العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة

 صوت الإمارات -

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة

بقلم : سرور الحشيشة

     نقرأ كلّ يوم مقالات ودراسات وأبحاثا وكتبا جديدة تصدرها مجلاّت ودوريّات ودور نشر عربيّة لا تحصى. ولئن كان هذا الكمّ الهائل من الإصدارات يبشّر بغزارة في الإنتاج تسعى إلى أن تجاري في شيء ما يحصل عند غيرنا من الأمم فإنّ هذه الغزارة لا تعكس في واقع الأمر معرفة حقيقيّة تضبطها مقاييس المعرفة العلميّة من جهة ونجاعة المواكبة والإضافة والسّبق من

جهة ثانية. ومازال العربيّ ناشرا وقارئا حريصا على فخامة الطّبعة وأناقة الغلاف حتّى صرنا نشتري الكتاب لابتهاجنا بمظهره وحسن إخراجه ونحتفي به لجودة أوراقه ونعومة ملمسها، وإن علمنا أنّه لا جديد منه في العلم ولا موقع له في صرح المعرفة وتراكمها. وإنّ هذا لمؤشّر على أنّ المعرفة ما انفكّت تفقد قيمتها في مجتمعاتنا لأسباب عديدة يرتبط بعضها بما رضيناه

لأنفسنا من التّخاذل الفكريّ والحضاريّ والاكتفاء من التّاريخ بموقع مهزوم يعزّي نفسه بأنّ له سلفا صالحا يتغنّى بأمجاده، ويرتبط بعضها الآخر بما أراده لنا غيرنا ذاك الّذي اتّخذ له من العالم مركزا يقودنا منه باعتباره كونيّا وباعتبارنا تابعين، والّذي يحلو لنا أن نسمّيه "الآخر" إبعادا واستيحاشا لاعتقاد أنّه متربّص بنا وبمجدنا التّالدِ. وهذا هو الّذي يفسّر اختزالا ما آل إليه

وضعنا الثّقافيّ والحضاريّ. ولنا في الاقتصاد والسّياسة والتّعليم وغير ذلك أمثلة كثيرة. فمازال العربيّ في مختلف المجالات يرضى لنفسه أن يشارك في محافل قوميّة ودوليّة بإنتاج كلاسيكيّ مستهلك لا يجاري ما وصل إليه العقل الكونيّ في شيء، وما زال يتطلّع إلى إثبات الهويّة ونظرته إلى اللّغة العربيّة لا تجاوز ما مدحها به أسلافه في شعرهم ونثرهم، حتّى لم

ننافس الألسنة إلاّ في كوننا أهل لسان قيل عنه إنّه أجمل الألسنة، ولم نقدر أن نبلغ به في التّحديث وإنتاج الفكر والحضارة إلاّ نزرا يسيرا لا نضمن معه البقاء في الكون.
     إنّ رؤيتنا الماضويّة لهويّتنا هي الّتي تفسّر تذبذبنا بين نبذ هذا "الآخر" وتشويهه من جهة وانبهارنا به ولِياَذنا إليه من جهة أخرى. وهي نفسها الّتي تفسّر غيْرتنا المقيتة على التّراث

وشراستنا في الدّفاع عن السّلف، إذ كان العاصم لنا من طوفان الحضارة الكونيّة والثّوب الوحيد الّذي نملكه في عرس المركزيّة الثّقافيّة الغربيّة. وعلى قدر احتمائنا بماضينا ولِياذنا بصحارى شبه الجزيرة العربيّة تَعْلَمُ خوفنا من رياح الجدّة والتّغيير ممثّلة في هذا "الآخر"، فنحن لا نرى أنفسنا إلاّ في الصّحائف الصّفراء ولا نستطيع أن نعيش إلاّ في جلابيب آبائنا.
    وإنّ تخاذلنا في دخول دورة المعرفة أخذا بالعلم والتّطوّر الهائل الّذي يحقّقه وبإحياء اللّغة العربيّة وتطويعها لمواكبة المعرفة العلميّة في أحدث أطوارها وموجاتها هو الّذي يفسّر عجزنا المتواصل عن الخروج من المأزق التّاريخيّ والحضاريّ الّذي انتهينا إليه منذ قرون طويلة. وإذا كان الوضع المعرفيّ المأساويّ مؤشّرا على انفلاتنا من دورة التّاريخ والحضارة كان مأزق اللّغة هو المؤشّر على مأساة المعرفة. ومن أبسط مظاهر المأزق اللّغويّ الّذي يعيشه العرب اليوم ما نراه من أشكال استعمال اللّغة العربيّة على الإنترنت في مختلف المواقع، ومنها خاصّة مواقع التّواصل الاجتماعيّ. ولك في "الفايسبوك" أحسن مثال. فأنت ترى النّاس تكتب العربيّة بحروف لاتينيّة وأرقام، حتّى صار المتعلّمون في المدارس والمعاهد يستبيحون مثل هذه الكتابة في الدّرس ويستعيضون بها عن الأصل الّذي صار غريبا يُرمى أهله بالشّذوذ. وإنّ هذه الحال الّتي آلت إليها اللّغة العربيّة في الاستعمال الحاسوبيّ وغير الحاسوبيّ والّتي يحلو للّسانيّات الاجتماعيّة اعتبارها ظاهرة طبيعيّة أمام احتياجات العصر الملحّة... لناقوس خطر يؤذن بأنّ المأساة على أبواب طور جديد أعمق وأخطر وينبّهنا إلى أنّ الأجيال اليوم تدفع ضريبة تخاذلنا اللّسانيّ في حفظ الهويّة اللّغويّة إحياء وتحديثا وتقصيرنا عن مسؤوليّتنا التّاريخيّة في ضمان البقاء والاستمرار للهويّة الثّقافيّة والحضاريّة.
        لقد عاش العرب على وقع النّهضة العربيّة زمنا طويلا تجرّعوا فيه مرارة الماضويّة وأوهامها وما جرّته عليهم سياسات التّأليه والتّمويه. وما زالوا بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة حتّى استفاقوا على ثورات خالوا في عشيّة أنّها الرّبيع يأتيهم بعد شتاء رهيب. ومازالوا في غمرة الأحداث يزيلون أصناما كانوا هم نحّاتيها والعاكفين عليها حتّى رأوا رأي العين أنّ ربيعهم إن هو إلاّ وجه آخر لمأساة اللّغة والفكر ووهم جديد من أوهام "الهويّة المومياء". وهم يعيشون اليوم بين حقيقة الثّورة ووهم الرّبيع فلا تجد لهم من خطاب إلاّ ما بنوه منذ قرون على فكرة الشّقاق والتّفريق. فبات خطابهم نمطيّا محنّطا لا يتصوّر الكون إلاّ شقّين هما "الأنا" و"الآخر" بمختلف أشكاله وتجلّياته. فهو "الآخر" القريب الّذي يقبع بيننا داخل أسوار ديارنا. وهذا يمثّله مرجعان بحسب موقع من يمثّل "الأنا" وهو الشّعب. فهو إمّا الدّولة ممثّلة في حكومات بائسة تتعاقب في صمت مريب ولا تراها الأغلبيّة منها في شيء. وإمّا هو كتل الشّعب إذا نظرنا إليه فرقا وأحزابا سياسيّة ودينيّة وفكريّة....على أنّ صورة الآخر البعيد القابع في بلاد الغرب أو "ديار الكفر" كما...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة



GMT 14:54 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

عماد كمال ينتهى من تسجيل أغنية "احلم يا عم"

GMT 14:52 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

"اهتزاز" تواصل عروضها على مسرح مركز الهناجر

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"المتفائل" يحتفل بالعام الجديد مع جمهور الإسكندرية الأحد

GMT 03:14 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"حريم النار" على مسرح الطليعة الخميس المقبل

GMT 08:32 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على سبب إلغاء عرض اليوم من مسرحية "المتفائل"

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates