بقلم : محمد الحمادي
فرحة الإمارات، قيادةً وشعباً، بمناسبة اليوم الوطني السابع والثمانين لقيام المملكة العربية السعودية، لا تختلف عن فرحتها باليوم الوطني لدولة الإمارات، والذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام.
وهذه المشاركة الكبيرة في المناسبات الوطنية السعودية لم تعد غريبة، خصوصاً بعد أن شهدت العلاقات بين الإمارات والسعودية تطوراً وتقدماً كبيرين خلال السنوات الماضية، فإذا ما كانت علاقة البلدين قديمة وراسخة منذ عشرات السنين، وذلك قبل قيام دولة الاتحاد، والتي أصبحت بعدها أكثر قوة بفضل جهود الشيخ زايد، رحمه الله، وملوك السعودية الراحلين، إلا أنها اليوم وفي عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه
الله، أصبحت تلك العلاقات أكثر قوةً وترابطاً، وكيف لا تكون كذلك، والذي يرعى هذه العلاقة ويتابعها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تربطه أقوى العلاقات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي علاقة حب واحترام قبل أن تكون علاقة رسمية بين قيادتين، وهذه العلاقات تم بناؤها على أسس قوية، وهي ليست في مرحلة وتنتهي، وإنما هي علاقات استراتيجية بنيت لتبقى سنوات طويلة، وهذا ما نلمسه جميعاً من خلال مجلس التنسيق والشراكات الاستراتيجية، والعمل على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، وغيرها.
القيادتان في السعودية والإمارات يربطهما شيء أكثر عمقاً من أي علاقة رسمية بين بلدين، فما يربط بينهما هو الثقة والاحترام المتبادل، وهذان الأمران مهمان بين أي شريكين وشقيقين، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على العلاقة بين الشعبين الإماراتي والسعودي اللذين أصبحا مرتبطين بصورة أكبر وأقوى من أي وقت مضى، ويشعران بالأخطار والتحديات نفسها، كما أنهما أصبحا يفرحان معاً، ويذهبان إلى ميدان المعركة يداً بيد وكتفاً بكتف، وهما شعبان لا يختلفان في تعريف العدو ومعرفة مصدر الخطر على بلديهما، وهذا مصدر مهم للقوة وتقوية هذه العلاقة.
في الإمارات الجميع يردد كلمتين في مناسبة اليوم الوطني السعودي، وهما «معاً أبداً» وهذا ليس شعاراً، إنما كلمتان بسيطتان تعبران عن حقيقة كبيرة وواقع ثابت، وهو أن الإمارات مع السعودية والسعودية معنا في كل شيء، في كل فرحة، وكل تحدٍ، وكل خطر، وأننا باقون على هذا العهد أبداً، فالمصير المشترك يجمعنا وأخوّة الدم تربطنا.. ونحن نحتفل بهذه المناسبة مع أشقائنا في المملكة، نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة، وشعب وقيادة المملكة في خير ورخاء وأمن وأمان ووفاق وسلام، وأن يكونوا منتصرين على أعدائهم، وعلى كل من يمكر ببلاد الحرمين.