بقلم : محمد الحمادي
الاستثمار في الإنسان يبدأ بتربية الأطفال وبرعاية الشباب.. وفي دولة الإمارات ينال الأطفال منذ ولادتهم الرعاية والاهتمام من الدولة، سواء من خلال توفير الخدمات الصحية أو فرص التعليم المختلفة أو توفير الحياة الكريمة لأسرهم، وقد سنت الإمارات القوانين والتشريعات التي تحمي الأطفال وتهتم بالطفولة، وفي الوقت نفسه كانت التوجيهات التي تهتم بالأم التي هي الوالدة والمربية.
في السنوات الأخيرة انتقلت الإمارات خطوة جديدة في الاستثمار في الإنسان، وهذه الخطوة تمثلت بالاهتمام المؤسسي بالشباب، فقد كان الشباب يحصلون على أنواع من الرعاية منذ قيام دولة الإمارات، لكن خلال السنوات الماضية أصبح الاهتمام والرعاية واضحين، وتم تتويج هذا الاهتمام بإنشاء وزارة خاصة لشؤون الشباب ترأسها واحدة من جيل الشباب، وهي شما المزروعي، أصغر وزيرة في العالم، ومنذ إنشاء الوزارة أصبح دور الشباب ملحوظاً بشكل أكبر، كما أنه أصبح دوراً منظماً ومخططاً له، ويحسب ذلك لقيادة الدولة التي تعرف قيمة الشباب وأهمية الاستفادة من طاقاتهم، وتلبية طموحاتهم وتحقيق أحلامهم، وهو اهتمام بمستقبل الوطن.
عندما ننظر حولنا في عالمنا العربي، نكتشف أن واحدة من مشكلات منطقتنا الكبيرة هي تجاهل الشباب في تلك الدول، وعدم إعطائهم الاهتمام المطلوب بعكس ما هو حاصل في كثير من دول العالم المتقدم، سواء في الشرق أو الغرب، وهذا التجاهل العربي خلق جيلاً محبطاً وفي مهب الريح، لديه الاستعداد للتجاوب مع التيارات المنحرفة والأصوات النشاز، فالشاب يريد أن يثبت وجوده، وفي حالة الإحباط التي يعيشها لا يكون لديه مانع مع من يكون لتحقيق ذاته، وتغيير وضعه! وهذا ما جعل الكثير من الشباب يقفون ضد حكوماتهم في أوقات الفوضى، وآخرها ما يسمى الربيع العربي، وهناك آخرون انضموا إلى جماعات وتنظيمات إرهابية تخدعهم بشعارات زائفة.
سعدت كثيراً يوم أمس بالإعلان عن تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في دبي، أفضل مركز للشباب في العالم، وتوجيههما بتعميم النموذج على أنحاء دولة الإمارات كافة، فهذه خطوة رائعة تعكس الاهتمام المستمر من القيادة في الإمارات بالمستقبل، من خلال رعاية الشباب وتفجير طاقاتهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وشباب الإمارات أكدوا فعلياً وعملياً أنهم قادرون على إحداث التغيير بإبداعهم في تطوير ذاتهم وخدمة وطنهم، كما أكدوا في كل الأحداث التي مرت بها الدولة والمنطقة، أنهم خير من يقف في وجه الطامع والمعتدي، كل في موقعه ومجاله، فلا يتأخرون عن النداء، ولا يتراجعون عن إنجاز المهمة، ولنا في شبابنا من أبناء القوات المسلحة وجنودنا البواسل في اليمن، خير مثال، ولنا في شهدائنا المثل الأكبر في إنكار الذات والولاء والتضحية، وحماية مستقبل الوطن.