قصة لوحة طارق

ضمن منشورات أمانة عمّان الكبرى، صدرت للكاتبة هيا صالح قصة للأطفال بعنوان "لوحة طارق".

وتدور أحداث القصة التي أبدعت رسومها الطفلة ملاك كلثم، حول طفل يرفض الاستسلام لما وجد نفسه عليه من عدم قدرة على المشي، ويمارس حياته وهواياته كبقية الأطفال.

تمت صياغة هذه القصة وفق نهج تربوي حرصت فيه المؤلفة على تجنب ذكر أيّ لفظ أو تعبير قد يخدش شعور الأطفال من أبناء هذه الفئة (من مثل: معاق، إعاقة، من ذوي الاحتياجات الخاصة)، وهي تؤكد أن من حق كل طفل في العالم أن تتاح له فرصة التعبير عن نفسه وتحقيق أحلامه وما يطمح إليه، وأن الطفل قد يمتلك من الموهبة والقدرة ما يجعله يصل إلى قمة النجاح رغم ما يبدو من إعاقته التي لا يد له فيها.

فـ"طارق"، الطفل الذي يمتلك موهبة كبيرة في الرسم، يراقب الحياة من حوله بتأمل وسعادة، ويقرر أن يرسم ما يحيط به من أشياء يستمتع بمشاهدها لكنه لا يتمكن من المشاركة بها، كلعب الأطفال لكرة القدم.

ويشارك سالم في مسابقة للرسم ويحقق المركز الأول، وعندما يقف الحضور تصفيقاً للفائز بالجائزة، وإعجاباً بما صنعه، لا يتمكن سالم من الوقوف كما يفعلون، لأنه لا يستطيع السير كباقي الأطفال، ولكنه رغم ذلك يبدع بيديه ويصر على مواصلة هذا الإبداع.

وتأتي هذه القصة ضمن سلسلة من القصص التي تشتغل عليها الكاتبة هيا صالح ملقيةً الضوء على هذه الفئة من الأطفال، لتؤكد على أهمية النظرة الإيجابية لهم، سواء من قِبل عائلاتهم أو أقرانهم أو المجتمع الحاضن لهم، والتأكيد أيضاً على أن بمقدورهم أن يكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعاتهم.

يُذكر أن صالح أصدرت في مجال أدب الطفل قصصاً ومجاميع قصصية منها: "كعكة الفاكهة"، و"سلّة العنب"، و"سلمى واليرقات"، ولها رواية للفتيان بعنوان "تراب مضيء".

وقد نالت عدداً من الجوائز العربية، حيث فازت قصتها "سيرة حياة ورقة" بجائزة الشارقة لأفضل كتاب عربي للطفل، وفاز مخطوطها الموجّه للطفل "شامة الصغيرة في ورطة كبيرة" بجائزة الإبداع الأدبي التي تمنحها مؤسسة ناجي نعمان للثقافة ، وفاز نصها الموجّه للطفل "من حقّي أن" بالمركز الثالث في مسابقة النص المسرحي الموجّه للطفل التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح.