بقلم : محمد الحمادي
لم يكن أغرب من خبر إغلاق دولة تشاد بعثتها الدبلوماسية في الدوحة، ومطالبتها مغادرة البعثة الدبلوماسية القطرية العاصمة التشادية نجامينا خلال عشرة أيام، إلا إعلان المسؤولين التشاديين أن قطر متورطة في تمويل جماعة بوكوحرام الإرهابية التي ارتكبت العديد من الجرائم الإرهابية الفظيعة في القارة السمراء، والمتبنية لفكر القاعدة، فهي النسخة الأفريقية لإرهاب القاعدة، وقال وزير خارجية تشاد إن الجماعة المسلحة التي تقوض الاستقرار في منطقتنا مدعومة من قطر، وقياداتها موجودة في فنادق الدوحة!
أما في العراق، فقد كشف مصدر عراقي رفيع المستوى لـ«الاتحاد»، أمس، أن قطر متورطة أيضاً في دعم «داعش» في العراق، وقالت المصادر إنه بعد إلقاء القبض على عدد من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم تلقوا تمويلاً من قطر، وأفادت المعلومات المتوافرة لدى السلطات العراقية، بعد التحقيقات، أن ملايين الدولارات دخلت إلى العراق بطرق غير مشروعة، خلال السنوات الماضية، ووصلت إلى «داعش»، أما عن طريقة تسليمها، فقد تبين أنها تمت من خلال منظمات إنسانية وشركات عاملة في العراق، وبعد الكشف عن هذه المعلومات، أعلنت مجموعة برلمانية أنها بصدد رفع شكوى قانونية ضد قطر في هذا الشأن.
في خضم هذه التصريحات وسيل من المعلومات الأخرى التي تؤكد تورط قطر في دعم الإرهاب، وفِي الوقت نفسه، تؤكد أن الدول الأربع المقاطعة كانت على صواب باتخاذ قرارها الكبير ضد قطر، إلا أن الأخيرة تُصرّ في السير على نهجها، وعدم التجاوب مع مطالب أشقائها الخليجيين والعرب، وبدلاً من ذلك، فإنها تعيد فتح سفارتها في طهران وتعيد سفيرها إلى هناك، بل وتعلن أنها ستتعاون مع طهران وتفتح آفاقاً ومجالات جديدة للتعاون معها، واللافت للجميع أن النظام في الدوحة يقوم بهذه الخطوات على الرغم من علمه أن القشة كانت قد قصمت ظهر البعير في مايو الماضي، حيث كان ما احتواه خطاب تميم من تقرب من طهران بدلاً من اتخاذ موقف مشابه لموقف الدول الخليجية تجاه النظام الإيراني.
قطر في أزمة حقيقية ومشكلة تاريخية كبرى، وليس كما تعتقد وتتوهم أن مشكلتها فقط مع الدول الأربع المقاطعة، وستنتهي بمحاربتها إعلامياً، فمشكلتها مع كل دول العالم التي اكتشفت أن هناك خللاً في قطر، ووضعت علامات الاستفهام والتعجب على السلوك والتحرك القطري السياسي والاقتصادي، وبالتالي يفترض على قطر، بدلاً من أن تزيد من الانفتاح على إيران، أن تصحح من وضعها، وأولى خطوات التصحيح هي أن تتوقف عن الاستسلام لإيران والتنازل عن سيادتها لها، حيث إن طهران تستغلها بشكل كبير، وفي الوقت نفسه تهينها وتهين الشعب القطري.