كانبرا ـ ريتا مهنا
أكّد الباحثون أن الغلوتين يمكن أن يجعل الأشخاص مكتئبين أو متعبين أكثر مما يسبب مشاكل في المعدة، واكتشفوا أنه ينتج "استجابات للصحة العقلية" لدى بعض الناس بعد تناولهم أطعمة مثل الخبز أو المعكرونة.
وعلى الرغم من أن بعض الناس لا يتحملون بصدق نسبة البروتين الحُبيبي بسبب حالة تسمى مرض الاضطرابات الهضمية، إلا أن نسبة 1٪ فقط من الناس لديهم هذا بالفعل.
لكن الكثير من الناس - حوالي 12 % من الناس - يزعمون أن لديهم حساسية للغلوتين تتسبب في الانتفاخ والتشنجات.
وأجرى الباحثون اختبارات طعام على مجموعة من الأشخاص، لتحديد ما إذا كانت حساسية الغلوتين هذه حقيقية أم مجرد خيال في العقل.
وفي هذه العملية وجدوا بعض الناس يعانون من مشاكل صحية حقيقية نتيجة لتناول الأطعمة عالية في الغلوتين.
واختبرت الدراسة الصغيرة التي أجراها باحثون في جامعة لا تروب في ملبورن في أستراليا، ما حدث عندما تناول 14 شخصًا الغلوتين.
وعلى مدار أسابيع عدّة، تم إعطاء المشاركين اللبن والفطائر التي "تحتوي" و "لا تحتوي" على الغلوتين، ولكن لم يتم إخبار أي من هؤلاء كانوا يأكلون. ولم يستطع المشاركون أن يخبروا عن نوعين من الطعام، حتى عندما يبلغون عن الأعراض، ويمكن للعلماء معرفة ما إذا كان سببها الطعام أو عقولهم.
وقال الأشخاص إنهم شعروا بمستويات مماثلة من الانتفاخ أو التشنجات بعد تناول كلا النوعين من الطعام، مما يوحي بأن القناة الهضمية تعاني بما يسمى "حساسية الغلوتين" التي تنتج عن شيء آخر.
وأشار "موقع نيو ساينتيست" إلى أن الخبراء يقولون إن الانتفاخ أو التشنج يمكن أن يكون سببه الكربوهيدرات التي يطلق عليها "فركتانس"، أو التي يسببها الخوف من تناول الغلوتين.
لكنهم وجدوا أيضا أنه عندما يأكل الناس الغلوتين فإنهم أكثر عرضة للشعور بالتعب أو تجربة مشاعر أقل إيجابية، مما يشير إلى أن لها تأثيرات حقيقية على الدماغ.
وأوضحت الباحثة الرئيسية جيسيكا بيسيكييرسكي، "نحن بالتأكيد لا نقول أن الجميع سيصاب بالاكتئاب بعد تناول الغلوتين".
وأضافت أنه من المرجح أن تؤثر هذه الظاهرة على عدد قليل من الناس.
ولكن يمكن أن يفسر ذلك بعض الأسباب لتفسير شعور البعض بالراحة بعد التخلي عن الغلوتين.
بالإضافة إلى ذلك، يميل الناس إلى تناول المزيد من الفواكه والخضروات الطازجة وأنماط حياة صحية بعد اختيار التوقف عن تناول الغلوتين، حسبما قال الدكتور بيسيكييرسكي.
وكشفت النتائج التي توصلت إليها إلى الأبحاث السابقة التي وجدت أن الغلوتين يسبب أعراض أكثر للاكتئاب في الأشخاص الذين يزعمون أنهم حساسون للبروتين.
ووجدت دراسة أخرى أجريت في إيطاليا في عام 2015 ، قد يحدث زيادة في الاكتئاب و "ضبابية في المخ" لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية للغلوتين عندما تناولوها.
وأضاف مايكل بوتر، وهو باحث في جامعة نيوكاسل في أستراليا: "تشير هذه الدراسات إلى أن هناك بالتأكيد أشخاصًا لديهم استجابات صحية نفسية قابلة للعلاج للغلوتين عندما يواجهون تحدياتها".
وتم عرض نتائج الدكتورة بيسيكييرسكي Biesiekierski في مؤتمر سنوي لجمعية الجهاز الهضمي في أستراليا الأسبوع الماضي.