المنامة ـ البحرين اليوم
أكد الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» أن النظام الصحي البحريني قوي وقادر على مجابهة الفيروس خلال مراحل تطوره وأن الخطة العلاجية المتبعة في علاج المصابين تسير وفق نهج مدروس وتخضع للتحديث الدوري كل أسبوعين بناء على معطيات الاجتماعات الأسبوعية التي يشارك فيها فريق بحثي بحريني مع نخبة من خبراء حول العالم ممن يبحثون عن علاج للكورونا، موضحين أن نتائج الخطة البحرينية تجلت بشكل واضح في ارتفاع مؤشر التعافي محليا طيلة الأيام الماضية.وأعلن الفريق خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات الفيروس أن مملكة البحرين كانت شريكا فعالا في عدة بحوث طبية عالمية تبحث في مستجدات وتطورات فيروس كورونا المستجد بقيادة فريق مختص بالمجال البحثي، موضحًا أن عقار «كلوركين» الذي استخدم في علاج بعض الحالات البسيطة التي تعاني التهابا محدودا في الرئة كانت ضمن نطاق ضيق وبجرعات منخفضة مقارنة ببقية الدول الأخرى ولم تسجل أي مضاعفات بين المرضى المدرجين عليه، فيما سيتم قريبا إدخال دواء «ريمديسفير» ضمن الخطة العلاجية المتبعة في البحرين والذي ثبت من خلال التجارب العالمية مع «كوفيد 19» فعاليته بتقليل فترة المكوث بالمستشفى.
وأكد وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) الدكتور وليد المانع أنه تم رصد تضاعف في إصابة البحرينيين بالفيروس خلال الأسابيع الماضية، فقد تم رصد 179 حالة أمس الأول مقارنة بـ28 حالة أبريل الماضي، موضحًا أن الرصد اليومي لإصابة البحرينيين كحالات جديدة أكد أنها ضمن نطاق أسرهم وكانت لعدم التزامهم بالتعليمات وتهاونهم في التطبيق السليم للإجراءات والتدابير الوقائية، مشيرًا إلى سعي الفريق للعمل على تراجع هذه الأعداد خلال الفترة المقبلة. وقال إن النظام الصحي في البحرين قوي ومتماسك وأثبت قدرته على التعاطي والتعامل مع جائحة كورونا وتميزت المملكة بقوة الفحص وتتبع مصدر المرض وهو ما أسهم في إعداد خطط استباقية لمجابهة الفيروس، مشيرًا إلى أن تعامل مملكة البحرين مع فيروس كورونا يسير وفق خطط مدروسة تتناسب مع كل مرحلة ومستجد وأن الحكومة والكوادر الطبية لم تتردد في اتخاذ اللازم حفاظًا على سلامة المجتمع وتواصل عملها ليلاً ونهارًا من أجل صحة وسلامة الجميع.
وقال وكيل وزارة الصحة إن المسؤولية خلال المرحلة المقبلة هي مسؤولية فردية وترتكز على استمرار الفرد بالالتزام بالقرارات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لتجاوز هذه الجائحة بنجاح وحماية نفسه وأسرته ومجتمعه، داعيا الجميع إلى سرعة الإبلاغ عن وجود الأعراض الخاصة بالفيروس والتي ستسهم في سرعة عزل الحالة القائمة وتقليل أعداد المخالطين وبالتالي سرعة علاجها وسرعة تعافيها، كما دعا إلى ضرورة الاتصال على الرقم 444 فور الشعور بأي أعراض للفيروس، كي لا تتضاعف هذه الأعراض وتأتي الحالة في وقت متأخر يصعب حينها على الطاقم الطبي إسعافها.ولفت المانع إلى أن أسباب ارتفاع أعداد الحالات خلال الأيام الأخيرة تعود إلى عدم الالتزام بالتعليمات والتهاون في التطبيق السليم للإجراءات والتدابير الوقائية، منوهًا بأن الرصد اليومي لأعداد الحالات القائمة بين وجود ارتفاع في أعداد البحرينيين المسجلين كحالات جديدة مقارنةً بالمقيمين، والتي يأمل أن تتناقص هذه الأعداد خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن أسباب الزيادة في أعداد الحالات القائمة من المواطنين ترجع للتجمعات الأسرية والاجتماعية خلال شهر رمضان وعيد الفطر وكذلك الخروج لغير الضرورات، منوهًا بأهمية اختصار التجمعات على التجمعات العائلية الصغيرة للساكنين بنفس المنزل، والالتزام بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع ارتداء الكمامات أو أقنعة الوجه والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي.
وأشار المانع إلى أهمية الالتزام بالاشتراطات والإجراءات التنفيذية اللازمة التي أقرها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا بشأن توسيع نطاق إلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتدائها أيضًا عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، وارتدائها عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة.وحول الطاقة الاستيعابية أوضح المانع أنه تم رفع الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج وفق الخطة التي وضعها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) وذلك لضمان التعامل بكفاءة مع كافة المستجدات وفق كل مرحلة من مراحل انتشار الفيروس، منوها إلى أن الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج بلغت 7187 سريرًا يبلغ الإشغال الحالي منها 4884 سريرًا، وأن الطاقة الاستيعابية لمراكز الحجر الصحي الاحترازي بلغت 3410 أسّرة يبلغ الإشغال الحالي منها 599 سريرًا، مؤكدا أن الخدمات الصحية العلاجية من فحص وحجر وعلاج مستمرة بالمجان في مراكز الحجر الصحي الاحترازي ومراكز العزل والعلاج، إلى جانب ذلك فالخيار متاح لتلقي خدمات الحجر والعزل والعلاج في القطاع الخاص للأفراد الراغبين وذلك على نفقتهم الخاصة.وقال المانع إن أفراد المجتمع يمثلون أبطال المرحلة المقبلة عبر التزامهم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم كون هذا الالتزام يمثل حائط الصد الأول ضد الفيروس.
البحرين شريك في أبحاث عالمية
من جانبه أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا نجاح الخطة العلاجية المتبعة في علاج المصابين وهي تخضع لتحديث كل أسبوعين بناء على معطيات الاجتماعات الأسبوعية التي يشارك فيها فريق بحثي بحريني مع نخبة من خبراء حول العالم ممن يبحثون عن علاج للكورونا، منوها إلى مشاركة فريق بحثي بحريني في عدة بحوث ودراسات طبية عالمية ومختص في المجال حيث يشارك في اجتماعات أسبوعية عن بعد مع أطباء وخبراء حول العالم ممن يبحثون في إيجاد علاج لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».وقال إن نتائج المنهجية العلاجية التي يعتمدها الفريق الطبي انعكست إيجابا في ارتفاع المؤشر اليومي للتعافي بين المصابين والتي بلغت حتى الآن 61%، منوها إلى اعتماد آلية جديدة لدخول المرضى وخروجهم الأمر الذي أسهم في تضاعف أعداد المتعافين بشكل ملحوظ.
وشدد على ضرورة التزام كل فرد بالمجتمع بالقرارات والإجراءات، حيث يُعوّل على التزام الفرد بمسؤولياته لتجاوز تحدي فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن هناك عددا من الإجراءات الاحترازية للدخول الآمن للمنازل والتي يجب الالتزام بها عند الرجوع للمنزل وقبل لمس أي شي والتي تتمثل في ضرورة وضع الأحذية عند الباب، ويفضل أن تكون خارج المنزل مع التأكيد على ضرورة التعقيم، وتوفر صندوق عند المدخل يتم فيه وضع كل المقتنيات الشخصية، ولبس القفاز والكمام، وتعقيم كافة المقتنيات والأمتعة، والتخلص من الأكياس الخارجية مع القفاز والكمام، وغسل اليدين بالماء والصابون بمدة لا تقل عن 40 ثانية، ووضع الملابس الخارجية في سلة الغسيل، مبينًا أن هذه التعليمات هي من أجل سلامة كافة أفراد المجتمع.
نستخدم أدوية لعلاج الأعراض
من جهتها أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) أن البحرين تستخدم عقار «هيدروكسي كلوروكوين» ضمن جرعات أقل بكثير عن ما تم الإعلان عن تأثيره على صحة الإنسان، وأن استخدامه محليا يقع ضمن محاذير طبية دقيقة وأن المريض يخضع لمتابعة دورية قبل وبعد إدخال العلاج، موضحة أن الإصدارات الحديثة ركزت على أن الأعراض الجانبية للكلوركين تتمثل في زيادة ضربات القلب وأنه لا يستخدم للحالات المتقدمة بل حالات الإصابة البسيطة في الرئة.
وشددت على ضرورة الاستمرار بالتزام الفرد بالمسؤولية التي تقع عليه خلال هذه المرحلة عبر تنفيذ كافة القرارات والتعليمات والإرشادات بما يحفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، منوهة إلى أن وزارة الصحة حريصة على توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية للوصول المبكر إلى الحالات القائمة وبالتالي سرعة عزلها وعلاجها، حيث وصل مجموعها إلى أكثر من 330 ألف فحص مختبري، مشيرة إلى أن تعافي الكثير من الحالات القائمة بالفيروس خلال الأيام الماضية يرجع إلى عدة أسباب والمتمثلة في تطبيق البروتوكول العلاجي المتبع في معالجة هذه الحالات إلى جانب الرعاية الصحية المستمرة التي تتلقاها الحالات القائمة ما أدى إلى سرعة تعافيها من الفيروس.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بلغ عدد الحالات القائمة التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج 48 حالة قائمة، منها 9 حالات تحت العناية، و4875 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 4884 حالة قائمة، وتعافي 7407 حالات وخروجها من مراكز العزل والعلاج، مشددة على ضرورة استمرار التزام الجميع بالقرارات الصادرة والمتمثلة في التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية وغيرها من القرارات، مجددة دعوتها إلى أهمية ارتداء الجميع لكمامات الوجه الطبية أو القطنية منها بشكل عام والذي يعد إجراء وقائيًا، وضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون جيدًا بشكل دوري مع الحرص على استخدام معقم اليدين.وأشارت السلمان إلى أهمية تنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيدًا بصورة دورية، وتغطية الفم عند السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، وتجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وفي حال ظهور الأعراض على أي شخص عليه الاتصال على 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى إليه، مؤكدة ضرورة التقيد بالتعليمات وعدم التهاون بها من أجل حفظ صحة وسلامة الجميع.
وقد يهمك أيضا" :