فرنسا نيران في ضفتين
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

فرنسا: نيران في ضفتين

فرنسا: نيران في ضفتين

 صوت الإمارات -

فرنسا نيران في ضفتين

بكر عويضة
بقلم - بكر عويضة

مساء الخميس الموافق ثامن أيام أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، زقزق فجأة حساب مانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، عبر موقع «تويتر»، فغرد معلناً البشرى التالية: «صوفي بترونين حرة. إطلاق سراحها مصدر ارتياح كبير لعائلتها، وأقاربها. أبعث برسالة تعاطف إلى السلطات في دولة مالي شكراً. الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل مستمرة». اليوم التالي، فاجأ الرئيس الفرنسي القائمين على شؤون قصر الإليزيه بتجاوز قيود البروتوكول، بأن حرص على استقبال السيدة بترونين بنفسه في المطار، لحظة وصولها عائدة من ظلمات أسر الاختطاف قبل أربع سنوات إلى عاصمة النور. تصرف رئاسي راق، بلا جدال. غير أن السيدة بترونين أقدمت، من جهتها، على تصرف فتح المجال - كما أتخيل - لكي يغص السيد ماكرون في الحَلق، ثم يبتلع ما يجوز عده نوعاً من «الإهانة»، إذ الأرجح أن القصد هو تجنب إفساد عرس الفرح بعودة مواطنته، التي غيرت اسمها من صوفي إلى مريم، بعد اعتناقها الإسلام، والتي اعتذرت، بلباقة طبعاً، عن مد يدها كي تصافح يد رئيس بلدها الممدودة باتجاهها.
عصر الجمعة التالية (10/16) صُدِمت باريس، بل الأصح فرنسا كلها، ومعها العالم بالطبع، بإقدام شاب مسلم على جريمة قطع رأس رجل. عُلم فيما بعد أن القتيل الذي يُدعى صامويل باتي، لم يتجاوز السابعة والأربعين عاماً، وهو يعلم التلاميذ مادتي التاريخ والجغرافيا. أما الذي أقدم على جُرم القتل، والذي قُتل لاحقاً برصاص الشرطة، فيدعى عبد الله أنزوروف، وهو لاجئ روسي من أصل شيشاني، ولم يزل في الثامنة عشرة من العمر. لماذا؟ هيا نفتح الملف من جديد. وهل فُتح كثيراً من قبل؟ اسألوا تواريخ الأمس القريب. كم مرة، تحديداً منذ جرائم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. قيل إن نتاج تطرف الفكر لن يكون سوى التطرف الأفظع من كل ما هو مُتوقع، أو متخيل؟ عشرات، ربما مئات، احتمال آلاف المرات؟ نعم، بل أكثر.
ليس مِن تبرير يجيز لأحد أن يجز رأس بشر، لمجرد اختلاف في العقيدة، أو تباين الرأي حول حدود حرية التعبير، حتى إذا اشتد الخلاف بين المفاهيم بشأن مدى الضرر الذي يمس الحرية ذاتها، عندما تُوظف في سياق إيذاء أحاسيس الآخر، أو إلحاق أذى بدين قوم من الناس. وقائع تواريخ الأمس القريب تقول بوضوح إن عواصف تيارات التطرف المُتبادل لم تهدأ أبداً، منذ تفتق خيال كورت فيسترجارد، رسام الكاريكاتير الدنماركي، قبل خمسة عشر عاماً عن تلك الرسوم سيئة الصيت، بل عديمة الذوق الإبداعي أيضاً، التي نشرتها أولاً صحيفة «يلاندس بوستن» بتاريخ 2005/9/30. ثم أعادت نشرها، بعد عام، من منطلق التحدي، مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، فتعرضت لهجوم إرهابي (2015/1/7) أوقع عدداً من القتلى في صفوف طاقمها. أكثر من ذلك، كيف لتلك العواصف أن تهدأ بينما يزداد صب الوقود على نيران تطرف تشتعل في ضفتين؛ إسلامية تزداد شططاً في الانغلاق على نفسها، وغربية، منها الفرنسية، تمعن في تحدي خصومها، وإلا ما معنى أن تقرر هيئة تحرير «شارلي إيبدو» الشهر الماضي إعادة نشر الرسوم ذاتها من جديد؟
هل في ذلك ما يبرر شن أي هجوم إرهابي يستهدف المدنيين، أفراداً أو جماعات، بدعوى الانتقام ممن أساء إلى الإسلام، ديناً، أو نبياً، فآذى أحاسيس بشر مسلمين؟ كلا، على الإطلاق. الحق أن أحداً لم يؤذَ على طريق توصيل رسالة السماء، قدر ما أوذي الأنبياء والرسل أنفسهم. ألا تعجب إذ تتأمل كم صبر كل نبي ورسول على ما لاقى من الشدائد بين بني قومه قبل غيرهم، فيما ترى سرعة نزق الزاعمين أنهم «غيارى» على الدين؟ بلى. لكنك سوف تعجب كذلك إزاء إصرار أناس يُفترض أنهم حكماء أهلهم، مثل بعض مسؤولي التعليم في الدنمارك، على إذكاء أحاسيس الغضب، بإدراج رسوم كورت فيسترجارد ضمن مناهج التلاميذ. هل من تفسير؟ فاجأني صديق هاتفني للاطمئنان في ضوء تشديد إجراءات الإغلاق بسبب فيروس «كورونا»، فلما شكوت حيرتي مما يجري، سواء بزعم الدفاع عن حرية الرسم والتعبير، أو بدعوى دفع الأذى عن الإسلام فوجئت برده: دع عنك كل ذلك الهم، إن ما يحصل ليس سوى «مؤامرة» من صنع «حكومة خفية» تدير العالم من وراء ستار. قلت: حتى وباء «كوفيد - 19»؟ أجاب: نعم، بكل تأكيد. حقاً، أليس لله في خلقه شؤون؟ بلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا نيران في ضفتين فرنسا نيران في ضفتين



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates