جانب من العروض الجوالة بالمسار الرئيسي للسوق

سجلت فرقة الريان القطرية للفنون الشعبية تألقاً جديداً يضاف لمسيرتها الفنية، حيث برزت في تقديم عروضها الفنية من بين الفرق المشاركة بالمهرجان، ونجحت فى استقطاب عدد كبير من الجمهور وزوار سوق واقف من المواطنين والمقيمين وعدد من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة، حيث برعت في تقديم الفنون الشعبية الخليجية والقطرية، وخاصة فن "السامري" أحد أهم الفنون السائدة في قطر، والتي مارسها الآباء والأجداد لارتباطها بطقوس الحياة اليومية، ويعد ذلك امتدادا، لما قدمته بالسمرات الأسبوعية بسوق واقف، حيث قدمت أهم الفنون الشعبية مثل فن "البسته والخمارى واللخبيتى"، وأنواع عديدة من الفنون الشعبية المعروفة، ونجحت أيضا في بناء قاعدة جماهيرية لها بسوق واقف من خلال مشاركاتها السابقة، فلم يمضِ عامٌ على تكوين الفرقة التي استطاعت أن تعيد للمكان بريقه وللفن الشعبي مكانته.
كما نجحت أيضا في العمل على إحياء الكثير من الألوان الشعبية التي كانت قد اندثرت قبل عدة عقود من الزمن على الصعيد المحلي والخليجي.
وأكد الفنان منصور المهندي رئيس الفرقة الرجالية وأحد فناني قطر المهتمين بالألوان الشعبية والتراثية، وفي مقدمتها الفنون البحرية، أن ظهور الفرقة في هذا التوقيت أثبت أن هناك حالة من الاهتمام بالطرب الشعبي من قبل الجمهور، وأن هناك قطاعا كبيرا من الجمهور لديه اهتمام كبير بهذا اللون من الطرب الذى يعد الأساس في الطرب، لارتباطه بواقع الإنسان، فالطرب الشعبي ابن البيئة، ونتاج الممارسات اليومية للإنسان في ممارساته لمهنه المختلفة، ولذا تراه يجذب الكثير من الناس، خاصة أن الأغنية الحديثة لم تمثل البديل الناجح للطرب الشعبي، فلم يجد فيها المستمع ذاته ولم يجد فيها بيئته، وإن كانت قد قدمت عددا من التجارب الجيدة، لكنها بقيت محصورة فى إطار العواطف، ولم تلامس واقع الإنسان وبيئته وممارساته وتراثه، ولم تمثل حالة وثائقية كتلك التي تمثلها الأغنية الشعبية التي تعد توثيقا للتراث والتاريخ، ووعاء لحفظ الموروث الشعبي في صوره وأنواعه المختلفة.
وأضاف المهندي أن الفرقة تتكون من 60 عضواً موزعين بين عازفين ومطربين وإيقاعيين واستعراضيين، وقد نجحوا كفريق عمل في تقديم جميع الفنون والألوان الشعبية، وخضعوا لتدريبات وبروفات مكثفة بهدف تجويد منتجهم الفني؛ ليكون على أعلى صورة من المهنية والاحترافية، مؤكدا أن التجارب والممارسات السابقة للفرقة، عملت على صقل موهبة الأعضاء الجدد ومنحت المحترفين مزيدا من الخبرة والتجربة، وقال نجني الآن ثمرة الجهد في التدريب، بعد أن نجحنا في تقديم لوحات فنية شهد لها الجميع بالتميز، وما زلنا نطمح إلى المزيد والمزيد ، ولن يتوقف طموحنا عند حد معين، خاصة أننا نلقى كل الدعم والتشجيع من صوت الريان والمكتب الهندسي الخاص، وآمل أن أسجل مع الفرقة مشاركات خارجية نستطيع من خلالها أن نقدم التراث والفلكلور القطري للخارج، لنطلعهم على ثقافات شعبنا وتاريخه من خلال الفلكلور القطري المليء بالألوان والأنواع المختلفة من الأغاني والاستعراضات والممارسات الشعبية، ورحب بمشاركة عدد من الفرق الشعبية من دول خليجية وعربية، وقال إنها تمنحنا فرصة التواصل والاحتكاك والمنافسة التي تضيف لنا ولهم الكثير.