تفجير الأعمدة الأثرية في مدينة تدمر السوريّة

كشفت تقارير صحافية أنّ الصورة التي رصدت إقدام مقاتلي تنظيم "داعش" على تدمير المدينة الأثرية السورية تدمر، حصلت على لقب "صورة العام"، وأوضحت الدخان المرتفع على شكل عيش الغراب الذي يغطي سماء الزرقاء.

وبيّنت التقارير أنّ التغطية تؤكّد انهيار الحضارة التي نعرفها، إذ فجر "داعش" المعابد والجدران والأعمدة في مدينة تدمر، وجرى الإفراج عن الصورة في 25 آب/ أغسطس.

وأقدم التنظيم المتشدد على قتل ثلاثة سجناء عن طريق ربطهم في الأعمدة التي تعود إلى العهد الروماني، قبل أن يقرر نسف الأعمدة .

ويعتبر مراقبون "أنه لا مكان للحداد على الآثار في ظل موت الناس في سورية، وأن العنف ضد الفن هو عنف ضد البشر، خصوصًا بعد أن دمر المتطرفون اللحم والحجر معا، إذ أنهم يعملون على محاربة وتدمير التراث الإنساني في العالم".

واعترف طوني بلير أنه لولا حرب العراق لما جرى تأسيس تنظيم "داعش".، ولكن الاعتذار لا يمكنه إعدة تدمر مرة أخرى. إن مشهد ربط الأشخاص الثلاثة في أعمدة تدمر ليس فقط من الأعمال الوحشية، وإنما أطلق العنان للخيال البشري في التعذيب، كما أنه يعيد إلى الأذهان مشهد صلب المسيح مما يثير ويهين مشاعر المسيحيين حول العالم، وتكرر الأمر عند مشاهد لوحات أشهر فناني العالم مثل رامبرانت، وبييرو ديلا فرانشيسكا وكارافاجيو، وهي تصور معاناة وإذلال الضحايا. ليس فقط المسيح، ولكن القديسين غالبا ما يتم رسمهم مربوطين في الأعمدة ليتم تعذيبهم في أكثر اللوحات ترويعًا.

ولا يمكن للعالم مشاهدة لوحات سيباستيان مانتينيا أو كارافاجيو التي تصور صلب المسيح وبعض القديسين، دون تذكر مصير تلك الأرواح المعذبة في تدمر.

إن استخدام صورة سحابة من الدخان فوق أنقاض تدمر كصورة العام، جاء بسبب عدم وجود أي صور جديدة لأعمال "داعش" الوحشية وإذا كانت هناك، لن تنشرها صحيفة عاقلة، ولكن مثلما يدمّر التنظيم الفن، فإن الفن العظيم يمكن أن يساعدنا على تصور ما حدث دون إهانة الضحايا.