بقلم : محمد الحمادي
دشّن مغرّدو قطر على «تويتر» والسوشيال ميديا وسماً أطلقوا عليه «لا قمة خليجية إلا بحضور قطر»، وللوهلة الأولى يبدو أنه تهديد بأن قطر لن تسمح بعقد هذه القمة إلا بحضورها، لكن الحقيقة أن مفاد هذا الوسم هو أن قطر تطلب وتريد حضور هذه القمة التي ستعقد في الكويت في ديسمبر المقبل، وكذلك هو محاولة لحفظ ماء الوجه، وطلب غير مباشر بعدم تجاهلها من الدعوة لهذا الاجتماع السنوي المهم لدول المنطقة التي يقاطعها فيها ثلاث دول أعضاء في المجلس.
القمة ستعقد، وقطر ستحضر، والخليجيون سيجتمعون رغم الخلاف السياسي الكبير، فمن قاطع قطر كان هدفه الأول حماية مجلس التعاون الخليجي، وحماية شعوب دول المنطقة من السلوك القطري التآمري والتحريضي ضد جيرانها، والإصرار على السير عكس التيار ودعم الإرهاب!
دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين حريصة كل الحرص على مجلس التعاون الخليجي وتقوية دوره، كما هي الكويت وعمان، وليس تقويض هذا الدور، وهذه المكانة كما يفعل نظام قطر، هذا النظام الذي يريد عدم تجاهله من الدعوة لحضور القمة، وهو أكثر من يتعامل مع أعداء دول الخليج العربي، ومنهم إيران، وقطر التي ترجو حضور هذه القمة تستمر في الهجوم على السعودية والإمارات والبحرين كل يوم، بل وتلفّق لها التهم وتفرح لأي تهجم أو إساءة ضد هذه الدول!
قمة مجلس التعاون الخليجي ليست حفلة تنكرية يحضر فيها الأشخاص بوجوه غير وجوههم الحقيقية، ولا هي مناسبة اجتماعية للتباهي، أو مناسبة بروتوكولية للاستعراض الزائف، إنما هي قمة من أجل العمل والتعاون لخير ومصلحة دول المنطقة، وهذا ما تتفق عليه جميع الدول الأعضاء في المجلس ما عدا قطر التي ترى أن إيران شريفة، وترى أنها دولة محورية في المنطقة، وأن الجميع يجب أن يذهبوا للحوار معها، وهي تعلم أن إيران هي التي ترفض على طول الخط أي حوار مع دول المنطقة إلا من منطق الاستعلاء، وبهدف السيطرة أو التخريب.
سفير الكويت في البحرين الشيخ عزام الصباح أسعد الكثير من الخليجيين بالأمس عندما أعلن أن القمة الخليجية المقبلة في الكويت ستفتح صفحة مضيئة في مسيرة التعاون الخليجي، وستشهد نهاية مفرحة للاختلافات الخليجية، فالجميع ينتظرون أن تعود المياه إلى مجاريها وأن تعود الدوحة إلى صوابها، وتكون عنصر بناء في المنطقة وتتراجع عن جميع أخطائها السابقة، فهل أصبحت قطر مستعدة لذلك؟