بكين ـ مازن الأسدي
عرض رئيس مجموعة طلال أبوغزاله الاقتصادية طلال أبوغزاله، رؤيته للمستقبل ولاتفاق تجارة الانترنت الحرة في رؤى اقتصاد الخدمات العالمية والتجارة في الخدمات
في القرن الـ21 التي يترأسها وزير الخارجية والتجارة الأجنبية في جامايكا آرنولد نيكولسون، وذلك في ختام أعمال منتدى بكين للخدمات العالمية في مركز الصين الوطني للمؤتمرات بمشاركة وزراء وواضعي سياسات رفيعي المستوى ورواد أعمال من أرجاء العالم كافة.
وقال "لقد بلغت حصة الإنترنت 21% من نمو إجمالي الناتج المحلي في الاقتصاديات الناضجة خلال السنوات الخمس الماضية، بينما حققت شركات في صناعات أكثر تقليدية ما نسبته 75% من المنافع، وفي دراسة شملت 30 بلداً بلغ إجمالي ناتجها المحلي 19 مليار دولار في عام 2010، تبين انتشار الإنترنت بمعدل 25% سنوياً على مدى السنوات الخمس الماضية مساهماً بمعدل 1.9% من إجمالي الناتج المحلي".
وأضاف "إذا اعتقد المرء بأن تدفق المعلومات يشكل تجارة في المعرفة، فإن حجم المعلومات التي توفرها برامج إنترنت مثل ( جوجل وياهو وفيس بوك وتوينتي وبيدو ويانديكس ومايكروسوفت وبينغ) ، تعد موطناً لبعض أكبر التجار في الاقتصاد العالمي، ويتعزز هذا فقط عند التفكير بالفرص التي توفرها خدمات الإنترنت للمزيد من الأعمال التقليدية التي ما كانت لتوجد بدونها، وتستطيع أماكن التسوق المباشرة على الإنترنت مثل ئي بي (eBay) وراكوتين (Rakuten) و ميركادو ليبر (Mercado Libre)، على سبيل المثال، أن تعزز تجارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دولياً كل عام، وهذه التجارة آخذةٌ بالنمو".
وأوضح أبوغزاله "لقد أنشأ مزودو الخدمات الرقمية شيئاً خاصاً كأي سلعة أو خدمة مادية، وإذا قمنا بحماية الخدمة من خلال منظمة التجارة العالمية، على سبيل المثال، فسيكون من المنطق توفير نفس الحماية أيضاً للسلع المادية".
واقترح الدكتور أبوغزاله اتفاق تجارة حرة رسمية جديدة لمنظمة التجارة العالمية تحكم خدمات الإنترنت، قائلاً "أقترح أن تتفاوض منظمة التجارة الدولية بشأن اتفاق تجارة الإنترنت الحرة، بوضع قواعد واضحة وقابلة للتنبؤ، وتقع ضمن اختصاص هيئة تسوية النزاعات".
وأضاف أبو غزالة، بشأن أمن الإنترنت والسرية وهجمات الإنترنت "لم تكن قضية الأمن، على سبيل المثال، على رأس جدول الأعمال عندما صُمِمَ الإنترنت أصلاً لمجتمع صغير موثوق به، أما الآن ، فقد أصبح برنامج عالمي للتجارة والتواصل الاجتماعي والثقة بالإنترنت أمراً حيوياً سواءً لبيع أو شراء السلع على الإنترنت، أو للتواصل مع الإدارات العامة مثل تعبئة الإقرارات الضريبية أو عند إدارة معلومات شخصية حساسة مثل السجلات الصحية".
وأوضح "قد لا نستطيع تحقيق الثقة المطلقة ولكن يحتاج المستخدمون إلى أن يكونوا على ثقة من أن أنشطتهم عبر الإنترنت آمنة مثل ما هو الحال خارج الإنترنت".
لافتا إلى أن " جرائم الإنترنت أصبحت صناعة تقدر قيمتها بملايين عدة من الدولارات وهي تستفيد من طبيعة الإنترنت التي لا تتقيد بحدود، حيث يطور مجرمو الإنترنت برمجيات خبيثة تمكنهم من اختراق وتدمير أنظمة الكمبيوتر وسرقة بطاقات التعريف والبيانات السرية. وعليه أصبحت حماية الخصوصية أكثر صعوبة في عصر الإنترنت ".وبشأن تحديد مستقبل التجارة، قال الدكتور أبوغزاله، وهو عضو فريق منظمة التجارة العالمية " ينبغي أن تصاغ السياسات المتصلة بالإنترنت بمشاركة قطاع الأعمال والحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والخبرة التقنية".
واختتم الدكتور أبوغزاله "نود أن نرى المجتمع الدولي، بقيادة منظمة التجارة العالمية، ملتزما بتطبيق عملية تدريجية نحو تحقيق اتفاقية تجارة حرة بخصوص الإنترنت".
ويشكل المنتدى حدثاً سنوياً يجمع خبراء رفيعي المستوى من واضعي السياسات ومنظمي الخدمات ورؤساء المنظمات الدولية والرؤساء التنفيذيين وممثلي القطاع الخاص وائتلافات/واتحادات صناعات الخدمات والأكاديميين المشهورين وغيرهم من المعنيين لمناقشة الاستراتيجيات والنهج الذي من شأنه تعزيز تأثير تطوير الخدمات.
وتم تنظيم منتدى بكين بشكل مشترك من قبل كل من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ووزارة التجارة في الصين الشعبية وبلدية بكين.