتم قبولها باعتبارها واحدة من تقاليدها الخاصة يجعلني أحب القيام بهذا النوع من التصوير الفوتوغرافي.. أحصل على دعوة لدخول منازلهم, إنهم يقدمون لي الطعام التقليدي اللذيذ.. لديّ علاقات قصيرة لكن ذات مغزى مع كل شخص تقريبا حصلت على شرف التصوير معه".

وقال: "في بعض الأحيان هذا يمكن أن يكون اتصالا أقوى إذا كان لديّ فرصة سماع قصص حياتهم، أو حتى بعض مما كان لي شرف الرقص معهم في مهرجانات القرية. تتعلم لغات جديدة، وتتذوق الطعام المختلف، وتقوم بارتداء الملابس التي لم يسبق لك أن تكون فكرت في ارتدائها في أي وقت مضى، وتكتسب الكثير من المعرفة الجديدة حول الثقافات المختلفة وحياتهم اليومية.​