احتسى كأسًا أم صلى ركعتين
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

احتسى كأسًا أم صلى ركعتين؟

احتسى كأسًا أم صلى ركعتين؟

 صوت الإمارات -

احتسى كأسًا أم صلى ركعتين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

من أكثر المظاليم فى حياتنا الإبداعية الكاتب الدرامى والشاعر والزجال الكبير بديع خيري، كان بديع هو البنية التحتية لعملاقين ودّعناهما قبل أن ينتهى النصف الأول من القرن العشرين: سيد درويش 1923 ونجيب الريحانى 1949.

درويش هو روح مصر الموسيقية، والريحانى هو ضحكة مصر الصافية، كل منهما ستكتشف أن القسط الأكبر من رصيدهما شارك فيه بالنصيب الأكبر بديع خيرى، كاتبًا غنائيًا مع درويش، ودراميًا مع الريحانى.

احتفظت الذاكرة المرئية لبديع بحوار ممتع مع الإعلامية سلوى حجازى فى بدايات التليفزيون المصرى، كما أنه شارك نجيب الريحانى التمثيل مرة واحدة فى فيلم (ياقوت) أول فيلم ناطق لعب بطولته الريحانى، ولا يعرض إلا نادرًا.

بين بديع ونجيب موقفان كان يقترب منهما بقدر كبير من الاحتراز: الأول أنه كتب من الباطن، وهو ما يعرف بـ(كاتب الظل)، أى يتقاضى أجرا ولكن العمل الفنى ينسب لآخر، كان بديع كاتبًا ناشئًا، ولهذا لم يجرؤ على أن يتقدم بأعماله مباشرة للريحانى، بعد أن أصبح الريحانى يبحث عن مؤلف بعد خلافه مع أمين صدقى كاتبه الملاكى، بسبب مطالبة صدقى بزيادة أجره، فهو يرى نفسه شريكًا فى النجاح، بينما الريحانى رفض الإذعان، فكان ينبغى البحث عن كاتب جديد، وتقدم له فعلًا أحد الممثلين فى المسرح برواية - كما كانوا يطلقون فى ذلك الزمن على النص المسرحى - وأعجبته، فتعاقد عليها وتكرر الأمر أكثر من مرة، حتى همس أحدهم فى أذن الريحانى باسم بديع الكاتب الحقيقى، فاتفق مباشرة الريحانى مع بديع.. لم يعد بديع يذكر أنه كتب من الباطن لأنها صارت حيلة مستهجنة، بينما فى الماضى وقبل إقرار حقوق الملكية الفكرية لم يجد حرجًا فى ذكر أنه كتب من الباطن.

لدينا واقعة أخرى ذكرها بديع فى مذكراته، بينما صار الأصدقاء والورثة يتعمدون تغييرها، وهى كيف تغلب بديع على خجله عندما التقى الريحانى لأول مرة!، الواقعة كما ذكرها فى مذكراته أنه ذهب إلى خمارة فى شارع (عماد الدين) بالقرب من مسرح الريحانى، واحتسى كأسا أو اثنتين حتى يمتلك الشجاعة اللازمة.. ومع تراجع المجتمع فى التسامح مع مثل هذه الأمور، صار البعض يكتب الواقعة على النحو التالى أنه ذهب للجامع وصلى ركعتين داعيًا الله أن يقويه ويمنحه الشجاعة.

من غيّر الكأس إلى الصلاة؟.. أعتقد أن هذا سوف يرضى بديع لو كان على قيد الحياة، وهى تفصيلة صغيرة كما ترى ولكنها تكشف كيف أصبحنا نتحسس ونتحسب لكل تفصيلة. كثير من الحقائق نطمسها خوفا من سوء التفسير، البعض من الممكن مثلًا أن يضع علامة إكس حمراء على عبقرية بديع خيرى لمجرد أنه اقترب من الخمر، ومهما كانت الملابسات فلن يغفرها له. هل نعيد كتابة التاريخ مجددا وفقا لما صارت تفرضه الرؤية الاجتماعية التى نعيش الآن تحت سطوتها؟.. صِرنا نحكم على الآخرين بمقياس دينى مباشر، ينجح أولًا فى اختبار القدرات الدينية، وبعدها لا شىء يهم. تقبّل المجتمع فى الماضى أن يصف الكاتب الكبير محمد التابعى، المطربة الملائكية أسمهان، بأنها «لا تطيق أن ترى الكأس وهى مليئة ولا تطيق أن تراها وهى فارغة»، ولم ينل هذا الوصف أبدا من قيمة أسمهان فى تاريخنا الغنائى. هل يجب ونحن نسرد التاريخ أن نضع كل الحكايات فى إطار دينى صارم، وإلا صارت الشخصية التى نتناولها خارج التاريخ؟!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتسى كأسًا أم صلى ركعتين احتسى كأسًا أم صلى ركعتين



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates