بورسعيد - يسري محمد
تعيش مدينة بورسعيد حالة من الكساد التجاري الشديد، حيث توقفت حركة الشحن والتفريغ في ميناء شرق بورسعيد، الذي تمر منه 12% من تجارة مصر الخارجية لليوم الثالث على التوالي، وذلك لسبب العصيان المدني الذي أعلنته المدينة في إطار الخطوات التصعيدية ضد حكم الرئيس مرسي. وقال رئيس هيئة موانئ بورسعيد المصرية اللواء أحمد نجيب شرف "إن ميناء شرق التفريعة مغلق لليوم الثالث على التوالي"، مشيرًا إلى "إن الخسائر المباشرة لهيئة ميناء بورسعيد تزيد عن 600 ألف جنيه، إضافة إلى 5 ملايين جنيه خسائر شركة قناة السويس للحاويات، التي تدير محطة الحاويات في الميناء"، وأضاف قائلاً "إن 6 سفن تقف الأن على رصيف الميناء، لم تتمكن من تفريغ شحنتها، لسبب توقف العمل، فيما غادرت سفينة الميناء، بعد فشلت في تفريغ حمولتها"، وتابع مؤكدًا "إن حركة الشحن والتفريغ في ميناء غرب بورسعيد تسير بشكل منتظم، والاحتجاجات لم تؤثر على حركة تداول السفن في الميناء". من جانبها، قالت شركة "قناة السويس للحاويات" في بيان لها "إن عمالها لم يتمكنوا منذ مساء الثلاثاء من الوصول إلى محطة الحاويات في ميناء شرق التفريعة، بعد أن تم غلق جميع الطرق المؤدية إلى الميناء من قبل المتظاهرين، والتي تعتبر هي الطرق الرئيسية والأكثر فعالية من وإلى المحطة"، وقال العضو المنتدب لشركة "قناة السويس للحاويات" كلاوس هولم لارسن في البيان "إن الوضع الحالي ليس مناسبًا للأنشطة التجارية"، مشيرًا إلى "إن الشحن الدولي يمكن أن ينتقل بسهولة إلى بلدان أخرى غير مصر، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر على المدى الطويل بالنسبة لمصر". وقالت إدارة "هيئة قناة السويس" أن الملاحة في القناة منتظمة لليوم السادس على التوالي، على الرغم من الاحتجاجات في بورسعيد عند المدخل الشمالي للقناة، واستمرار العصيان المدني في المدينة، كما أضافت الهيئة في بيانها "إن إجمالي عدد السفن المارة الجمعة قد بلغ 43 سفينة في الاتجاهين، بلغت حمولتها مليونين و461 ألف طن"، كما بيّنَ تقرير الملاحة الجمعة أن إجمالي عدد السفن المارة ضمن قافلة الجنوب قد بلغ 18 سفينة، حمولتها الصافية 969 ألف و281 طن، فيما بلغ إجمالي السفن ضمن قافلة الشمال 25 سفينة حمولتها الصافية مليون و491 ألف طن"، فيما قال مسؤول في "هيئة قناة السويس" أن القناة ليست لديها أي خسائر لسبب الاحتجاجات. وتعاني بورسعيد الآن، التي كانت تعد من أفضل 8 مدن عالمية، من تراجع سياحة البواخر، وغياب الزائرين المصريين، بعد الأحداث الدامية التي وقعت فيها في أعقاب صدور الحكم بإحالة 21 شخصًا من أبنائها إلى مفتي مصر، لإدانتهم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"مذبحة بورسعيد"، و التي قتل فيها 74 من مشجعي النادي الأهلي عقب مباراته مع المصري البورسعيدي. هذا، ويواصل محتجون من أهالي بورسعيد قطع الطريق بورفؤاد/شرق بورسعيد المؤدي إلى ميناء شرق بورسعيد، وذلك ضمن فعاليات العصيان المدني، الذي بدأ في بورسعيد الأحد الماضي وما زال مستمرًا، حيث يمنع المحتجين العاملين في الميناء من العمالة الأساسية والمؤقتة من الوصول إليه، الأمر الذي تسبب في توقف حركة الشحن والتفريغ داخله، كما توقفت الحركة التجارية تمامًا في المدينة، وهي المدينة الحرة الوحيدة في مصر، التي تتداول فيها السلع المستوردة من دون دفع الضريبة الجمركية، ويعمل أغلب سكانها في التجارة التي تعتمد على الزائرين من المحافظات الأخرى.