بقلم : محمد الحمادي
مشاهد مؤثرة وملهمة وعميقة في احتفالية تحدي القراءة العربي بالأمس، فللعام الثاني على التوالي تحقق هذه المسابقة العربية نجاحاً منقطع النظير، وفي حفل يوم أمس كان النجاح كبيراً شعر به كل من حضر الاحتفال، الذي ضم عدة مشاهد تختصر قيمةً ومكانةً هذه المسابقة.
الأول هو ذلك العدد الكبير من الطلاب والمدارس الذين جاءوا من مختلف الدول العربية ليتنافسوا على القراءة، وكل واحد يحمل علم بلده ويرتدي زي بلده التقليدي، ولكنهم كانوا يرددون أغنية واحدة وهي «وطني حبيبي الوطن الأكبر».
كم كان المشهد رائعاً ونحن نرى هذا الجيل الصغير من العرب يعشق القراءة، ويتغنى بحب الأمة ويجتمع تحت قبة أوبرا دبي في دولة الإمارات.
المشهد الثاني هو مشهد وفاء منقطع النظير، حيث كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والد ووالدة الطالبة الجزائرية فاطمة غولام شهيدة القراءة والعلم التي توفيت منذ أشهر في حادث وهي في طريقها للمشاركة في مسابقة تحدي القراءة في بلدها الجزائر، فكان الوفاء لها من الشيخ محمد بأن بدأ حفل يوم أمس بتكريمها ودعا والد ووالدة فاطمة إلى الإمارات لتكريمهما أمام العالم، وهو التكريم المستحق لتلك الطالبة العاشقة للعلم والقراءة.
المشهد الثالث، الأغاني الوطنية العربية التي تغنى بها ثلاثة من كبار الفنانين العرب، حسين الجسمي وكاظم الساهر، وعبير، فكانت الكلمات رائعة والرسالة واضحة، وخصوصاً عندما يقول ويردد الجميع «الحرف قوة»، فللكلمات قوة وتأثير يعرفهما من استخدمها.
أما المشهد الرابع فهو مشهد حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لهذه الاحتفالية للعام الثاني على التوالي، وهذا الحضور والتفاعل مع الطلاب العرب تأكيد من سموه لاهتمامه بالقراءة ورغبة في استمرار هذه المسابقة التي استطاعت أن تحفز أكثر من 7,000,000 من الطلاب العرب كي يعودوا للكتاب ويقرؤوا.
لقد تحقق حلم كثير من الطلاب في أن يلتقوا بالرجل الرمز والقدوة الذي سمعوا عنه كثيراً والتقوه أخيراً فكان يتجول بين الطلبة، يحادثهم ويداعبهم بحنان الأب، ويوجههم بكلمات القائد الذي يريد أن يرى جيلاً عربياً يقدر الكتاب، ويستخدم «قوة الحرف» من أجل رفعة وطنه وأمته.