بقلم : محمد الحمادي
موكب التضحية والشجاعة والإقدام.. موكب الخير والعطاء والشرف.. موكب البطولة والبسالة والإباء.. إنه موكب شهداء الإمارات الذي التحق به بالأمس شهيدان من جنودنا البواسل المشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن.
الإمارات التي هي جزء أصيل من هذا العالم الكبير، ومن هذه المنطقة العربية التي تعاني مختلف التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية أبت إلا أن تكون عنصر بناء في حدودها الجغرافية، فاستثمرت في الإنسان وفي المكان، وهي في الوقت نفسه عنصر عطاء خارج حدودها، فلا تتردد في مساعدة المحتاج، سواء كان قريباً أو بعيداً، وتساهم في تنمية وبناء الدول الفقيرة والمحتاجة، وتشارك في حماية الدول والشعوب التي تعاني الاضطهاد مع غيرها من دول العالم التي تحترم القانون الدولي والمواثيق العالمية.
وأكدت الإمارات ذلك من جديد بالأمس عندما قدمت بطلين من أبنائها لينضما إلى موكب الشهداء في عملية إعادة الأمل في اليمن، هما الشهيد سلطان محمد النقبي، والشهيد ناصر غريب المزروعي، فالإمارات مُصرّة مع أشقائها، وفِي مقدمتهم المملكة العربية السعودية على أن تحمي هذه المنطقة من الأطماع الخارجية، ومن العابثين والمخربين وممن يريدون نزع الأمن والأمان والاستقرار في هذه المنطقة، وإشعال نار الحروب الأهلية فيها، ونشر الجهل والتخلف.
وهذا ما يجعل الإمارات ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، تحارب ميليشيات الانقلاب من حوثيين وأتباع المخلوع صالح، وتعمل من خلال قرارات الأمم المتحدة على إعادة الحكومة الشرعية لتمارس دورها الطبيعي بعد أن اغتصب الانقلابيون السلطة، واحتلوا المدن، وطردوا وقتلوا كل من يخالفهم، وسيطروا على مؤسسات الدولة، واستولوا على مواردها المالية.
الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً، وشعب الإمارات كله كذلك بأن الإرهاب لا مكان له في أوطاننا، وأن التطرّف والطائفية لن تجد لها مكاناً في هذه المنطقة، لذا فإن استقرار اليمن، الذي أصبح بعد خيانة المخلوع صالح وشركائه الحوثيين فيه موضع قدم للإرهابيين ولأتباع إيران ممن ينشرون الطائفية والمذهبية، لم يعد مسموحاً أو ممكناً السماح لأولئك بالاستمرار في زعزعته، لأن بقاءهم ونجاحهم يعني وبشكل تلقائي إشاعة الفوضى والخراب في المنطقة والعودة إلى عصور الظلام.
وجنودنا البواسل الذين يوجدون منذ أشهر في اليمن يعرفون أنهم على ثغر مهم، وأنهم في مهمة كبرى، ونجاحهم في هذه المهمة هو حماية لأهلهم في الإمارات، وحماية لشعوب هذه المنطقة بأسرها، لذا فإنهم في الصفوف الأولى في تلك الحرب.
أولئك الجنود البواسل وأهالي الشهداء وآباؤهم وأمهاتهم يعرفون أن مكانة الدول والأوطان تُقاس بما تقدمه من إنجازات للبشرية وللعالم، ويُقاس تأثير القادة بعطاءاتهم لأوطانهم ولشعوبهم، أما مكانة الشعوب فتقاس بتضحياتها ومواقفها في الأوقات المهمة... لذا فإن عطاء هؤلاء بلا حدود.