مهرجان سورية الخير

تحت عنوان “الحضارة والجمال” أقام تجمع سيدات سورية الخير مؤخرا مهرجانا تراثيا منوعا في التكية السليمانية بدمشق حيث التاريخ وروح الأصالة يتجليان كشمس دمشق الساطعة دوما بالأمل متحدية كل الظروف التي تمر بها سورية.
الهدف من المهرجان الدمج بين تشجيع السياحة وإحياء التراث والأصالة والتعريف بسورية المتجذرة في التاريخ والحضارة والفن والثقافة وإحياء المهن التراثية المتأصلة من جهة وبين نبض أمهات الشهداء اللواتي صنعن بأيديهن قطعا فنية جميلة تتحدى الألم وترفض الاستسلام له.2
وتقول السيدة سحر البصير المسؤولة عن العمل اليدوي في تجمع “جدائل سورية” المنضوي تحت تجمع “سورية الخير” في تصريح لنشرة سياحة ومجتمع .. ” شاركنا في المعرض لكي نعرف الناس بنشأة العمل النسائي لتجمع سيدات الخير الذي بدأ في العام 2011 بالاعتصام في ساحة الامويين تنديدا بقرارات الجامعة العربية المجحفة بحق سورية حيث قصت النساء شعورهن ومن ثم قمن بجدل خصلات الشعر المقصوصة “.
وأضافت البصير.. “أنه بعد ذلك تبلورت الفكرة بالانتقال إلى العمل اليدوي حيث تم تنزيل جدائل الشعر المقصوصة على القماش الخام رمزا للمرأة السورية الفرد التي وضعت شعرها على القماش الخام رمز الكفن لمواجهة الازمة التي تمر بها سورية”.
وتابعت البصير: “بعدها بدأت السيدات بتجميع اللوحات الصغيرة القطع وربطها مع بعض لتشكيل منتج جماعي فأنتجن لوحة الغضب وبعدها لوحة الجمال وتم تنزيل الاكسسوارات على الشعر.
وأشارت البصير إلى أن عملنا تطور بشكل ملحوظ في العام الحالي وانتقل من العفوية والانفعال إلى افكار منظمة مخطط لها حتى توصلنا إلى لوحة المستقبل وهو العمل الذي بدأنا به في العام 2011 واكتمل العام الحالي وشاركنا فيه في المعرض.
وحول اللوحة تشرح البصير أنه عبارة عن 49 قطعة صغيرة مصنوعة من القطع المستعملة على غرار مشروع خلايا النحل الذي اعتمد على تدوير القطع المستعملة وتجميعها حول المركز لافتة إلى أن معظم العمل صنعته ايادي امهات الشهداء وجاء تعبيرا عن محبتنا لسورية والمساهمة في نهضتها وخلق نوع من التحدي للظروف التي تمر بها.5
وفي الصالة المخصصة للمشغولات اليدوية التي أبدعتها أمهات الشهداء يقف الإنسان عاجزا أمام إرادة الصمود والتحدي اللذين يراهما في عيون أمهات أبينى أن يجلسن في المنزل يذرفن الدموع على فلذات الأكباد بل دفعهن حبهن للوطن إلى الخروج إلى الحياة مجددا لزرع الامل في النفوس بأن سورية ستنتصر على هذه المحنة وتعود أفضل مما كانت.
وتقول السيدة كاميليا كامل أرنب وهي أم لشهيدين: “ننسى جرحنا خلال صناعاتنا للأعمال اليدوية التي نقوم بها من شالات وخرز وأصواف وغيرها وكل هذا لأجل الوطن وريع هذا العمل نقدمه لجرحى الجيش العربي السوري”.
وتتابع وهي تردد عبارة “ايد بأيد تعمر سورية وتزيد” إنها تشارك ممثلة عن أمهات شهداء حلب وهي أتت خصيصا إلى دمشق للمشاركة في هذا المهرجان مع سيدات “سورية الخير” لتثبت للعالم أن أمهات الشهداء صامدات أقوياء في مواجهة الجراح من أجل ان تعمر سورية.
بدورها تقول السيدة عائشة خالد شحادة أم شهيد: “قررت العمل لأثبت انني قوية ومن اجل سورية وعزتنا وكرامتنا ترخص الروح” لافتة إلى أن عملها يتبلور حول العلم السوري الذي تزين به اشغالها لانه رمز الكرامة والفخار ونحن نساهم مع سيدات “سورية الخير” في زيارة جرحى الجيش العربي السوري وسنبقى أقوياء من أجل أن يعمر الوطن.
بدوره يذكر المشارك هيثم طباخة الذي جعل من منزله الخاص في قنوات متحفا خاصا يعرض فيه التراث القديم .. ” انتقيت من معروضات متحفي العديد من القطع التراثية القديمة كمحمصة القهوة والمكواة والبابور ومصبات القهوة القديمة وغيرها للمشاركة في هذا المعرض وسورية هي فعلا ارض الخير والحضارات والأصالة ومن واجبنا المساهمة في احياء هذا التراث وتعريف الناس به وبعاداتنا القديمة والمساهمة في إحيائها “.
ويضيف طباخة الذي يشارك في مثل هذه المعارض لأول مرة ” أحببت المشاركة في المعرض رغبة مني في المساهمة بما امتلك من قطع قديمة جمعتها طوال حياتي لإحياء التراث القديم ولتعود البلد كما كانت وأفضل”.
أما الرسام محمد فأحب المشاركة في معرض الرسم معتمدا على ذاكرته في تجسيد البيئة الدمشقية القديمة ورسم الأوابد الدمشقية والحرف اليدوية القديمة والباعة الجوالين وغيرهم.3
واعتبر أن هذه الرسومات نوافذ على دمشق لتعريف الناس بتراث سورية أرض الحضارات وإثبات أن السوريين لا يقفون عند حد معين من العطاء بل هم مستمرون رغم الأزمة التي يمر بها وطنهم.
يشار إلى أن الهدف من إقامة مهرجان سورية الخير التعريف بسورية المتجذرة في التاريخ والحضارة والفن والثقافة والتعريف بالمواقع الأثرية وإبراز أهمية سورية إضافة إلى نماذج من المنتجات السورية اليدوية المرتبطة بالتراث والتي يعود ريعها لجرحى الجيش العربي السوري.
وضم المهرجان بعض المهن اليدوية لتذكير الشباب بأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني وبأن كل المهن أصلها من هذه الأرض إضافة إلى ورشات رسم وطرق عمل الموزاييك والسيراميك للأطفال.