بقلم : محمد الحمادي
لا يزال اليمن يمر بوضع غير مستقر، والخلافات السياسية والجدل الوطني مستمر في هذا البلد الذي يدفع ثمن سنوات من الحكم غير الرشيد، وحديث انفصال الجنوب عن الشمال ليس بالجديد، لكن يحاول البعض اليوم أن يلقي بمسؤولية هذا الحديث في اليمن على التحالف العربي، وذلك بالتلميح أو التصريح، فيقول أولئك إن دول التحالف تدعم أو ترغب في حدوث الانفصال، وهذا اتهام غير صحيح، والحقيقة أن دول التحالف أكدت أكثر من مرة أنها لا شأن لها بمسألة الانفصال، وأن هذا الأمر شأن يمني داخلي يقرره الشعب اليمني وليس أحد غيره.
. وأكد التحالف العربي أن دوره حسب قرار الأمم المتحدة 2216 هو عودة الشرعية إلى اليمن، وتولي الحكومة المنتخبة مسؤولياتها، وطرد الانقلابيين والميليشيات المتمردة من المواقع التي قامت باحتلالها، وكذلك يؤكد التحالف العربي في اليمن أن مهمته ستنتهي بعودة الاستقرار والأمن لليمن، وسيترك هذه الأرض عندما يكون شعبها في أمن وأمان، ويستطيع حماية نفسه من جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
لا أطماع للسعودية أو الإمارات ولا لغيرهما من دول التحالف العربي في اليمن، وكل ما تحاول بعض الأطراف إثارته من أكاذيب لا يمكن أن ينطلي على أحد، فالشعب اليمني يعرف ماذا يريد ويعرف ما سيقرره، وليس هناك قوة على وجه الأرض تستطيع إجباره على شيء هو لا يريده، والدليل أن التدخل الإيراني السافر من خلال دعم الحوثيين بالمال والسلاح لم يجعل الشعب اليمني يقبل إيران، بل على العكس، فإننا نرى موقف الشعب اليمني رافضاً لكل ما هو إيراني، وعندما يكتشف حقيقة العلاقة بالحوثيين، فستكون له كلمة أخرى.
دول التحالف العربي كباقي دول العالم تدرك تماماً حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتحترم هذا القرار أياً كان سواء بالاتحاد أو بالانفصال، فلكل دولة ظروفها، ولكل شعب متطلباته، ولا أحد يعرف تلك الظروف والمتطلبات أكثر من الشعوب نفسها، لذا فإن محاولات زج أسماء دول التحالف في قرار انفصال الجنوب أو الاستفتاء الذي أعلن عن إجرائه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي محاولة يائسة وبائسة، ويبقى قرار الانفصال يمنياً، وكل ما اعتقد أنه مهم في هذا الشأن هو ألا يكون قرار الانفصال قراراً فردياً، فالتوافق بين جميع مكونات البلد مهم سواء ببقاء الوضع على ما هو عليه أو التحول إلى وضع آخر.