بقلم : محمد الحمادي
بعد شهادة واعترافات عبدالرحمن بن صبيح التي استمعنا إليها منذ أسابيع، تابع الجميع أمس اعترافات عيسى خليفة السويدي، أحد قيادات التنظيم السري لـ «الإخوان» في الإمارات، خلال البرنامج التلفزيوني الوثائقي «الملفات القطرية لدعم الإرهاب» الذي بثته قنوات الإمارات، وما يثير الاهتمام في اعترافات عيسى، أنها تكشف بشكل واضح الدور القطري التخريبي في الإمارات، فقد تكلم، وبالتفصيل والأرقام، عما فعلته قطر تجاه الإمارات، وما لعبته من أدوار أقل ما يقال عنها إنها تخريبية وتحريضية، تمس أمن الدولة واستقرارها.
وعن ادعاءات القطري محمود الجيدة الذي تم العفو عنه بعد إدانته بتهمة دعم التنظيم السري في الإمارات، وقوله إنه لقي معاملة غير حسنة خلال وجوده في الإمارات، وإنه حُرِم من حقوقه في السجن، جاء كلام السويدي ليؤكد أنه لقي كما لقي هو وجميع السجناء معاملة حسنة في السجن، بل كان حظه جيداً أنه كان يجتمع بسفير دولته الذي كان يزوره في السجن.
كما كشف السويدي الدور القطري في إيواء أعضاء التنظيم السري الهاربين بعد استقبالهم، ومن ثم تقديم التسهيلات لهم للخروج من قطر، وأكد أن الفارين من أعضاء التنظيم الإرهابي وصلوا إلى الدوحة وفق «خطة طوارئ»، وقطر وفرت لهم دعماً مادياً ومعنوياً.. كما كشف السويدي أنه تم استغلال وجوده في الدوحة لإعداد اجتماعات للتنظيم، وأكد فتح قنوات الجزيرة أبوابها لاستضافة أعضاء التنظيم السري للتحريض ضد الإمارات والهجوم عليها.
عندما يتكلم شخص مثل عيسى خليفة السويدي، يجب أن نعرف أن كلامه مهم جداً، فمن يعرف عيسى السويدي ومكانته في المجتمع، وعلاقته بتنظيم «الإخوان»، يعلم قيمة وأهمية كلامه، وفي الوقت نفسه يعرف الإخوان حجم خسارتهم عندما يتبرأ منهم أحد رموزهم، ويكشف حقيقتهم شخصية تنظيمية وقيادية بحجم عيسى السويدي، وقبله عبدالرحمن بن صبيح، فبعد هذين الاعترافين يجب أن يعرف كل أتباع «الإخوان»، سواء المحكوم عليهم وممن يقضون فترة عقوبة في السجن أو من هم خارج السجن، أن أمر تنظيم الإخوان في الإمارات فُضِح، وانتهت مرحلتهم، وإلى الأبد، فرموز الإخوان اكتشفوا حقيقية هذا التنظيم الإرهابي والتخريبي، واعترفوا أمام الملأ، وساعدتهم شجاعتهم وولاؤهم الوطني على التخلص من ذلك الوهم الكبير الذي يرتدي عباءة الدين والإصلاح والإسلام، وما هو إلا تنظيم سري إرهابي ظلامي، يريد الشر بالبلاد والعباد، وبقاؤه هو السم والسرطان الذي سيقضي على كل شيء جميل ومستنير في كل بلد، وفي كل العالم.
وبعد هذه الشهادة، فإن من مسؤوليات هذه القيادات السابقة في التنظيم السري، القيام بدورها الوطني والإنساني في الكشف عن حقيقة التنظيم، وإسقاط القناع عن أولئك الإخوان الذي هم في الحقيقة أعداء بكل معنى الكلمة، فهذه القيادات أعلم بخبايا الأمور، وأقدر من أي شخص على إقناع أتباع الإخوان ومؤيديهم والمتعاطفين معهم بأن هذا الطريق ليس ما كانوا يعتقدونه، فقد خُدِعوا، وأصبحت عودتهم إلى طريق النور والصواب وحضن الوطن هي الصواب.