الشارقة – صوت الإمارات
تابع جمهور وعشاق المسرح، الأحد، في اليوم الأخير لأيام الشارقة المسرحية السادسة والعشرين، مسرحيتي "سجل كلثوم اليومي"، لفرقة مسرح الفجيرة، من تأليف محمود أبوالعباس، وإخراج حسن رجب، وبطولة الفنانة سميرة الوهيبي، والفنان جمال السميطي، و"قضية ظل الحمار"، من تأليف فردريش دورينمات، وإخراج أنس عبدالله، وهي من عروض مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة.
وتناولت "سجل كلثوم اليومي" قضية مهمة هي الحرية والغربة وما بينهما، وكيف يفهمهما الأنا والآخر، والعمل الذي سادت فيه الكوميديا بشكل كبير، محاولة لفتح سجل امرأة من خلال عوالمها وخيالاتها، يتجاوز كونه سجلًا يوميًا إلى تراكمات العمر والسنوات العجاف بكل ما فيها، وماضٍ يلتصق بها وتلتصق به ولا تريد أن تبتعد عنه أو تفارقه وتتخلص منه، هو مزحة وفقًا لمؤلف العمل، نسعى إليها بإرادتنا لتخلصنا من عالم مجنون لا يشم فيها الإنسان رائحة المحبة لأخيه الإنسان.
في هذا العمل تروي كلثوم حكايتها وخيالها وأوهامها، وتصر على أن في قيدها حريتها، بينما حمد المجنون الذي يريد أن يحررها من قيدها لأنه يحبها، وجن جنونه بسبب هذا الحب، يصر على أن يعيدها إلى حالتها السوية ويحررها من أوهامها، لكنها ترفض بشدة وإصرار أن تتخلى عن قيدها، حيث تقول إن في قيدها حريتها، وبالتالي هي لن تتخلى عنه لأنها بهذه الحالة تتخلى عن حريتها، وهي لا يمكن أن تعيش من دون حرية، ووفقًا لجنونها ووهمها أو قناعاتها، فالحرية تكمن في القيد، وتشعر بأنها وهي مقيدة تكون بأمان، وبحالة أفضل من أن تكون غريبة في مكان بعيد يلعب فيها الزمان.
أما "قضية ظل الحمار"، فتنتمي الى فانتازيا ما، وتروي قصة نزاع بين صاحب حمار وطبيب أسنان، استأجره ليوصله على حماره إلى إحدى البلدات كي يعالج أحد مرضاه، وفي الطريق كان الحر شديدًا جدًا، وكانا في صحراء قاحلة، فنزل الطبيب وجلس يستظل بالحمار، فاعترض صاحب الحمار على ذلك بحجة أن ظل الحمار لا يدخل في الاتفاق بينهما، ولا يحق للطبيب أن يستظل به إلا إذا دفع أجرًا مقابله، فغضب الطبيب، واشتد النزاع بينهما، فقررا العودة إلى المدينة التي جاءا منها ليحتكما إلى قاضيها، وهناك يحاول القاضي أن يصلح بينهما، لكنّ كلًا منهما تشبث بموقفه، ما اضطره إلى تحديد موعد لجلسة محاكمة، فقام كل منهما بتعيين محامٍ، وبدأ كل طرف يحشد الدعم الشعبي لموقفه، حتى اتخذت القضية أبعادًا أوسع وأصبحت قضية رأي عام، فانقسمت المدينة إلى رأيين، أحدهما في صف صاحب الحمار، والآخر في صف الطبيب، وانشغل الناس بها عن شؤون حياتهم، وأصبح الاحتجاج والاحتشاد والتحرش في الاتجاهين هو الشغل الشاغل للمدينة.