الرئيس الاميركي باراك اوباما

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة بثتها شبكة "سي ان ان" الاحد ان اليونان لن تحقق نهوضا اقتصاديا قويا ما لم تخفف السلطات اجراءات التقشف.

وقال اوباما في برنامج "فريد زكريا جي بي اس" انه "لا يمكن الاستمرار في استنزاف دول تشهد تدهورا اقتصاديا"، وذلك تعليقا على الازمة في اليونان.

وقال اوباما "لا يمكن الاستمرار في استنزاف دول تشهد تأزما" في وقت تثير الحكومة اليونانية الجديدة قلق دائنيها باعلانها عزمها على التفاوض مجددا حول الدين.

واضاف "في مرحلة معينة، لا بد من استراتيجية نمو للتمكن من سداد الديون من اجل التخلص من بعض العجز".

واشار الى ان اليونان "بحاجة ماسة" لاصلاحات، لكنه حذر من صعوبة تطبيق اي تغييرات جذرية في اقتصاد يعاني من صعوبات.

وتراجع اجمالي الناتج الداخلي في اليونان بحوالى 25% بين 2009 ومطلع 2014 قبل ان يعود الى النمو في الفصلين الثاني والثالث من العام الماضي بعد سنوات من الانكماش.

واعلن وزير المالية يانيس فاروفاكيس انه يريد التوصل الى اتفاق جديد مع الجهات الدائنة الدولية حول دين البلاد بحلول ايار/مايو.

وتراقب اوروبا وخصوصا المانيا الحكومة اليونانية الجديدة اذ يطالب حزب سيريزا من اليسار الراديكالي والمعارض للتقشف بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير بمعاودة التفاوض في الدين اليوناني البالغ 300 مليار يورو (حوالى 175% من اجمالي الناتج الداخلي).

واستبعدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت اي امكانية لشطب قسم من ديون اليونان المتوجبة في قسمها الاكبر لبلدان اوروبيا في طليعتها المانيا (40 مليار يورو) وفرنسا (31 مليار يورو).

وتابع اوباما انه يامل بان تظل اليونان في منطقة اليورو لكنه حذر بان ذلك سيتطلب "تسوية من كل الجهات" واشار الى ان الاسواق المالية يمكن ان تشهد بلبلة .

وقال "هناك اقرار من قبل المانيا وغيرها من الدول بانه من الافضل ان تكون اليونان داخل منطقة اليورو ومن الواضح ان الاسواق ستشهد بعض التوتر".

كما ابدى اوباما قلقه حيال نسبة النمو الضعيفة في اوروبا قائلا ان "الحذر المالي ضروري والاصلاحات البنيوية ضرورية في كثير من هذه الدول. لكن ما تعلمناه من تجربتنا في الولايات المتحدة (...) ان السبيل الافضل لتقليص العجز واستعادة المتانة المالية يكمن في تحقيق النمو".

واضاف "حين يتراجع اقتصاد في شكل مستمر، ينبغي وجود استراتيجية نمو وليس فقط (بذل) جهود لمزيد من استنزاف شعب يعاني اكثر فاكثر".

وكان رئيس الوزراء اليوناني الجديد الكسيس تسيبراس تعهد بقلب العديد من الاجراءات التي لا تلقى تاييدا شعبيا والتي تشكل اساس برنامج المساعدة الى اليونان البالغة قيمته 270 مليارا دولار.

وقال تسيبراس ان "حكومة الانقاذ الوطنية" ستجمد الخطط القائمة على بيع اسهم الغالبية في اثنين من مرافئ البلاد وستعلق الخصخصة في ابرز شركتين للكهرباء وللمنتجات النفطية.

واتصل اوباما بتسيبراس هاتفيا لتهنئته بالفوز.

واشار بيان صدر عن البيت الابيض الى ان "الولايات المتحدة تتطلع بصفتها صديق وحليف طويل الامد الى العمل مع الحكومة اليونانية الجديدة من اجل مساعدتها في العودة الى طريق الازدهار الطويل الامد".

كما تعهد اوباما بوضع حد لما اسماه البيت الابيض ب"الازمات المفتعلة والتقشف بدون تمييز" الناجم عن الاقتطاعات التلقائية.

ومن المقرر ان يكشف اوباما الاثنين عن مشروع جديد للموازنة سيتضمن خططا لزيادة نفقات الحكومة مما يشكل تحديا للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس.