بقلم : محمد الحمادي
لا يمكن أن نمر مرور الكرام على كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة التي قمنا بنشرها في جريدة الاتحاد أمس، فهذه الكلمة جديدة في شكلها، ومهمة في مضمونها، وراقية في معانيها وما تهدف إليه، وقد وُفِق الشيخ نهيان في توقيت نشر هذه الكلمة التي لا تعبر فقط عن أبناء الأسر الحاكمة في الإمارات، وإنما عن ضمير كل مواطن إماراتي، وهنا تكمن أهمية هذه الرسالة التي كانت من أحد أبناء آل نهيان إلى أبناء الشعب، وعبرت عما في داخل أبناء الشعب لآل نهيان والأسر الحاكمة لتؤكد من جديد قوة العلاقة بين مكونات هذا الوطن وتداخلها نفسياً وعاطفياً ومادياً ومعنوياً.
لقد شعر الشيخ الكريم نهيان بن مبارك بما يكنّه الناس لقادتهم وبطريقة مختلفة هذه المرة، فقد رأى حجم الحب الحقيقي وهو يتابع سيل الأدعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الواتس أب، الكل يدعو بكل حب وإخلاص بأن يمنّ الله بالشفاء على الشيخ زايد بن حمدان بن زايد، حفيد الشيخ زايد، رحمه الله، ونجل والدين كريمين يحبهما الجميع هما الشيخ حمدان بن زايد، والشيخة شمسة بنت حمدان، فكيف لا يكون الدعاء للشيخ زايد بن حمدان وله من كل جانب حب وتقدير، فدعاؤنا له ولرفاقه المصابين من جنود الإمارات البواسل بالشفاء العاجل وعودتهم سالمين معافين إلى دارهم وأهلهم.
وفي هذا المقام نؤكد نجاح القدوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أن يغرس في كافة فئات هذا المجتمع الحب والاعتزاز بالوطن ونجاحه في تعليم أبناء هذا الوطن الثقة بالنفس بعد التوكل على الله، لذا فإن شعب الإمارات مطمئن ومترابط وقوي.
وهذا ليس بغريب على قيادات تعلمت وتدربت في مدرسة الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، الذي علم أبناء الوطن مبادئ الولاء ورسخ في نفوس الجميع روح التضحية من أجل الوطن، وعلمنا أن العمل للوطن واجب على الجميع ومسؤولية يتحملها الحاكم والمحكوم، وما جعل هذه المبادئ ذات قيمة عالية هو أنها وجدت من يحافظ عليها ويطبقها بكل إصرار وإخلاص.
ففي اليمن رأينا أبناء الحكام حاضرين ووسط جنودنا البواسل موجودين لا تُفرق بين أحد منهم وأي جندي آخر، فلا تمييز ولا اختلاف، حضور فعلي لكل واحد منهم، وحقيقي وليس مجرد تسجيل حضور وصور تذكارية، وحادثة استهداف الطائرة التي استشهد على أثرها أربعة من جنودنا وأصيب ثلاثة آخرون، منهم الشيخ زايد بن حمدان بن زايد تؤكد أن جنودنا كلهم في صف واحد، وقبل هذه الحادثة نذكر عام 2015 عندما كان أحد المصابين بين جنودنا هو الشيخ أحمد بن سعود، نجل حاكم رأس الخيمة، كما أصيب الشيخ ذياب بن محمد بن زايد، فأبناء الإمارات جميعاً شركاء في المسؤولية وسيكونون شركاء في النصر القريب.