أبوظبي ـ صوت الإمارات
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، مساء الخميس، معرض «من برشلونة إلى أبوظبي» الذي يقام في منارة السعديات، ويستمر حتى 17 فبراير الجاري.
وقام معاليه بقص شريط الافتتاح مع هدى إبراهيم الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الجهة المنظّمة للمعرض، في إطار «مهرجان أبوظبي 2018»، ثم تجول في المعرض، والذي يحتوي على أعمال فنية من «متحف برشلونة للفن المعاصر».
وشهد الافتتاح كل من آينوا غرانديس، رئيس مؤسسة «متحف ﺑرﺷﻠﻮﻧﺔ ﻟﻠﻔﻦ المعاصر»، وأنطونيو ألفاريث بارته، سفير المملكة الإسبانية لدى الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى الدولة، وعدد كبير من الفنانين.
معروضات وجولات
ويتضمن المعرض أعمال أكثر من 70 فناناً تشكيلياً، تم إنجازها على مدى 90 عاماً، وهي من «متحف برشلونة للفن المعاصر»، وتعرض للمرة الأولى في العالم العربي، ويشارك في المعرض أيضاً 20 فناناً إماراتياً، قدموا عدداً من إبداعاتهم بين مجسمات نحتية وتشكيل، وفيديو. وأقيم المعرض بإشراف مشترك بين فيران بارينبليت مدير «متحف ﺑرﺷﻠﻮﻧﺔ ﻟﻠﻔﻦ المعاصر»، وناصر عبد الله رئيس مجلس إدارة «جمعية الإمارات للفنون التشكيلية».
ويأتي هذا المعرض احتفاءً بمرور 15 سنة على انطلاق مهرجان أبوظبي، ومن بين الفنانين الأوروبيين المشاركين: ألكساندر كالدر، سول ليويت، بييرو مانتسوني، أنطوني تابييس. أما المشاركة الإماراتية فتبرز منها أعمال الراحل حسن شريف، محمد كاظم، ابتسام عبد العزيز، محمد المزروعي، فرح القاسمي، علياء لوتاه، جلال لقمان، خليل عبد الواحد، محمد أحمد إبراهيم، ومن الفنانين الشباب كل من عمار العطار، علاء ادريس، ليلى جمعة، خليل مزينة، العنود العبيدلي، شمة العامري، عفراء الظاهري، شيخة المزروع، نصير نصر الله، مطر بن لاحج.
وتطرح الأعمال التي يقدمها المعرض مجموعة من الأسئلة الوجودية عن ماهية الإنسانية، وأين وكيف نعيش؟ وما هو الفن؟
وتتضمن فعاليات المعرض، جولة مع القيمين الفنيين فيران بارنبلت وناصر عبدالله والفنانة فرح القاسمي، حيث تبرز فيها محطات، أولها تحت عنوان: «آلات حادة/ التأمل في أسرار صناعة الأفلام والصداقة» مع المخرجة الإماراتية نجوم الغانم يوم الأحد الساعة 7 في منارة السعديات، ونزهة تصويرية في الشارع مع الفنان عمار العطار يوم السبت 17 فبراير، وهو مخصص للفئة العمرية 15 سنة وما فوق.
وإلى جانب ذلك، هناك البرنامج التعليمي، من خلال تنظيم جلسات حوارية تفاعلية وجولات إرشادية، وورش عمل، ودورات تدريبية إبداعية، يقدمها خبراء من الفنانين.
تقارب وجداني
وبهذه المناسبة، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «إن للفن القدرة العظيمة على بناء جسور التواصل الفكري والتقارب الوجداني، ففي مساحة الجمال تلتقي الأفكار وتبدع العقول، ويكون للذائقة الدور الأكبر في استشراف مسارات الخطاب الحضاري بين الأنا والآخر، بل علاقات الدول في ما بينها، وصولاً إلى ترسيخ وحدة أنماط التعبير الثقافي الإبداعي والفني العابرة للحدود، الأنماط التي تُعلي القيم الإنسانية، وتحمل رسالة التسامح والتنوير والانفتاح». وأضافت: «لأننا نؤمن بأن المستقبل ترسم ملامحه الثقافة، وتجعله الفنون نابضاً بالحياة والأمل، فقد عملنا طوال 22 عاماً على ترسيخ دور الفنون مجتمعياً، لإدراكنا أننا بالفنون وإمكانات التعبير الثقافي الخلاق، نستكشف الآفاق الإبداعية، ونفتح الأبواب المغلقة أمام الفكر الإنساني الحر».
واختتمت كانو بقولها: «يأتي تنظيم المعرض ليترجم التزامنا إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وعملنا على تحفيز الإبداع المحلي مقروناً بالعالمية، عبر الحوار بين الثقافات، وتبادل الخبرات والمعارف، في لقاء تكمن أهمية انعقاده في كونه جسر وصل بين ثقافاتنا وتجاربنا والعالم، ومساحة خلق فني بأدوات التعبير والتشكيل، بما يعكسه من أصالةٍ وعراقة، وحداثة ومعاصرة معاً».
ثراء فكري
وبدورها، قالت آينوا غرانديس، رئيس مؤسسة «ﻣﺘﺤﻒ برشلونة ﻟﻠﻔﻦ المعاصر»: «يؤسس معرض «من برشلونة إلى أبوظبي» لحوارٍ بناء بين أعمالٍ من مجموعة مقتنياتنا الفنية، وأخرى من الشرق الأوسط، وبذلك يسلط الضوء على الثراء الفكري الذي يتمخض من هذا التعاون بين الثقافتين. إنه لشرف كبير لنا أن نشارك في مهرجان أبوظبي هذا العام، ونحن نثمن عالياً جهود مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في تنظيم مثل هذا المعرض الفني الراقي، والمساعدة في تقديم الموسيقى والفنون إلى شرائح أوسع من الجمهور».
تعزيز الروابط
وأكد أنطونيو ألفاريث بارته، سفير المملكة الإسبانية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية المعرض، بقوله: «يجمع معرض «من برشلونة إلى أبوظبي» تحفاً فنية بارزة من مقتنيات «متحف برشلونة للفن المعاصر» الدائمة مع أعمال لـ 20 فناناً إماراتياً معاصراً، وذلك بهدف إطلاق حوار من شأنه تجديد وتعزيز الروابط بين إسبانيا ودولة الإمارات من جهة، وبين الغرب والعالم العربي من الجهة الأخرى».
تبادل الرؤى
وفي لقاء «الاتحاد» مع القيم الفني المساعد للمعرض ناصر عبدالله، رئيس «جمعية الإمارات للفنون التشكيلية»، تحدث عن فكرة إحضار مجموعة من الأعمال الفنية لكي تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، فقال: «إن هذا المزج جاء من خلال طريقة عرض الفن التشكيلي والفن المعاصر في دولة الإمارات، سواء من جيل الرواد أو مع جيل الشباب، وأعمالهم موجودة بالمعرض تقدم صورة متكاملة عن الفن المعاصر في دولة الإمارات».
وأوضح إن التحضير للمعرض استغرق حوالي 6 أشهر تقريباً، رافقه جهد كبير جداً، موجها الشكر للقائمين على مهرجان أبوظبي الذين منحوا فرصة كبيرة للفنانين الإماراتيين لكي يشاهدوا هذه المقتنيات التاريخية على الواقع، وتعرض أعمالهم بينها.
وقال الفنان محمد أحمد إبراهيم الذي شارك بعملين: «أهمية المعرض هي في تبادل الأفكار والرؤى الإبداعية بين برشلونة وأبوظبي، وهذه التجارب الفنية من برشلونة تشكل جانباً مهماً من التجارب الإبداعية التي أسست للفن المعاصر». وأضاف: «إن مشاركة فنانين إماراتيين تؤسس نوعاً من تبادل الخبرات، وتعطي زخماً للفنان الإماراتي، خاصة أن أغلب الأعمال الإماراتية الموجودة هي للشباب». وختم: «إن جيلنا وقت تأسيس الدولة كان يرى أموراً كثيرة أهم من الفن، ولم يأخذ دوره بشكل قوي. ولكن في الفترة الأخيرة، ومع اهتمام الدولة بالفن والفنانين والدعم الكبير الذي يقدم، أصبح على الفنانين، خاصة الشباب منهم، مسؤولية كبيرة لكي يقدموا مقابل هذا الكرم أعمالاً جيدة، يواكبون فيها الحركة الفنية في العالم».