أصدر الدكتور عزمي بشارة، المفكر والمحلل السياسي المعروف، كتابه الأخير عن سوريا، بعد هجوم الأسلحة الكيماوية الأخير، يوم 21 أغسطس على مناطق بدمشق، والذي تتهم أطراف دولية عدة النظام السوري بالقيام به، وصدر الكتاب بعنوان "سورية: درب الآلام نحو الحرية .. محاولة في التاريخ الراهن"، ويقع في 687 صفحة من القطع الكبير. وكتب بشارة على صفحته على فيسبوك عشية صدور الكتاب: "عن سورية لم يعد هنالك ما يقال. كتبت كتابًا عن الثورة السورية يصدر بعنوان: "سورية: درب الآلام نحو الحرية". يتناول عامين.. مارس 2011- مارس 2013، وخلفياتها، لقد انتهيت من كتابته قبل أشهر، الكتاب بحثي تاريخي، أما سياسيًا فبالنسبة لي لم يعد هنالك ما يقال حول الأوضاع في سوريا، لقد تجاوز الأمر أي نوع من الكلام والنقاش". والكتاب كما قدمه بشارة، هو بحث تاريخي يتناول أحداث الثورة السورية ويؤرخ لها في الفترة ما بين مارس 2011 إلى مارس 2013، وصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يديره بشارة بقطر. وقال بيان صحفي صادر عن المركز إن الكتاب يؤرخ لوقائع سنتين كاملتين من عمر الثورة السورية، منذ 15 مارس 2011 حتى مارس 2013، معتبراً أن هاتين السنتين شهدتا وبوضوح ظهور الأسباب العميقة لانفجار حركة الاحتجاجات في سوريا، وتفاعلت في أثنائها العناصر الأساسية المحرِّكة، للثورة علي صعيد الأسباب الاجتماعية والسياسية والطائفية، ثم وصلت الأمور إلي المشهد الدامي لسوريا اليوم وعن درب الآلام الطويل نحو الحرية. ويحاول بشارة في الكتاب- بحسب البيان- العودة للوراء للتأريخ لجذور الصراعات السياسية والطائفية والخلفيات الاقتصادية الطبقية أيضًا، ويجمع بين التوثيق بالسوسيولوجيا والاقتصاد والإستراتيجيات في سياق تاريخي مترابط، وبمنهج التحليل الاجتماعي التاريخي معًا. ويتضمن الكتاب التأريخ للثورة السورية عبر مرحلتها السلمية والمسلحة، كما يحلل حصاد عشر سنوات من حكم بشار الأسد، لفهم المحركات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للثورة السورية. ويقول عزمي بشارة في هذا الكتاب: كان على النظام السوريّ أن يتغير أو أن يغيره الشعب. كما يناقش بشارة التخوفات من أن تنتهي الأمور إلى اقتتال طائفي وتسوية طائفية تحفظ لجميع الطوائف حصصها السياسية من دون أن يتغير النظام. ويدعو بشارة إلى "تأسيس دولة سورية على أساس الديمقراطية"، أي دولة جميع المواطنين من دون التخلي عن الهوية العربية للأغلبية. عزمي بشارة، مفكر فلسطيني من عرب 48، ونائب سابق في الكنيست الإسرائيلي، وهو من مواليد أغسطس 1956 ويعمل حاليًا مديرًا للمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة بقطر.