بقلم : محمد الحمادي
بعد إعلان الخطوط الجوية السعودية أمس عدم تمكنها من تسيير طائرات لنقل الحجاج القطريين من الدوحة بسبب عدم حصولها على تصريح السلطات القطرية بذلك، جاءت تغريدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني برداً وسلاماً على قلوب الشعب القطري، وهو يرسل لهم رسالة مواساة صادقة «إخواني وأبنائي: يؤسفني منع نقلكم عبر الطائرات السعودية من الدوحة لأداء الحج، وآمل من الإخوة في قطر التعاون لتسهيل شعائر الحج للمواطنين».
الكل فوجئ أمس بالموقف القطري تجاه المبادرة السعودية بنقل حجاج قطر من الدوحة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، فعلى الرغم من المقاطعة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية إلى جانب الإمارات ومصر والبحرين في الخامس من يونيو الماضي، وقطع جميع العلاقات مع قطر، وإغلاق الحدود البرية، ومنع الطيران القطري من التحليق في أجوائها، تعاملت المملكة
العربية السعودية مع موضوع الحج والحجاج القطريين بشكل مختلف واستثنائي، ففتحت لهم الحدود البرية، ودخل أكثر من 300 حاج عبر مركز حدود سلوى، ولم تمنع وصولهم إلى مطار جدة أو المدينة عبر أي شركة طيران ما عدا الطيران القطري، وزيادة في كرم المملكة مع حجاج بيت الله والقطريين خاصة أمر خادم الحرمين الشريفين بأن يكون حجاج قطر ضيوفاً على المملكة، كما أمر بإرسال طائرات إلى الدوحة لنقل الحجاج القطريين ممن لا يتمكنون من السفر براً، وممن لا يستطيعون السفر عبر شركات طيران أخرى، لكن فاجأنا النظام في قطر أمس برفضه إعطاء تصاريح للطيران السعودي لنقل الحجاج القطريين لأداء فريضة الحج!
ما يفعله المسؤولون في قطر في موضوع الحج، تسييس واضح، واستغلال غير مقبول لهذه الشعيرة المقدسة، ومنعهم سفر حجاجهم هو الحصار بعينه! فكيف ترفض الحكومة القطرية وسلطات الطيران في قطر السماح للطيران السعودي بنقل القطريين الراغبين في الحج؟ لماذا تحرم القطريين من أداء هذا النسك، ما دامت الأمور متاحة والإجراءات ميسرة؟ لماذا تعاند حكومة قطر وترفض هذه الخطوة الإيجابية من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وفي هذه الأيام المباركة؟
السلوك القطري غير مفهوم، لكنه يؤكد من جديد إصرار النظام على تأزيم الوضع في المنطقة، والبحث عن المشاكل، وفي الوقت نفسه يكشف النية القطرية المبيتة في تسييس مناسك الحج وتدويل مسألة الحج، وهذا ما فشلت فيه الدوحة رغم تحذير الجميع لها بعدم اللعب بهذه الورقة، والمملكة العربية السعودية بالدليل القاطع وبالخطوات العملية، كشفت للعالم بأسره عن أنها لا تمنع الحجاج القطريين، وإنما تعاملهم كغيرهم من حجاج الدول الإسلامية، بل وتستقبلهم كضيوف للمملكة، وهذا ما أسقط القناع عن وجه الحكومة القطرية، وكشف كذب ادعاءاتها.