المنامه-البحرين اليوم
الماء هو أحد المكونات الأساسية التي تحتاج إليها الكائنات الحية حيث يمثل حوالي 55-75% من وزن الجسم للإنسان. يشارك الماء في معظم التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تحدث في الجسم، كما ينظم درجة حرارة الجسم، ويحمي الأنسجة، ويزيل النفايات، ويساعد في هضم ونقل المواد الغذائية. هذا ويبلغ الاستهلاك اليومي من إجمالي المياه (من جميع المشروبات والأطعمة) يوميا للرجال تقريبًا 3.7 لترات، وللنساء 2.7 لتر، أما بالنسبة إلى النساء الحوامل والمرضعات ترفع القيمة إلى 3.0 لترات و3.8 لترات يوميا على التوالي.لطالما كان توفير مياه الشرب النقية في البحرين مشكلة بسبب قلة المياه الجوفية وقلة هطول الأمطار والمناخ الحار. كما أن زيادة التلوث وتغير المناخ من العوامل الكبيرة التي تسهم في هذه المشكلة. هذا وقد أدت الزيادة في عدد السكان والتنمية الصناعية وتحسين أنماط الحياة إلى زيادة الطلب على مياه الشرب ذات الجودة الأفضل في البحرين. لذلك لجأت البحرين إلى استخدام مياه البحر لأغراض الشرب لحل هذه المشكلة، والتي يتم تحقيقها باستخدام محطات تحلية المياه. يعتبر ترشيح مياه البحر واستيراد مختلف أنواع المياه المعبأة في قوارير من جميع أنحاء العالم من الطرق المستخدمة لزيادة مياه الشرب في البحرين حيث إن المصادر الرئيسية لمياه الشرب في البحرين هي مياه الصنابير والمياه المفلترة والمياه المعبأة في قوارير.
وقد قام فريق من الباحثين في جامعة البحرين، كلية العلوم، قسم علوم الحياة مكون من أ.د. أفنان فريجه، والطالبة سميرة محسن، ود. حمود ناصر بالقيام بعمل بحث دراسي للمقارنة بين الرقم الهيدروجيني (درجة الحموضة) والمحتوى المعدني لثلاثة أنواع من الماء (ماء الصنبور، والماء المفلتر، والمياه المعبأة في قوارير). تم الحصول على عينات مياه الصنبور والمياه المفلترة من عشر مدن مختلفة من محافظات البحرين الأربع، بينما تم الحصول على عينات من المياه المعبأة في قوارير من عشرين علامة تجارية موجودة في أسواق البحرين.وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا البحث في إجراء تحليل درجة الحموضة والمحتوى المعدني لتحديد تركيزات أربعة من المعادن المهمة هي الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم في مياه الشرب. وتهدف هذه الدراسة أيضا إلى عقد مقارنة بين نوعية مياه الشرب في البحرين في عام 2018 مع الدراسة الوحيدة التي أجريت على المحتويات المعدنية لمياه الشرب في البحرين في عام 1990 والتي أجراها د. عبدالرحمن مصيقر ود. زكريا خنجي.
وتوصلت الدراسة الحالية إلى ما يلي:1. أن درجة الحموضة لجميع عينات المياه التي تم تحليلها تقع ضمن النطاق الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية (6.5-8.5).2. تراوحت درجة الحموضة لجميع عينات مياه الشرب من 6.96 إلى 7.63؛ حيث كان أدنى متوسط قيمة لدرجة الحموضة (6.96) لعينات المياه المفلترة، في حين أن عينات المياه المعبأة في قوارير كانت لها أعلى متوسط قيمة لدرجة الحموضة (7.63) مقارنة بمياه الصنبور (7.41). 3. أن مياه الصنبور والمياه المفلترة على عكس بعض ماركات المياه المعبأة في قوارير لا توفر الحد الأدنى من تركيز المغنيسيوم الموصى بها في مياه الشرب (10 ملجم/ لتر) علمًا أن الحد الأمثل (20-30 ملجم/ لتر).4. وجدت الدراسة أن متوسط تركيز المغنيسيوم أعلى بكثير في عينات المياه المعبأة في قوارير (13.79 ملجم/ لتر) بالمقارنة بمياه الصنبور (1.83 ملجم/ لتر) والمياه المفلترة (0.67 ملجم/ لتر) التي احتوت على أدنى تركيز.5. توصي الدراسات بأن يكون تركيز الكالسيوم في مياه الشرب بحد أدنى (20 ملجم/لتر) والحد الأمثل (40 - 80 ملجم/ لتر).6. ولقد وجدت هذه الدراسة أن تركيز الكالسيوم في مياه الصنبور والمياه المفلترة أعلى من 20 ملجم/ لتر وتراوحت بين 55.09 إلى 70.27 ملجم/ لتر و23.01 إلى 39.17 ملجم/ لتر على التوالي، اما المياه المعبأة في قوارير فتراوحت النسبة بين 0.16 إلى 72.82 ملجم/ لتر.7 . تنصح وكالة حماية البيئة بأن يتراوح تركيز الصوديوم في مياه الشرب بين 30 إلى 60 ملجم/ لتر. وقد وجدت هذه الدراسة أن تركيز الصوديوم كان أقل من 30 ملجم/ لتر في جميع عينات الماء التي تم تحليلها.
8. وقد احتوت عينات المياه المعبأة في قوارير على أقل متوسط تركيز من الصوديوم (8.53 ملجم/ لتر)، بينما احتوت عينات ماء الصنبور على أعلى متوسط للصوديوم (15.67 ملجم/ لتر) مقارنة بالمياه المفلترة (9.02 ملجم/ لتر).9 . كما وجد أن متوسط تركيز البوتاسيوم الأدنى في عينات المياه المفلترة (1.59 ملجم/ لتر) والأعلى في عينات ماء الصنبور (3.76 ملجم/ لتر) مقارنة بعينات المياه المعبأة في قوارير (3.63 ملجم/ لتر).ويلخص الجدول رقم 1 نتائج البحث الحالي.وقد تم مقارنة نتائج الدراسة الحالية (جدول رقم 1) مع الدراسة السابقة التي أجراها كل من د. عبدالرحمن مصيقر ود. زكريا خنجي في البحرين في عام 1990 (جدول رقم 2) والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:1. انخفاض متوسط تركيز المغنيسيوم من 44.8 ملجم/ لتر (1990) إلى 1.83ملجم/لتر (2018) في مياه الصنبور (أقل بكثير من الحد الموصى به).2. انخفاض متوسط تركيز الكالسيوم من 139.5 ملجم/لتر (1990) إلى 64.95 ملجم/ لتر (2018) في مياه الصنبور (الحد الأمثل الموصى به).3. انخفاض متوسط تركيز الصوديوم من 309.4 ملجم/لتر (1990) إلى 15.67 ملجم/ لتر (2018) في مياه الصنبور(أقل من الموصى به).4. ارتفاع متوسط تركيز البوتاسيوم من 0.00 ملجم/ لتر (1990) إلى 3.76 ملجم/ لتر (2018) في مياه الصنبور. ويلخص الجدول رقم 2 أدناه نتائج. بحث د. عبدالرحمن مصيقر ود. زكريا خنجي في عام 1990
ويوصي البحث الحالي بالتالي:أولاً: إضافة الكمية اللازمة من المغنيسيوم (10-30 ملجم/ لتر) إلى مياه الصنبور لما له من تأثير إيجابي على صحة الجسم حيث أثبتت الدراسات أن امتصاص المغنيسيوم من خلال الماء يكون أفضل وأسرع بحوالي 30% من الحصول عليه من خلال الطعام إلى جانب ارتباط انخفاض المغنيسيوم لدى الإنسان مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المسبب الرئيسي للوفاة في مملكة البحرين. ثانيًا: الحفاظ على نسبة لا تتجاوز 20 ملجم/لتر من الصوديوم في مياه الصنبور كما تنصح به وكالة حماية البيئة بالنسبة إلى مرضى ارتفاع ضغط الدم والذي يعتبر أحد العوامل المهمة والمرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والقصور الكلوي.ثالثًا: لم يتم تحديد أي قيمة صحية إرشادية للبوتاسيوم في مياه الشرب من قبل منظمة الصحة العالمية حيث لا يشكل البوتاسيوم الموجود في مياه الصنبور أي خطر على صحة المستهلكينوذلك لقيام الكلى السليمة بإفراز سريع للبوتاسيوم. إلا أنه يجدر التنويه إلى أهمية عدم زيادة متوسط تركيز البوتاسيوم الحالي في مياه الصنبور.
قد يهمك ايضا :
علماء يكتشفون جينًا يمكنه أن يكبح بشكل طبيعي علامات "ألزهايمر"
تعرّفي على طريقة تحضير رولات الجلاش بالقشطة بخطوات بسيطة