هوارد هودجكين يكشف عن مجموعة من لوحاته في معرض آلان كريستينا

يقدم الفنان هوارد هودجكين مجموعة من اللوحات الفنية المطبوعة في معرض آلان كريستينا في لندن ومنها لوحات للفاكهة الطازجة والطعام، وركز هودجكين على تجسيد الطعام في العديد من أعماله على مدى سنوات، بينما تجسد لوحات أخرى له الطقس مثل Blue Evening و Dark Rainbow .
ووصف هودجكين أعماله باعتبارها تعبيرية عن حالات عاطفية، حيث تهدف أعماله الممتدة طوال 6 عقود إلى تقديم تجربة مقربة للأشياء مثل رائحة المطر أو الأوراق القديمة، حيث تعد كل صورة لحظة سكر بصرية، وكانت كريستينا هي التي أقنعت هودجكين بأن مجموعته "فينسيا"  عام 1995  يجب آلا تكون الأخيرة، حتى قدم الفنان مطبوعتين عام 2012 منها As Time Goes بطول 6 أمتار وهي أكبر أعماله حجما، وعندما سأله أحد الصحافيين عن سبب طولها المطبوعة أجاب " أظهر أنني أستطيع".


وتوصل هودجكين إلى مساره من خلال عمله كمصمم مطبوعات في أواخر السبعينات، ويظهر أحد أعمال هودجكين عام 1977 كتلة داكنة على خلفية زرقاء خفيفة رطبة في عمل بعنوان " العاصفة"، وتمت في نيويورك بعد أن سمع عن عواصف رهيبة في أوكلاهوما حيث سافر مؤخرا، وهو ما ذكره بالسماء العاصفة في لوحات توماس هارت بنتون، وبعد سنوات قليلة بدأ هودجكين في استخدام الورق المفحم ومادة لزجة يتم استخدامها مباشرة على لوح الطباعة بالفرشاة أو بالأصابع، وتعكس هذه المادة رغبة هودجكين في الابتعاد عن الطباعة التقليدية، وكانت مجموعته "فينسيا" تمثل مزيج من النقش والألوان المائية والكربوراندم، وأتاح التلوين باليد لهودجكينز تحقيق تأثيرا غامرا لكنه لم يخترع هذه الطريقة، حيث استُخدمت لعدة قرون لإضافة اللون باليد على لوح طباعي أحادي اللون، واستخدم هودجكين هذه الطريقة في لوحاته الثلاثين لمجموعة  Ice Cream.
ووضع هودجكين دليلًا للفنان موضحا فيه نوع الفرشاة التي يستخدمها والمزيج الدقيق من الطلاء، واستفاد من ذلك مصمم المطبوعات أندرو سميث حيث استخدم نفس الفرش والطلاء بدقة ونجح في محاكاة طريقة هودجكين، ما جعله بارعا في إعادة إنتاج  لوحاته الأصلية وأصبح لا يحتاج إلى تعليمات أو حتى رؤية اللوحات الأصلية للفنان، ويمكنه إخبار كيف صنع كل خط من خطوط الفرشاة بمجرد النظر إليه، ، ويصبح السؤال إلى أي مدى تعد اللوحات المعاد إنتاجها أصلية مع أن يد هودجكين لم تمسها؟، وإذا ما ذهبت إلى استوديو أحد الفنانين فتجد العديد من المساعدين لهيكملون اللوحة، إلا أن إعادة إنتاج اللوحة بالكامل يعد شيء آخر ويعكس مهارة فنية أو كما قال هودجكين عن سميث " مزيج من الحس العالي والتهذب".


وتعكس قدرة هودجكين على التوصل إلى مثل هذه الرموز البصرية تجربة جديرة بالملاحظة، حيث يتضح في عمله Dark Rainbow اثنين من الأقواس باللونين الأزرق والأحمر على خلفية من أكسيد الرصاص الأصفر، بينما تشكلت مطبوعة Autumn Sky من اللونين الأزرق والأصفر ويختلطان مع اللونين الأسود والأبيض، وهي ألوان غير خريفية لكنها تبدو ربيعية بشكل أكبر إلا أنه أحطاها بإطار أسود سميك، بينما تذكر لوحة هودجكين Glass of Red بصورة صديقه باتريك كلوفيلد الذي ظهر في إحدى الصور عاريا، إلا أن كلوفيلد  لم يكن لينتج صورة رمزية مثل تلك التي أنتجها هودجكين، ويقال أن هودجكين يخلق صور تعتمد على ذكريات مثل مجموعة Proustian، واختار هودجكين أن يكون رساما واقعيا بدلا من أن يكون رساما وجدانيا، وفي لوحة Madame Bovary  التي تلهث على طاولة المطبخ استطاع هودجيكن تجسيد الرغبة الجامحة بشكل رمزي، وهو ما تعكسة أيضا لوحة Big Sister والتي صورت مجموعة من خطوط الفرشاة الداكنة مع إطار أصفر اللون وبقية أدوات المطبخ مثل الطاولة في الجزء الأمامي والتي تبدو جيدا بما يجعلك تريد أن تلتهمها.