المنامه- البحرين اليوم
أفاد الطبيب البحريني محمد جهرمي المتخصص في العلوم الجينية المناعية وعلوم زراعة الأعضاء بأن فيروس كورونا لا يتغير جينيا، بل كيمياء الشعوب الحيوية تتفاعل معه وهو ما يخلق تشكيلة وراثية مختلفة من منطقة لأخرى وأعراض مرض متغيرة، كما هو الحال مع فيروس الأنفلونزا الموسمية الذي تختلف أعراضه في المنطقة عن أعراض الفيروس في أوروبا، مبينا أن أداة الاستقبال الوراثي التي تلتصق بالفيروس هي ما تسمح بتكاثره، داعيا كل الشعوب إلى دراسة أمراضها بدلا من الاعتماد على النتائج الأوروبية التي لا تنطبق على شعوب المنطقة ولا يمكن الاتكال عليها في العلاجات المستقبلية التي تنبني حسب التشكيلة الوراثية.واقترح جهرمي -أول طبيب خليجي متخصص في المسح الجيني والمناعي وعمل في مختبرات بريطانية وأمريكية- تخصيص نظام صحي رقمي في البحرين يرصد المواطنين والمقيمين الذين يعانون من أمراض مزمنة، من أجل متابعة علاجهم في حال إصابتهم بالفيروس قبل تطوره إلى مضاعفات خطيرة تصعب من عملية العلاج.
ودعا وزارة الصحة إلى شمولية ذلك النظام الصحي لكل الأفراد الموجودين على أرض البحرين، لتكون بذلك أول دولة في العالم تتبع هذا الإجراء، مبينا أن النظام يجب أن يشتمل على كل المعلومات المتعلقة بهم.كما حث جهرمي على تطبيق نظام مسح مناعي للمرضى الذي يعانون من أمراض مناعية، والذي يسمح بخلق معلومات تبنى عليها قبل إصابة هذه الفئة بالمرض.وأكد أهمية التركيز على علوم الوبائيات بشكل أكبر في مجال البحث العلمي من أجل وضع حلول مشتركة مع دول العالم ولتغطية ثغرة علمية في الدول العربية، مشيرًا إلى ضرورة إنشاء مركز أبحاث متخصص في مجال التكنولوجيا المتطورة، وأضاف «مستقبل صناعة الأدوية سيتخذ من تجربة فيروس كورونا أنموذجا في تصنيعها وفقا للتركيبة الجينية والكيميائية والمناعية للشعوب».
وشدد جهرميعلى ضرورة تخصيص ما نسبته 1% من عائدات الشركات الخاصة للبحوث الطبية في البحرين، مشيرًا إلى أن البحرين تعتبر من رواد البحث العلمي في العالم العربي، وأرضيتها مهيأة لهذا الجانب، كما أنها تمتلك الكوادر المؤهلة ذات القدرات.ولفت إلى أن البحرين تعاملت مع وفيات كورونا بأسلوب حضاري وفق العادات والتقاليد الدينية، والأخيرة بدورهاأسهمت في احتواء المرض وتقليص عدد المرضى والوفيات.وأوضح جهرمي أن الفيروس يدفع الجهات المختصة إلى التركيز على الطب التقليدي، موضحًا أن الدول المتقدمة، التي تعتمد على التقنيات وتمارس الطب الحديث بشكل متطرف، واجهت صعوبة بالغة في علاج المرض مقابل الدول الأقل إمكانية والتي تعتمد على الإنسان في تشخيصها للأمراض بدلا من اعتمادها الكامل على الأجهزة الطبية.ونبه جهرمي إلى أن المخابز الأهلية الشعبية تسهم في نقل الفيروس لأشخاص غير مصابين كما هو الحال بالنسبة إلى تداول العملة النقدية والورقية، موضحًا أن الإكثار من استخدام المطهرات ذات المكون الكحولي يؤدي إلى إزالة البكتيريا النافعة من اليد، والتي تعد الجنود الرئيسية للتخلص من الجراثيم والأجسام الضارة على السطح، مؤكدا أن تكرار غسل اليدين بالصابون والماء أنسب طبيا للخلاص من الفيروس وعدم هدم النظام المناعي.ونوه إلى أهمية التعايش مع الفيروس على اعتبار أنه باقٍ على الأرض، مؤكدا ضرورة العودة إلى الحياة الطبيعية مع أخذ الاحتياطات اللازمة، وذكر أن المسؤولية بعدها تقع على كل المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص ورجال الدين، وهو ما يستدعي تطبيق استراتيجيات التعايش للمرحلة القادمة.
قد يهمك ايضا
مخاوف من "انتقال محلي" متزايد لوباء "كورونا" في أفريقيا وخاصة إثيوبيا