أبو ظبي - محمود عيسى
يخوض قضاة الملاعب تدريبات عملية ونظرية على تقنية «حكم الفيديو»، خلال معسكرهم المقام حالياً في ألمانيا، في إطار مساعي اتحاد الكرة لتأهيل الكوادر التحكيمية على تلك التقنية الجديدة، قبل التطبيق الميداني خلال منافسات الموسم الكروي الجديد، ورغم أن معظم الحكام باتوا يستوعبون شروط ومتطلبات تلك التجربة، إلا أن الشواهد تؤكد أنهم في حاجة لمزيد من العمل والتجارب حتى يتم التطبيق بشكل جيد.
ويقوم الخبير الإنجليزي ستيف بينيت المدير الفني للجنة الحكام في اتحاد الكرة، بتنفيذ برنامج تدريبي متكامل عن تقنية الفيديو، ويشمل التطبيق في بعض المباريات الودية، التي ستقام على هامش المعسكر، تمهيداً للتطبيق، بعد اتباع خطوات المجلس التشريعي في هذا الخصوص، وإقرار المشروع بشكل نهائي من اتحاد الكرة.
وأكّد الخبير الإنجليزي ستيف بينيت، أن تجربة حكم الفيديو التي استخدمها الاتحاد الدولي "فيفا" في مونديال الأندية ونهائيات كأس العالم للشباب، تعتبر تقنية جديدة تحتاج إلى تقييم شامل، وأيضاً إلى ثقافة جديدة تختلف عن المفهوم الطبيعي السائد طوال السنوات الماضية، للتعامل مع تلك التجربة، بما يسهم في إنجاحها، حيث لابد من عمل توازن ما بين صحة القرارات وإهدار الوقت المستغرق في مناقشة الحالات التي سيتم التوقف عندها، لذلك لا بد من تدريب عناصرنا بشكل جيد على تلك التقنية الجديدة من أجل استيعابها بشكل جيد، والعمل علي خوض عدد من التجارب قبل التطبيق الرسمي حتى نقيّم مدى استيعاب تلك التقنية الجديدة والعمل على تدارك أية سلبيات يفرزها التطبيق التجريبي.
وبيّن المدير الفني للحكام أنّه "نقوم خلال المعسكر، بشرح التعديلات الجديدة على القانون للحكام، وكيفية تفسيرها وتطبيقها خلال المباريات، لأن التعديلات كثيرة، وأهمها، تعديل جوهري سيتم تنفيذه خلال الموسم المقبل، وهو متعلق بحالة عرقلة تحدث داخل منطقة الجزاء، في السابق كان يتم احتساب ركلة جزاء مع إشهار بطاقة للاعب يتوقف لونها على تقدير الحكم للمخالفة، ولكن في التعديل الجديد سيتم احتساب الركلة، ولكن من دون عقوبة إدارية، إلا في حالات التهور، ويتم تدريب الحكام على هذا التعديل لاستيعابه".
وأضاف ستيف أنّه "كما نعمل خلال معسكر الإعداد الخارجي على تطوير أداء الحكام، الذين يديرون منافسات الفرق الأولى، والسعي إلى توحيد القرارات على قدر المستطاع، بعد أن شهد الموسم الماضي تبايناً في التعامل مع بعض الحالات من قبل الحكام، لذلك فإن توحيد القرارات يعتبر عاملاً مهماً يعزز من مكانة التحكيم".
وأشار عضو لجنة الحكام رئيس البعثة، إبراهيم الأعماش، إلى أن المعسكر الخارجي السنوي للحكام الممتد حتى 23 أغسطس الجاري، بمشاركة 52 حكماً، يسير بشكل جيد وفق البرنامج المخطط له، وينفذ بكل جدية وحماس من قبل الحكام، وذلك في إطار تجهيزهم بشكل جيد للمشاركات المقبلة، سواء على صعيد إدارة مباريات المسابقات المحلية، خصوصاً دوري الخليج العربي، أو المشاركات الخارجية، في مختلف المسابقات.
وقال الأعماش إن يوم قضاة الملاعب في المعسكر حافل بالأنشطة والبرامج المختلفة، حيث يبدأ يوم الحكام بمران صباحي لرفع معدلات اللياقة البدنية، ويكون التدريب على مجموعتين، واحدة في صالة الجيم، والثانية في ملعب التدريب، ثم تبدأ المحاضرات النظرية المقسمة إلى أجزاء عدة ، منها اختبار حالات فيديو لجميع الحكام المشاركين في المعسكر، ثم محاضرة في شدة المخالفات المرتكبة من اللاعبين والقرارات المتخذة مع مناقشة حرة، ثم محاضرة في قانون التسلل للحكام المساعدين مع حالات "مصورة تلفزيونياً" ويقوم بإلقائها الحكم المساعد الدولي سابقاً ماجيك، وفي الفترة المسائية تدريب عملي في الملعب للحكام المساعدين مع اللاعبين، وحكام الساحة في قاعة التدريب لشرح تجربة (حكم الفيديو).
ويشهد معسكر الحكام تدريبات بدنية قوية يقودها الدولي الأسبق حسن عبدالله من أجل تجهيز الحكام لاختبار اللياقة البدنية "كوبر" الذي سيجرى في ختام العسكر وتحديداً يوم 22 من أغسطس/آب الجاري وعلى ضوئه سيتم اختيار الحكام لإدارة منافسات الموسم الكروي الجديد.