الشارقة ـ صوت الإمارات
شكّلت حفلات توقيع كتب المؤلفين الناشئين والشباب، التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض، مناسبة لبعض الكتّاب لمشاركة عائلاتهم فرحة صدور كتبهم الأولى، ولوحظ وجود تجمعات عائلية كبيرة عند "ركن التوقيع" في المعرض أثناء الحفل، وسط مشاركة الصغار والكبار بانضمام أحد أفراد أسرتهم إلى قائمة المؤلّفين الذين أسهم معرض الشارقة الدولي للكتاب في تحقيق أولى خطوات النجاح والشهرة لهم، كما أنّه من اللافت أنّ دور النشر الكويتية المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب استحقت لقب "دور النشر الشابة" بلا منازع، إن كان على مستوى الإصدارات التي حملت معظمها أسماء مؤلفين جدد من الجيل الشاب، أو فرق المبيعات في أجنحة هذه الدور، الذين لم يتجاوز غالبيتهم سن الثلاثين عامًا، إضافة إلى العدد الكبير من الإصدارات التي نشرت معظمها في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وعرضت مؤسسة دار الهلال المصرية في جناحها كنوزًا ثقافية من المجلات والكتب التي يزيد تاريخ بعضها عن 100 عام بأسعار زهيدة، تضمّنت مؤلفات كبار الأدباء المصريين والعرب في القرن الماضي، بالإضافة إلى إصدارات مصوّرة لكثير من الأحداث التي مرّت بها مصر والعالم العربي، إلى جانب مجلّدات أهم مجلات الأطفال في العقود الخمسة الأخيرة مثل "سمير" و"ميكي" وغيرها.
وأكّدت دور النشر المتخصصة بالإصدارات التاريخية، وبصورة خاصة تاريخ شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، أنّها شهدت إقبالًأ كبيرًا من الزوار، حيث حضر بعضهم من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لاقتناء أحدث هذه المؤلفات، كما سجلت كتب الأنساب، وتاريخ القبائل، وعادات سكان الصحراء، والمدن المنسية والمفقودة اهتمامًا لافتًا.
وظهرت زيادة واضحة في الإصدارات العلمية المترجمة عن اللغات الأجنبية، ضمن جهود بعض دور النشر في "تعريب العلوم"، خاصة في جناحيّ مشروع كلمة في أبو ظبي، ومؤسسة الكويت للتقدّم العلمي، وتميزت هذه المؤلفات بجودتها العالية على صعيد الترجمة، والتحرير، والطباعة، إضافة إلى أسعارها المعقولة نسبة لإنّها تحمل أسماء كبار المؤلفين وأهم المؤسسات الأكاديمية والعلمية في العالم.
وسيطر الكتاب الأكاديمي على مشاركات غالبية دور النشر الأردنية، التي وفرت مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في جميع العلوم والمعارف، وإن كان غلب عليها التخصصات الإدارية، والاقتصادية، والقانونية، والتربوية، والهندسية، وهو ما جعلها قبلة لطلبة الكليات والجامعات في دولة الإمارات، وبصورة خاصة تلك التي تعتمد على استخدام الكتب والمراجع الصادرة باللغة العربية.
وشهدت مؤلفات الروائيين الكبار في أميركا الجنوبية، مثل غابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل ألليندي، وخورخي لويس بورخيس، وماريو بارغاس يوسا، تراجعًا نسبيًا في المبيعات الإجمالية لدور النشر المشاركة، على حساب الروايات المترجمة عن اللغات الأوروبية والآسيوية، والتي بدأت تجذب شرائح جديدة من القراء، خاصة فئات الشباب وطلبة الجامعات، بالإضافة إلى تراجع مبيعات المعاجم والقواميس والموسوعات بشكل كبير جدًا لدى معظم الناشرين، بسبب توفر الكثير منها على المواقع الإلكترونية أو لوجود بدائل لها على شكل تطبيقات، بينما حافظت المجموعات الكاملة لكبار الأدباء والشعراء على مبيعاتها، مع ازدياد الراغبين باقتناء مثل هذه الأعمال التي تصدر غالبًا بكميات محدودة ويتعذر شراؤها بواسطة البريد بسبب تكلفة الشحن العالية.