لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان!

لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان!

 صوت الإمارات -

لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان

بقلم - خيرالله خيرالله


تشير التصرفات الأخيرة لعمر حسن البشير إلى نوع من الإفلاس، وتطرح أسئلة من نوع هل خلت جعبته من أفكار جديدة تبقيه في السلطة؟ بعد ثلاثين عاما في السلطة.

يظل السودان، بكلّ بؤسه وفقره وثرواته غير المستغلّة، بلد المفاجآت السعيدة.

 هناك حدثان مهمّان شهدهما البلد، الذي يمرّ حاليا في مرحلة صعبة. 

كان الحدثان الاستثنائيان في العامين 1964 و1986.

في 1964، اضطر الفريق إبراهيم عبود إلى الاستقالة وإعادة الحكم إلى المدنيين.

وفي 1986، اكتفى الفريق عبدالرحمن سوار الذهب بتأمين انتقال السلطة إلى المدنيين، بعد انهيار نظام جعفر نميري. 

هناك ضابط سوداني عرف وقتذاك أن مصلحة البلد فوق مصالحه الشخصية وشهواته إلى السلطة والثروة.

يشير الحدثان إلى أن السودان يظلّ بلد المفاجآت. 

هل يقدم اللواء عمر حسن البشير على المفاجأة الثالثة أم يظل الرجل أسير خلفيته الإخوانية التي تعني، بين ما تعنيه، ذلك الشبق الذي لا حدود له للسلطة وغير السلطة. 

ألا تكفي ثلاثون سنة في السلطة لضابط سوداني عرف كيف يناور منذ الانقلاب العسكري للعام 1989 من أجل البقاء في موقع الرئاسة بأي ثمن كان… حتّى لو كان هذا الثمن تقسيم السودان واستقلال جنوبه؟

في العام 1958، بعد عامين على استقلال السودان، نفّذ الفريق إبراهيم عبود الانقلاب العسكري الأوّل في تاريخ البلد. فعل ذلك بطلب من الحكومة المدنية. 

لم يكن لدى إبراهيم عبود ما يقدّمه للسودانيين سوى ضبط الوضع الداخلي بعدما أوصلت الخلافات بين الأحزاب السودان إلى حدّ الإفلاس.

كان السودان، بعد استقلاله، بلدا واعدا في ظلّ حياة سياسية طبيعية وتعددية حزبية قابلة للتطوير. لكنّ الأحزاب السودانية، سواء أكانت تقليدية أو يسارية لم تكن في المستوى المطلوب.

 فتحت الأبواب أمام العسكر، لعلّ وعسى ينتشلون البلد من أزماته ومن لغة المزايدات…

لماذا لا يستعيد الرئيس السوداني ذكرى ثورة 1964 على حكم العسكر والطريقة الحضارية التي سلّم بها عبدالرحمن سوار الذهب السلطة في 1986.

 ألا يستحق السودان مفاجأة سعيدة ثالثة توفّر مزيدا من الدماء؟

كانت هناك دائما حيوية سياسية في السودان.

 كانت هناك أحزاب تقليدية مثل حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي. يمثّل حزب الأمّة طائفة الأنصار، ويمثل الاتحادي الطائفة الختمية.

 في ظلّ هذه المعادلة، القائمة على الانتماء إلى الأنصار أو الختمية، كان الحزب الشيوعي حزبا نشطا وكان يعتبر أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم العربي.

لا يمكن تجاهل أن إبراهيم عبود كان نظيف الكفّ وساعد في الخروج من أزمات كثيرة كان السودان يعاني منها، بما في ذلك أزمة تسويق القطن السوداني.

 بقي إنجازه الأكبر الانفتاح على الولايات المتحدة والاعتراف بالصين الشعبية في الوقت ذاته. 

حصل على مساعدات أميركية مهمّة بغية تنفيذ مشاريع معيّنة ذات طابع تنموي ساهمت في تحقيق انفراج اقتصادي. لكن يبقى أنّ أهمّ ما قام به إبراهيم عبّود يتمثّل في إنهاء الخلاف مع مصر على منطقة حلايب.

تسلّم إبراهيم عبّود السلطة من رئيس للوزراء هو عبدالله خليل وجد نفسه في مأزق سياسي واقتصادي. كانت هناك خلافات لا تنتهي بين الأحزاب وحتّى داخل كل حزب، وكان هناك غياب لأي خطة اقتصادية تستطيع إخراج السودان من أزمته الاقتصادية. لم يجد عبدالله خليل من حل سوى تسليم السلطة للعسكر فاتحا الأبواب أمام سلسلة من الانقلابات العسكرية كان آخرها في العام 1989، وهو الانقلاب الذي أوصل عمر حسن البشير إلى الرئاسة بدعم من حسن الترابي الذي كان يمثّل الإخوان المسلمين والذي كان يعتقد أن في استطاعته استخدام البشير غطاء لأطماع الإخوان.

كمّم إبراهيم عبّود الأفواه وضيّق على الحياة الحزبية، بل ألغاها. 

في العام 1964، نزل السودانيون إلى الشارع في ثورة حقيقية. 

هتفوا صوتا واحدا “إلى الثكنات يا حشرات”. 

انكفأ العسكر وعادوا بالفعل إلى ثكناتهم مفسحين المجال لرجال السياسة في السودان كي يعودوا إلى المناكفات في انتظار انقلاب جديد كان خلفه جعفر نميري ورفاقه في العام 1969. انتقل السودان من كارثة إلى أخرى في عهد النميري، خصوصا بعدما اكتشف الأخير فوائد المتاجرة بالدين واستعان بالإسلاميين الذين كانوا يُعدّون أنفسهم لتولي السلطة.

مرّة أخرى، برز في العام 1985 رجل عسكري اسمه عبدالرحمن سوار الذهب. تسلّم السلطة، على رأس مجلس عسكري، وما لبث في العام 1986 أن أعادها إلى المدنيين. لكن سياسيي السودان لم يتعلّموا شيئا من تجارب الماضي. بين العامين 1986 و1989، كرّر سياسيو السودان وقادة أحزابه كلّ أخطاء الماضي وأوصلوا البلد مرّة أخرى إلى الإفلاس. 

استطاع الحلف العسكري – المدني القائم بين البشير والترابي الوصول إلى السلطة بسهولة، وبدأت منذ ذلك الحين صراعات داخلية كان الجانب الأبرز فيها اعتقاد حسن الترابي أن في استطاعته استخدام البشير أداة في خدمة الإخوان، وفي خدمة مشروع يتجاوز حدود البلد إنْ في اتجاه مصر أو في اتجاه دول أخرى على البحر الأحمر.

بين 1989 و2019، تاريخ اندلاع ثورة شعبية حقيقية ليس معروفا بعد كيف ستنتهي، مارس عمر حسن البشير كلّ المناورات التي يستطيع سياسي محنّك ممارستها. 

كان ضحيّة تلك المناورات السياسيون الذين استخفّوا بالرجل القادر على طرد أسامة بن لادن من السودان وتسليم “كارلوس” إلى فرنسا… والدخول في مفاوضات مع الجنوبيين من أجل تقسيم السودان.

 حصل ذلك بالفعل في العام 2011.

في كلّ مرّة كان على البشير دفع الثمن المطلوب للبقاء في السلطة، كان يفعل ذلك بغض النظر عن قيمة هذا الثمن. اكتشف كلّ الذين تعاملوا مع البشير أنّه رجل عملي لا عقدة من أيّ نوع لديه، لا عقدة تجاه سجن الترابي والتلويح بإعدامه، لولا تدخّل علي عبدالله صالح مرتين من أجل إنقاذ حياة الرجل… ولا عقدة التعاطي مع إسرائيل. وجد أخيرا أن عليه الذهاب إلى دمشق ليكون أول رئيس عربي يلتقي بشّار الأسد المرفوض من شعبه، وذلك منذ اندلاع الثورة السورية في مثل هذه الأيّام من العام 2011. كانت تلك الزيارة أشبه بلعنة حلّت عليه. عاد إلى الخرطوم من دمشق ليجد ثورة شعبية في انتظاره.

نجد الرئيس السوداني هذه الأيّام يتحرّك في كلّ الاتجاهات. ذهب إلى الدوحة وإلى القاهرة.

 يعتقد أنّ في استطاعته استخدام الخلافات بين دول الخليج وقطر لمصلحته وأنّ في استطاعته الحصول على دعم مصري في الوقت ذاته!

تشير التصرفات الأخيرة لعمر حسن البشير إلى نوع من الإفلاس، وتطرح أسئلة من نوع هل خلت جعبته من أفكار جديدة تبقيه في السلطة؟ بعد ثلاثين عاما في السلطة، لماذا لا يقدم الرئيس السوداني على خطوة من نوع الانتقال بالبلد إلى مرحلة انتقالية بعدما نضبت لديه كلّ الحلول التي يستطيع تقديمها للشعب؟ تشمل هذه الحلول بطبيعة الحال الاستعانة بسودانيين من ذوي الخبرة يعرفون الاقتصاد وكيفية استغلال ثروات البلد بدل اللجوء إلى بهلوانيات سياسية من عصر آخر…

باختصار شديد، لماذا لا يستعيد ذكرى ثورة 1964 على حكم العسكر والطريقة الحضارية التي سلّم بها سوار الذهب السلطة في 1986. ألا يستحق السودان مفاجأة سعيدة ثالثة توفّر مزيدا من الدماء؟

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن صحيفة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان لماذا لا مفاجأة ثالثة في السودان



GMT 18:04 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الأمطار تغزو اسرائيل وأخبار أخرى

GMT 20:51 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

الولايات المتحدة تحاول إحباط الفكر الإرهابي

GMT 04:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

صعوبات كثيرة أمام عزل ترامب

GMT 18:48 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الحروب تقتل المؤمنين بها

GMT 00:38 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مع شاعر الشعب عمر الزعني

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة

GMT 13:05 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

"اراكو" تشرف على بناء فندق من فئة الأربع نجوم في دبي

GMT 12:03 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الاستفتاء الكويتي

GMT 11:12 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عطر "نوينغ" من "إستي لودر" لا يمكنك إلا الوقوع في غرامه

GMT 17:48 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

ظروف عائلية

GMT 14:44 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

72 ألف فتحة لتصريف مياه الأمطار في دبي

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

موقف والدة جاستن بيبر من سيلينا غوميز يُشعل مواقع التواصل

GMT 18:55 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تُعلن مشاركتها في مسلسل "الوصية" رسميًا

GMT 10:13 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الريان القطري يخسر جهود حمدالله بسبب الإصابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates