المنامة-البحرين اليوم
أكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار بيع 90% من الإنتاج الأول لمشروع صنع في البحرين، محققا جدواه الاستثمارية والثقافية رغم العمل عليه في ظرف قياسي، حيث تم تدشين المشروع في ديسمبر الماضي، وحقق نجاحا لافتا تمثل في إنتاج 400 قطعة حرفية فنية مبتكرة خلال شهرين فقط من بدء الإنتاج، وبينت التوجه المستقبلي للتعاون مع مؤسسة الوليد للإنسانية ومؤسسات أخرى لعرض خط إنتاجي من هذه الصناعات في غرف فنادق البحرين متطلعة لوصول المنتج الحرفي وانتشاره على المستوى الإقليمي والعالمي.
وأعلنت الشيخة هلا عن مساهمة مشروع صنع في البحرين في إيجاد منتج فني كبير ستساهم به هيئة البحرين للثقافة والآثار ممثلة لمملكة البحرين في معرض أكسبو 2021، وسيكون عملا فنيا فريدا من نوعه، كما كشفت عن توجه الهيئة إلى صناعة سفن قديمة بأنواعها وتشكيل أسطول بحري يرسو على ضفاف أحد المواقع التراثية قريبا.وبينت الشيخة هلا ، بأن مبادرة صنع في البحرين نفذت بتوجيه من معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، وهي مبادرة تهدف إلى تدشين هوية جمالية للحرف المحلية لتحويلها إلى شراكات وصناعات إبداعية، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية منتجات الحرف اليدوية كجزء من هوية البحرين، وأوضحت الشيخة هلا أن مشروع صنع في البحرين ثمرة لرؤية معالي رئيسة الهيئة التي اختارت الفكرة والاسم والتصميم منذ سنوات، والتي كانت توجه لأن يتم المشروع بالشكل الذي نراه عليه اليوم.
وأكدت الشيخة هلا، التوجه نحو إيجاد أسطول من السفن على ضفاف أحد المواقع التراثية الساحلية، وقالت: "تمتلك مملكة البحرين سبع سفن هامة، ولها قيم تراثية وجمالية كبيرة ولها دلالات هامة، ونتمنى تحقيقه قريبا، فكل هذه المبادرات تدلل على التمسك بالحرفة التقليدية وأن تكون حية وملموسة.. فمعارفنا عن السفن لا تتجاوز القراءة والصور، ونريد أن تكون هناك نماذج حية مشاهدة يمكن للزوار التعرف عليها عن قرب.. إذ أتطلع لإعادة صناعتها بحجمها الطبيعي، ليكون أسطول سفن البحرين راسيا على ضفاف أحد السواحل التراثية في القريب".
وأضافت الشيخة هلا: "أستذكر الجالبوت سمحة، بكل ما يحمله من رمزية ودلالة، فهي سفينة تراثية مقدمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة افتتاح متحف البحرين الوطني في ديسمبر 1988م، وقد صنع الجالبوت في البحرين سنة 1924م، وكان يستخدم من قبل صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة طيب الله ثراه و(سمحة) تجمع في اسمها بين سماحة أهل البحرين وحكامها ، وبراعة الصنع والجمال الفني، وتعتبر جزءا لا يتجزأ من تراث البحرين الحافل بالنشاط البحري".
مشاريع إبداعية جديدة.. وأعلنت الشيخة هلا عن العمل على منتج حرفي كبير سيدخل في جناح أكسبو 2021، جار العمل عليه حاليا، وقالت: "نتحدث عن الكثافة كعنوان ضخم، ونفكر فيه بصورة كبيرة، فالكثافة عنوان واسع في مفهومه وشموليته، فهو يجسد معنى عميق جدا يلامس كثافة السكان وكثافة التاريخ وكثافة الإنتاج وكثافة الإبداع وغيرها.. من هنا تهتم هيئة الثقافة دائما بتوليد مساحة إبداعية جديدة لإنتاج عمل مميز دائما".وقالت الشيخة هلا: "نقوم من خلال علامة صنع في البحرين بتطوير المنتج التقليدي عبر إضافة عناصر الحداثة والمعاصرة والترويج لها على المستوى المحلي والعالمي أيضا.
كما ونعمل على تأكيد أهمية منتجات الحرف اليدوية كجزء من هوية البحرين، ونعرف بالحرف التقليدية والصناعات اليدوية ونهدف إلى التوعية بأهمية هذه الممارسات الحرفية والإنسانية والاجتماعية، إلى ذلك نعمل على تشجيع العاملين على الاستمرار بمزاولة هذه الصناعات التقليدية، إذ لم تعد الحرف جزءا من الذاكرة أو قطعا توضع في الزوايا، بل أصبحت حرفا متجددة يمكن أن تكون موجودة في تفاصيل حياتنا، وبالتالي إنتاج قطع تستخدم في يومياتنا".وعن تفاصيل صنع في البحرين تقول الشيخة هلا: "تم بيع 90% من المنتجات في أول أسبوع، فقد عرضنا 400 قطعة تتراوح أسعارها من دينارين إلى 100 دينار، وهي قطع حرفية جميلة بلمسات تجديدية، وكلها صناعة أيادي بحرينية 100%.
وكل قطعة تقدم في تغليف معين مصاحبة ببطاقة عليها اسم الحرفي الذي صنعها ونبذة عنه وعن الحرفة التي يمارسها، وبالتالي تعتبر كل قطعة حكاية في حد ذاتها، وتشكل بصمة تراثية تضيء جانبا من تراث مملكة البحرين الأصيل، كما ونتطلع لإيجاد آلية مناسبة لتأمين التشجيع المناسب لتطوير عمل الحرفيين في المستقبل".من المحلية إلى العالمية..وعن آفاق التطوير المستقبلية أكدت الشيخة هلا، التوجه للتعاون مع مؤسسات عريقة تدعم الحرف وتتفق في أهدافها ورؤيتها التطويرية للحرف، إذ نعمل مع الوليد للإنسانية لأخذ الحرف التقليدية ولتكون جزءا من الفنادق العالمية.
ولدى هذه المؤسسة برنامج جميل فعلا، كما سنعمل مع مؤسسة نهر الأردن التي اهتمت بالحرف أيضا وعملت على تداولها بشكل متطور وجميل، إضافة إلى مؤسسة "تركاوز ماونتن" وهي مؤسسة بريطانية تهتم بالحرف أيضا، ومن بين مجمل هذا التعاون نتطلع لبيع المنتجات وعرضها في فنادق البحرين إذ ستقوم مؤسسة الوليد للإنسانية لإيجاد خط إنتاجي معين يناسب ديكورات الفنادق وستكون حاضرة أمام عين المقيمين للاستخدام والاقتناء، كما نتطلع لأن يكون هناك عرض لهذه المنتوجات في المطار الجديد في ركن خاص يعنى بعرض الحرف البحرينية.
وأضافت الشيخة هلا قائلة: "نعمل على إعادة النظر في الحرفة التقليدية، كما نعمل على تشغيل الحرفة في منتج فني عصري، ونتطلع في هيئة الثقافة إلى اغتنام إبداعات الفنانين لإيجاد أعمال فنية معاصرة وتوظيفها بشكل جديد ومختلف، وبناء أعمال مركبة فنية من البيئة المحلية، إلى جانب خلق قوة شرائية توصلنا إلى إنتاج أكثر دون المساس بأصالة المنتج، فما نعمل عليه هو خلق مساحة جديدة للإبداع دائما". وشرحت الشيخة هلا ما تمثله الصناعات والحرف التقليديّة كونها تشكل جزءا من أهمّ عناصر التراث الثقافي غير المادّي/الحيّ، وقالت: "يعدّ مادّة استثماريّة استثنائيّة نظرًا لخصوصيّتها بالنسبة لكلّ منطقة، وتأثّرها بالبيئة الاجتماعيّة والجغرافيّة والموارد الطبيعيّة وغيرها.. وتتّجه مؤسّسات الثقافة والتراث على مستوى العالم لتحقيق استدامة الحِرَف والحفاظ عليها من الاندثار لكونها مكوّناً أصيلاً من مكوّنات التراث الوطني".
إنتاجية بمساحات إبداعية.. وعن أهداف صنع في البحرين قالت الشيخة هلا: "نهدف للوصول إلى منتج تقليدي مطور لخلق مساحات إبداعية جديدة وإيصال المنتج للكثيرين، وبالتالي تطوير المنتج التقليدي عبر إضافة عناصر الحداثة والمعاصرة والاستدامة والترويج على المستوى المحليّ ولكلّ زوار المنطقة، إضافة إلى تشجيع العاملين في هذه الحِرَف على استمرار مزاولة هذه الصناعات التقليديّة".وتضيف الشيخة هلا: "يستطيع من يزور مركز الجسرة التنقل بين أقسام الحرف واكتشاف تفاصيل صناعتها وأدواتها، فهذا المكان حاضن لهذه الحرف التي تمتد بين قطع الخشب التي تشكل صناعة السفن والصناديق المبيتة لتمر بصناعات مختلفة في تفاصيلها وأدواتها كالنسيج، والنقدة والكورار، والأزياء التقليدية، وصولا إلى صناعة الفخار، وسعف النخيل.
والنقش على الجبس، وغيرها والمميز في صنع بالبحرين هو المزج بين المواد المستخدمة، لإضافة روح جديدة على الحرف التقليدية، فمثلا تم المزج بين الخشب ومنتجات النخلة، وبين الفخار والمعادن، وبين الجبس والخشب وغيرها.. كما عملنا على أن تكون حرفة الصناديق المبيتة تكنيك يستخدم في عمل أدوات أخرى من روح الصندوق مثل طاولات صغيرة وكراسي وصواني وغيرها".وقالت الشيخة هلا: "نفخر في هيئة الثقافة بالحرف البحرينية، وأردنا من خلال هذا المشروع أن نحقق رؤية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة التي رأت هذا المشروع كحلم.
وها هو اليوم يغدو حقيقة بعد عودة إدارة الحرف إلى قطاع التراث الذي مثل مكسباً حقيقياً وكبيراً للثقافة البحرينية، ونتطلع لأن يكون صدى المشروع عالميا في المستقبل، فنحن مهتمون بأن نعزز لدى الحرفي قيمته الكبيرة التراثية والوطنية، وأردنا أن يدرك الحرفيون أنهم يمتلكون شيئا جديا وشيئا ذا قيمة يستطيعون تحويله إلى إنتاج متداول قابل للاستخدام في كل مكان، فلقد تمت إعادة جدولة كل ما يتعلق بالحرفة والحرفي وأيضا بالمكان الواقع في الجسرة، فنحن نريد لأن يكون الحرفي ذا معنويات عالية تجعله قادرا على الإبداع والإنتاج المختلف، كما ونهتم بالتدريب وإتاحة فرصة نقل المعارف والخبرات لكل المهتمين بتعلم الحرف".
واختتمت الشيخة هلا حديثها بالتأكيد على أنها تعمل وسط فريق حيوي وإبداعي، وقالت: "عائلة الثقافة عائلة مبدعة وخلاقة بقيادة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وتوجيهها المستمر ودعمها لفريق العمل هو سر تمكن الجميع من العطاء من خلال مساحة الإبداع والعمل التي تسع الجميع، ونحن كمؤسسة ثقافية نعمل بالتوازي في عدة مجالات ونتطلع لأن يكون اسهامنا محليا وإقليميا وعالميا".صناعة التغيير في الحرف.. من جانبها تطرقت رئيسة التسويق والنشر، دانة عبدالغني، الى عمل فريق العمل على دمج الأفكار الجديدة بالحرف القديمة، إذ تم إجراء التغييرات في حرف اعتاد الحرفيون على العمل عليها بشكل معين ووفق خطوات معينة، وبالتالي تغييرها أو إدخال خطوات جديدة عليها لم يكن بالأمر الهين.
وقالت: "واجه فريق العمل تحديات كثيرة في البداية سرعان ما تحولت إلى حماس ورغبة في الاستمرار في التجديد، فقد ينظر الحرفي التقليدي لإدخال المواد الجديدة على أي صناعة بأنها فكرة غير مقبولة ولكن بعد تدشين المشروع في ديسمبر وجدنا تقبلا ورغبة في المضي قدما في الإنتاج الذي لاقى اعجاب الناس".وتضيف دانة: "حرصنا على إشراكهم في جميع مراحل المشروع فقد ساهموا في الخيارات والألوان، ونتطلع لمنتجات أكثر تنوعا، وأن نصل إلى العالمية بإذن الله، فقد كان هناك توجيه وكانت لدينا رغبة في خلق شيء مختلف".
وقالت دانة: "عملنا مع مصممين شباب، وتم مزج الفخار بمواد أخرى، فلم نقدم الفخار في صورة الحصالة والمبخر بل ادخل على صناعة الفخار مواد جديدة مثل الألمنيوم والحديد وغيرها، ويمكن القول أنه مشروع اجتماعي شارك فيه الجميع، وها نحن مقبلون في أول عام على انطلاق المبادرة إلى دعوة المصممين البحرينيين ليكونوا شركاء وليثروا هذا الإنتاج".وأكدت دانة حرص فريق العمل على التوسع في موضوع التدريب وقالت: " نحرص على تدريب الشباب على الحرف، ولدينا 29 مشاركا من فئات عمرية مختلفة من 23 سنة إلى 60 سنة.. وهدفنا هو استدامة الحرف، ونقل المعرفة من الحرفي القديم إلى الأجيال القادمة، كما نتطلع لحرف تدريبية لمن يريد التعلم وأيضا نهتم بتدريب الحرفيين أنفسهم كل في مجاله".
قد يهمك ايضاً
هيئة الثقافة تحتفي بيوم الشهيد بالتعاون مع "الملكية للأعمال الإنسانية"