بقلم - مشعل السديري
كثيراً ما (يتمخول) عقلي، وتضرب فيه (الفيوزات) وينقطع عنه تيار التفكير حينما أقرأ عن بعض الاكتشافات المحيّرة، التي تجعله يقف متبّلماً غير مصدق، بل ومكذبٌ جداً هذا الخبر الذي جاء فيه:
توصل علماء بريطانيون وبرتغاليون في علوم الوراثة بجامعة (ليدز) البريطانية إلى اكتشاف مدوٍ يفيد بأن جميع أجناس العالم سواء كانوا أوروبيين أو أميركيين أو صينيين أو هنوداً وحتى الإسكيمو يتحدرون من أصول عربية.
وللتوضيح أكثر، ولكي لا يكون هناك التباس، فهم يعترفون أن ظهور الإنسان الأول كان في أفريقيا، إلاّ أنه هاجر بعدها إلى الجزيرة العربية، حيث كانت تتمتع منذ 200 ألف سنة بمناخ رطب مطير يكسو أراضيها اللون الأخضر قبل أن تتحول إلى صحراء.
يعني أن كل هؤلاء الأجناس أمضوا مئات الآلاف من السنين في بلاد العرب قبل أن يهاجروا إلى أصقاع العالم في العصر الحديث.
عموماً لا أدري هل أصدق العلماء أم أتركهم على جنب، فالأجناس البشرية (كوكتيل) مخلوط، وصدق المصطفى عندما قال في خطبة الوداع: لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود، كلكم من آدم وآدم من تراب.
وما دام أن سيرة آدم عليه السلام وردت في هذا السياق، فدعوني أذكر لكم فكرة خطرت على بال شاب سعودي يقطن في قرية البدع شمال السعودية، والفكرة نشأت بعد قراءته لسيرة أبي البشرية، مؤكداً أن طوله يزيد عن 60 ذراعاً فقرر خياطة ثوب على قياسه، وقد استعان بمساعدة (4) خياطين لتفصيل ثوب يحاكي ذلك الطول الذي يماثل أيضاً طول أهل الجنّة.
وأشار إلى أن طول الثوب 29 متراً وعرضه ما بين الكتفين 9 أمتار وعرضه من الأسفل 12 متراً، وطول الكم 10 أمتار، وقطر الرقبة 6 أمتار ومحيطها متران.
وقد شاهدت صورة ذلك الثوب في إحدى المجلات، وهو مفرود على لوح خشبي، والشاب واقف أمامه يلتقط لنفسه صورة سيلفي معه، ويبدو كالكتكوت بجانب زرافة.
وأنني أتعجب وأتساءل عن بعض هذه المرويّات التي لا تمت للواقع والمنطق بأي صلة، لأن تلك المرويّات مجرّد تخيلات صاغها بعض الأفراد الذين لا شغلة ولا مشغلة عندهم غير تأليف الخرافات، فلم يرد أي ذكر لها في القرآن الكريم، وإلا ما أحلانا ونحن في الجنة رجال ونساء، وكل واحد وواحدة طوله وطولها 60 ذراعاً، إذن ساعتها لا بد أن نلعب مباراة (باسكيت بول) ونحن نضحك.