القيادة من بلاد الكيوي
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

القيادة من بلاد الكيوي!

القيادة من بلاد الكيوي!

 صوت الإمارات -

القيادة من بلاد الكيوي

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

تكاد الشريحة الأعرض من المهتمين بكتب تطوير الذات تجمع على اعتبار كتاب المؤلف الأميركي ستيفن كوفي «العادات السبع للناس الأكثر فعالية»، أحد أهم الكتب الصادرة في هذا المجال. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى أكثر من أربعين لغة حول العالم، وبيع منه أكثر من 16 مليون نسخة، في إشارة ودلالة واضحتين إلى انتشار «فكرة» الكتاب، وتخطيها لثقافات وحدود العالم بشكل سلس ومدهش. وبسبب القبول الرهيب لفكرة الكتاب بدأت هناك العديد من المنتجات الجانبية الصادرة منه، مثل المحاضرات والدورات التدريبية التي تدور جميعها حول أفكار الكتاب الرئيسية.
الكتاب الذي جاء نتاج بحث حياتي طويل جداً، استغرق فيه المؤلف جل وقته وطاقته لمعرفة الأسباب الحقيقية للنجاح والتأثير والفعالية، وراجع من خلال هذا البحث المضني كل ما تمت كتابته في التراث الإنساني بشكل عام، ليستخرج أن هناك سبعة مبادئ (يسميها كوفي عادات) متى ما اكتسبها الإنسان وطبقها كمنهاج عام في أسلوب حياته، فبالتالي من المفترض أن يصبح الإنسان أكثر فاعلية وأكثر تأثيراً ومن ثم أكثر نجاحاً. ويحيل كوفي السبب في ذلك إلى تمكن الإنسان من مواءمة نفسه مع ما يطلق عليه وصف «البوصلة الداخلية» على أساس المبادئ الأساسية للأخلاقيات والطابع لإيمانه العميق والتام بأنها عالمية وغير محددة بزمان ولا بمكان. وهذا التغيير يطلق عليه ستيفن كوفي توصيفاً مدهشاً بالإنجليزية «paradigm shift»، والترجمة العربية الأقرب للمعنى المنشود هي التحول النموذجي، أو النقلة النوعية، أو التحول النمطي، أو التغيير النموذجي، وهي ترجمات متعددة الغاية منها جميعاً إيصال المعنى المرجو للكلمة.
تذكرت هذا كله وأنا أتابع نتائج فوز رئيسة وزراء نيوزيلندا بالانتخابات التي جرت بالأمس، وأسفرت عن اكتساحها التام لمنافسيها لتبدأ ولاية ثانية. ويرى الشعب النيوزيلندي في رئيسة وزرائهم السيدة الشابة جاسيندا أرديرن، مثالاً استثنائياً لإدارة الأزمات، ففي حقبتها شهدت البلاد أهم تحديين في تاريخها؛ الأول كان الحادث الإرهابي الأليم المتمثل بالاعتداء اليميني المتطرف الذي قام به أحد الإرهابيين ضد المصلين في مسجدين في المدينة النيوزيلندية كرايستشريش، وأدى إلى مجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الأبرياء، في حادثة كانت أشبه بالزلزال في مجتمع وديع ومسالم لم يعتد على العنف والدماء. قادت أرديرن البلاد في هذه المرحلة الدقيقة بإيجابية وثقة وقوة، وغيرت من قوانين حيازة السلاح، ودعمت فكر الحوار والتسامح بين شرائح المجتمع، ما مكن البلاد من تجاوز جروحها وآلامها بسلام ونجاح.
التحدي الثاني هو قدرتها في التعامل مع جائحة «كوفيد - 19» بشفافية تامة، واحترام الآراء الطبية، وموازنة الاحتياجات الاقتصادية، ما مكنها من منح شعبها الثقة المبكرة بقدرتها على مواجهة التحدي الصحي العنيف. اعتمدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية على سياسات بسيطة أساسها الشفافية والمصداقية والوضوح والمحاسبة الفورية لكل مقصر بتطبيق ذلك على نفسها، فحياتها انعكاس لكل ما تؤمن به، ولا يوجد ما تخبئه عن غيرها، فالشعب عاش معها، وهي تغسل ملابسها، وهي تقود سيارتها، وهي تختار شريك حياتها، وهي تنجب طفلها، واعتذارها عندما كانت تخضع لرغبات شعبها بالتصوير معها، مهملة بذلك قيود التباعد الاجتماعي، (وهذا هو العيب الوحيد الذي كانت تركز عليه منافستها في الانتخابات الأخيرة!)، ومع كل كلمة منها زادت ثقة الشعب بها، لتصبح بلاد فاكهة الكيوي وأبطال العالم في الرغبي وبلاد السبعين مليون خروف والخمسة ملايين إنسان، بعد أن كانت مضرباً للأمثال في الهدوء والوداعة، مصدراً لأحد أهم نماذج القيادة «الجديدة» في العالم، لأنها بالفعل والعمل والقول أحدثت التغيير النمطي في أسلوب تعاطيها مع سياسات بلادها، ووضعت المبادئ أولاً، ولم تخش الضغوطات الأميركية، ولا التهديدات الصينية، في مواقفها المختلفة.
في إحدى مقابلاتها الإعلامية، سُئلت عن أسلوب إدارتها، وسر نجاحها، فضحكت وقالت مستشهدة بحكمتين من حضارة الموري، وهي حضارة سكان نيوزيلندا الأصليين، الأولى تقول «إذا زرعت الطيبة فالطيبة هي ما تحصده»، والحكمة الثانية تقول «انسج واغزل الناس سوياً». طبقت رئيسة الوزراء النيوزيلندية عملياً العادات السبع، والتزمت العادة الأكثر خطورة، وهي «ابدأ بالأهم قبل المهم»، وكانت ترجمة كل ذلك هي القبول والنجاح والتوفيق.
نموذج غير تقليدي للقيادة الجديدة في العالم يأتي من نيوزيلندا، وهي أيضاً مكان غير متوقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القيادة من بلاد الكيوي القيادة من بلاد الكيوي



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates