لندن ـ سليم كرم
تُحاول شركة نفط بريطانية تعمل بالتنقيب قبالة ساحل دورست في إنجلترا، تمديد رخصتها، متحدية الشروط المفروضة لحماية العديد من أنواع الحياة البحرية الحساسة في الساحل، ووفقا إلى صحيفة "غارديان" البريطانية أقامت شركة Corallian Energy منصة مُثبّتة على الساحل في دورست، وقريبة من 58 منطقة محمية بحرية وساحلية.
وتشمل الأنواع الحسّاسة والنادرة البحرية درافيل bottlenose وفرس البحر والطيور البحرية، بما في ذلك طائر الخرشنة وخطاف البحر الصغير.
اقرأ ايضاً : إقامة أكبر محمية بحرية في العالم بالقطب الجنوبى
ورغم معارضة أنصار البيئة والسكان المحليين أعطت الجهة المنظمة لقطاع النفط والغاز في الخارج (Opred)، وهي جزء من وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، الإذن لشركة Corallian Energy للقيام بأعمال التنقيب الاستكشافية في العام الماضي، لكن بعد اعتراضات من وكالة البيئة وهيئة Natural England للمواقع المحمية، من بين مؤسسات أخرى، اقتصرت الشركة على التنقيب في فصل الشتاء وليس في الربيع للتخفيف من "المخاوف المهمة المتعلقة بكل من المناظر الطبيعية والحياة البحرية والآثار المحتملة على الأسماك المهاجرة".
ورغم هذه الظروف طلبت الشركة من Opred الحصول على إذن لتمديد التنقيب إلى مارس/ آذار، وتمت الموافقة على الطلب بعد رفض طلب التنقيب قبالة مزرعة على الساحل على أساس أنها ستضر بالمناطق ذات جمال طبيعي وبموقع اليونسكو للتراث العالمي الوحيد الطبيعي، وهو الساحل الجوراسي، وإذا تم تأكيد وجود كمية كبيرة من الزيت، فسيتم استخراجها عن طريق الحفر الأفقي طويل المدى عبر مزرعة Wytch، في مرفأ Poole، أكبر منشأة نفطية بحرية في أوروبا.
وقال نيل جاريك-ميدمنت، من مؤسسة "The Seahorse Trust"، أن المياه كانت موطنا لنوعين نادرين من فرس البحر في المملكة المتحدة، ولم يكن من الضروري الحصول على إذن للتنقيب وتعد حماية هذه الأنواع جزءا من قانون الحياة البرية والبحرية في بريطانيا.
وأضاف أن الأنواع المحمية تم تجاهلها بالكامل في هذا المشروع موضحا: "لم يكن من الممكن وضع أجهزة الحفر هناك في المقام الأول والذهاب الآن في الربيع أمر مروع للغاية.. إن خطر الكارثة المحتمل لهذه الأنواع كبير إذ إن فرس البحر يتكاثر في الشتاء في البحار وبالضبط في المنطقة التي توجد فيها أجهزة الحفر، وفي الصيف يتحركون إلى الداخل كما أن الضجيج الصادر عن الأجهزة يسبب لهم الضغط وينشط الأمراض، بالاضافة إلى أن الرواسب الناتجة عن الحفر تجعل من الصعب عليهم الحصول على الطعام".
ويعقد ناشطون من جمعية Save our Shores البيئية، في 20 فبراير/ شباط، اجتماعا عاما لمكافحة استخراج الوقود الأحفوري الجديد من البحر.
وقالت سارة باسكو، من مؤسسة Save our Shores Bournemouth، إن التنقيب عن البترول أحدث المعارك التي تواجه الحياة البحرية في ساحل دورسيت، وأضافت: "إننا نحارب في هذه المعركة بشكل فردي، لكننا نصر على أنه ينبغي وقف جميع عمليات التنقيب".
وحُفرت البئر المقترحة على بعد أربعة أميال شمال شرق خليج ستودلاند، للمرة الأولى بواسطة شركة بريتيش بتروليوم وشركة بريتش غاز في عام 1986، وأكدت الاستكشافات الجيولوجية في عام 2017 إمكانية وجود كميات كبيرة من النفط.
وبيّنت Corallian، وهي شركة خاصة للتنقيب عن النفط والغاز، أنها تقدمت بطلب لتمديد ترخيصها للتنقيب، وقالت متحدثة باسم الشركة: "لقد تم تقديم طلب رسمي إلى Opred لتمديد إذن التنقيب للاستمرار إلى ما بعد نهاية فبراير/ شباط إذا كان ذلك مطلوبا".
وقال متحدث باسم إدارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية: "يجري حاليا استعراض الطلبات الخاصة بتمديد عمليات الحفر حتى مارس/ آذار، وسيتم منح الموافقة فقط إذا لم يكن هناك تأثير سلبي كبير على البيئة".
قد يهمك ايضاً :
أوباما يأمر بتوسيع محمية بحرية في "هاواي"
"البحر الأحمر" وخليج عدن تقرر إنشاء 12 محمية بحرية