بقلم : محمد الحمادي
ونحن نعيش الأزمات التي تشهدها المنطقة، والتي أصبح لبنان جزءاً منها، نستطيع أن نؤكد نقطتين مهمتين في دول الخليج، الأولى أننا ندرك أن من يسيئون للخليج من أفراد هم قلة قليلة، ولا يمثلون الشعب اللبناني، فهم يمثلون أنفسهم وأطرافاً أخرى، ربما لا تكون حتى عربية، لذا فإننا نقول مهما حاول أولئك أن يسيئوا للعلاقة بين الدول الخليجية ولبنان، فإنهم لن ينجحوا أبداً، فكل ما تقوم به دول الخليج، وما قامت به من قبل للبنان، كان من أجل خير واستقرار وأمن وأمان هذا البلد الشقيق وشعبه.
أما النقطة الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن النقطة الأولى، فهي أن كل لبناني يعيش في دولة الإمارات، أو في بقية دول الخليج هو في حماية القانون وفي رعاية شعوب تحبه، ولن يتعرض إلا للخير، ولن تمسه يد الأذى، كما حدث في لبنان لبعض الخليجيين من تصرفات ندرك تماماً أنها لا تأتي إلا من جهات وأشخاص يتعمدون خلق الأزمات بين لبنان ودول الخليج، بل ويسعون لتكون الأمور أصعب وأصعب على الشعب اللبناني في الداخل وفي دول الخليج، حتى تطلق يدها أكثر في البلد، لكن دول الخليج قيادة وشعباً متيقظة لهذه الأمور، وتنطلق من مسؤولياتها الوطنية والعربية في علاقتها مع لبنان، وبالتالي تفوّت الفرصة على أولئك المحرضين والمخربين حتى لا تتحقق أهدافهم الخبيثة.
بالنسبة للعالم العربي أصبح وضع لبنان واضحاً ومكشوفاً ولا يحتاج إلى تفسير، وإنما يحتاج إلى المساعدة والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، والذي يعاني الأمرّين من تصرفات بعض الأطراف السياسية، وعلى رأسها «حزب الله» التابع للنظام الإيراني، والذي يحقق وينفذ الأجندة الإيرانية ليس في لبنان فقط، وإنما في المنطقة العربية بأسرها، وبلا شك إن هناك مسؤولية يتحملها الشعب اللبناني، وهي أن يكون صامداً متماسكاً في وجه ذلك الطوفان الطائفي والمذهبي والإقصائي والإرهابي الذي يتباهى كل يوم بسيطرته على العاصمة بيروت وعلى عواصم عربية أخرى.
أما العرب، فنحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى أن نكون صفاً واحداً، وأن نعمل لمواجهة الخطر الإيراني المتنامي، والاجتماع الذي يعقده وزراء خارجية العرب اليوم في القاهرة يجب أن يخرج بنتائج حقيقية ويوقف معاناة الشعوب من الهيمنة الإيرانية والعنجهية الفارسية التي لا تخجل أبداً من أن تعلن أنها تتدخل في شؤون العرب.
مسؤولية العرب كبيرة اليوم في حماية لبنان من إيران وحزب إيران من بعض العرب واللبنانيين الذين باعوا أنفسهم لإيران، ويريدون أن يبيعوا بقية الأوطان والشعوب لإيران، ولكنهم لا يستطيعون ولا ينجحون في ذلك إذا وقف العرب صفاً واحداً.