بقلم : منى بوسمرة
لا نجد تقديراً في هذه الدنيا كلها، مثلما نجد تقدير قيادتنا لشعبنا، فهذا التقدير والاعتزاز يأتي من القلب إلى القلب، فكل واحد فينا يمثل الإمارات، مثلما كل واحد فينا يبذل الغالي لرفعة الوطن.
هذا اليوم ومع إشراقة شمسه على الأمهات وعلى كل ابنة وأخت، وكل إماراتية ليس يوماً عادياً، فهو يوم المرأة الإماراتية الذي تتفرد به الدولة بين كل الدول العربية والإسلامية، حين تمنح المرأة يوماً وطنياً يضاف إلى ما يعنيه يوم المرأة العالمي من قيم ترتكز على احترام المرأة وشراكتها ومكانتها.
المرأة الإماراتية باتت نموذجاً عالمياً في دورها التنموي وشراكتها في كل شؤون الحياة، ووجودها في كل القطاعات والمواقع، نراها في الحكومة وزيرة مثلما نجدها سفيرة وعضواً في المجلس الوطني الاتحادي، وطبيبة ومهندسة وفي العديد من المهن، خاضت غمار الحياة بقوة وصلابة، لأن قيادتنا أيضاً وفرت لها كل الفرص، من التعليم إلى فرص العمل، ولم تسمح إلا أن تكون متساوية مع الرجل، دون أن يمس ذلك ديننا وخصوصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي هي في الأساس تحترم المرأة.
شعار هذا العام مميز للغاية، فهو يحمل عنوان «المرأة شريك في الخير والعطاء» تعبيراً عن الاحتفاء بالمرأة الإماراتية، وهو الذي أكدته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فإن ذلك يأتي تعبيراً صادقاً عن دور المرأة وقدرتها على التفاعل مع المبادرات المتعددة في الدولة وبذل العطاء لكل من يحتاج إليه.
أمهاتنا وشقيقاتنا وأخواتنا كن مضرب المثل في كونهن حاضنات البطولة، إذ لولا الأم والزوجة والابنة والأخت لما كان هناك رجال شجعان، فالأمومة تروي البطولة وتعظم منها في شخصية المقاتل، وهذا ليس غريباً فهي ذات المرأة التي نراها اليوم تخدم في المؤسسة العسكرية وتنتسب أيضاً في كل أجنحتها.
ما من بلد ناهض في هذه الدنيا وما من أمة موفقة إلا والمرأة فيه هي الأساس، والسبب واضح، فالمرأة غير المضطهدة المصانة حقوقها التي تعد شريكة في كل شيء تعد صانعة للأجيال، ومعدة للقيادات ومهداً للبطولة والشجاعة، فالمرأة هي الأصل وجذر الشجرة المباركة التي من دون أن تكون مصانة بما تعنيه الكلمة، في المعاملة والقوانين والتشريعات والفرص، وبروح طبيعية دون تصنع، لا يمكن لأي بلد أن ينهض ويتطور.
لكل هذا نوجه في هذا اليوم تحية الحب والامتنان، إلى كل أم شهيد مثلما نحيي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، وكل امرأة أدركت أن من حقها أن تكون في النور، حيث هذا حقها الطبيعي المصان في ديننا، مثلما هو يحظى برعاية كريمة من قيادتنا التي منحت المرأة حقها الكامل، إدراكاً منها أن أي تفوق في أي بلد لا يمكن أن يكون دون تلك التكاملية بين الرجل والمرأة.