بقلم : محمد أمين
المبادرات وحدها لا تكفى.. الأهم منها المتابعة والتفتيش المستمر.. وأظن أن المبادرات الرئاسية لو لم يتابعها الرئيس بنفسه ما حدث شىء.. مثلاً مبادرة 100 مليون صحة وعلاج فيروس سى ما كان لها أن تؤتى ثمارها لولا متابعة الرئيس.. أيضاً هناك مبادرات وزارية مثل مبادرة «شتى فى مصر» التى أطلقها وزير السياحة خالد العنانى تنقصها متابعة الفنادق ونظافتها وتعقيمها.. وكنت كتبت منذ يومين عن إهمال فى بعض الفنادق العائمة فى أسيوط.. وطالبت بضرورة التفتيش المستمر على هذه الفنادق ومدى مطابقتها للمعايير السياحية والصحية!
وأمس تواصلت معى الزميلة العزيزة نيفين العارف، المستشار الإعلامى للوزير، وأكدت أن الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، قد قرر تنظيم لجان متابعة للتفتيش على الفنادق والمراكب النيلية للتأكد من مطابقتها للمعايير والمواصفات والإجراءات، وحذر من إلغاء تراخيصها فى حال استمرار المخالفة.. وهو بالمناسبة وزير طموح وجاد ويتميز بسرعة الاستجابة للصحافة والإعلام.. ويؤمن بالدور الوطنى الذى تقدمه للبلاد!
وليست هذه هى المرة الأولى التى أشرف فيها باستجابة الوزير شخصياً لما كتبته، وبالتالى فهو مطمئن إلى جدية ما نكتب وقد استجاب من قبل لما كتبته عن المركبة الملكية المحجوزة فى القصير.. وقام ببحث المشكلة حتى وصلت المركبة المسروقة إلى متحف المركبات الملكية فى بولاق أبوالعلا!
ويشجعنى ذلك لعرض قصة مسلة القوصية التى أنشئت فى ميدان القوصية بأسيوط.. وهى ليست مسلة بالمعنى الصحيح ولكنها مسلة من الطوب الأحمر تشبه الخازوق فى الميدان.. وهى شىء عبثى فى بلد المسلات.. وفى مدخل المنطقة الأثرية ومقابر مير الأثرية الشهيرة.. وقد انتهزت الفرصة لأتحدث مع رجال الآثار المرافقين وهيئة تنشيط السياحة لأسأل: كيف يحدث هذا وأنتم هنا؟!
الغريب أنهم قالوا لقد شكونا للمحافظة ورئيس مجلس المدينة، فلم يستجيبوا.. وفهمت أن الإدارة المحلية هى التى تتصرف بغض النظر عن ملاحظات التنسيق الحضارى أو رجال السياحة أو إدارة الوعى الأثرى.. ويمكن لمعالى الوزير أن يتواصل مع رجاله هناك سواء فى السياحة أو الآثار، ليعرف حجم المأساة أو حجم المهزلة.. تخيل عندنا وعى أثرى وإدارة لا كلمة لها!
منذ أكثر من ربع قرن وضع محافظ الجيزة، ماهر الجندى، مسلة من الجبس فى ميدان الجلاء وانتقدنا الأمر، حتى وصل إلى مسامع الرئيس شخصياً، فصدر أمر رئاسى بإزالتها من مدخل الجيزة التى تحتضن الأهرامات واحدة من عجائب الدنيا السبع، وساعتها تحركت الحكومة ووزارة الثقافة وهيئة الآثار، لإزالة المسلة العجيبة.. عيب يا جماعة مصر بلد المسلات التى تزين ميادين عواصم العالم الكبرى!
وأخيراً كلى ثقة أن العنانى سوف يتحرك بما له من صلاحية، لوقف هذا العبث.. فمن العيب أن يحدث ذلك العبث فى مصر، التى أبهرت العالم بمسلاتها الأثرية العريقة.. فكيف نصنع بعد آلاف السنين مسلة من الطوب الأحمر تشبه الخازوق؟!