أميركا وسلاحها الهندي
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

أميركا وسلاحها الهندي!

أميركا وسلاحها الهندي!

 صوت الإمارات -

أميركا وسلاحها الهندي

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

جورتشاران داس ليس من الأسماء المعروفة ولا المشهورة عالمياً، ولكنه في بلاده الهند يعتبر أحد أعلام مجتمعي الأعمال والفكر. فبعد تقاعده من عمله كرئيس تنفيذي وعضو مجلس الإدارة المنتدب لعملاق المنتجات الاستهلاكية شركة «بروكتر وجامبل» الأميركية، فرع القارة الهندية، الذي برع من خلاله بتحقيق أرقام قياسية من الإيرادات والإنجازات والاستثمارات، ليتفرغ بعدها لنقل تجربته الإدارية الاستثنائية، التي هي خليط مهم ومركب من الكون الفلسفي الروحاني الهندوسي مع التعليم الأنجلوساكسوني في أهم معاهد ومدارس وجامعات الهند والغرب.
اليوم يعتبر جوراتشاران داس من أهم ناقلي تجربة الإدارة الهندية للعالم عبر مجموعة مهمة جداً من الكتب الأكثر مبيعاً، والندوات والمنتديات والمحاضرات المسجلة في شتى منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وبهذه الجرعة من «المزايا التفوقية» يوضح وبالأمثلة كيف تمكن هنود المهجر من تبوء أعلى المناصب الإدارية التنفيذية في كبرى الشركات العالمية، وتحولوا مع الوقت إلى النموذج الحي والعملي لما يمكن أن يطلق عليه «المواطن المعولم» (The Global Citizen)، الذي تمكن من الانصهار والتأقلم مع وفي كل المجتمعات حول العالم. فمن غرب القارة الأوروبية إلى شرق أفريقيا إلى أميركا الشمالية إلى الخليج العربي إلى أستراليا إلى جزر الكاريبي.
وكان نتيجة ذلك الأمر وصول قادة الأعمال من الهنود إلى رأس شركات «بيبسي» و«ماستر كارد» و«سيتي بنك» و«ماكينزي» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«نوكيا»، وترؤسهم لكليات إدارة الأعمال في أهم الجامعات الأميركية بالإضافة لسيطرتهم على شركتي «جاغوار» و«لاندروفر» العريقتين لإنتاج السيارات، وشراء مؤسسة «ميتال» الهندية لأهم مصانع الحديد في القارة الأوروبية. ناهيك عن توغل القوى الناعمة للهند حول العالم بنجاح كبير عبر انتشار أفلامها البوليوودية، وموسيقاها ومطبخها ومطاعمها وطبها البديل، وصولاً إلى رياضة اليوغا التأملية لتكريس حضور الثقافة الهندية حول العالم بشكل ثري وفعال. طبعاً مع عدم إغفال إجادة الهنود في المهجر لإتقان اللغة الإنجليزية بطلاقة بسبب الاستعمار البريطاني الطويل في بلادهم.
يصف جورتشاران داس الحالة الهندية الحالية بشكل لطيف بقوله: «الهند تشبه الفيل الذي بدأ يتحرك ويتقدم للأمام. لن يكون لديها السرعة، ولكن ستكون دوماً صاحبة العزيمة». الهند التي تعتبر «المطبخ» و«المعمل» الأساسي لوادي سيليكون وكبرى شركات التقنية فيه تمكنت عبر نجاحاتها خلال السنوات الماضية من تكوين أكبر طبقة وسطى في العالم تجاوز عددها الـ400 مليون شخص. وكل ما سبق معروف لدى دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة، التي تبنت سياسة جديدة في السنوات الماضية اعتمدت فيها على الاقتراب وتقوية علاقاتها بالهند (مع النمو الملحوظ لتأثير الصين الاقتصادي والعسكري على الساحة الدولية)، وذلك بعد سنوات طويلة من الأفضلية في التعامل والتعاون لصالح باكستان (التي انضمت بقوة كبيرة في مبادرة الحزام الصينية، وأصبحت أكبر دولة تتلقى الدعم المالي من الصين). وعلاقة الولايات المتحدة بالهند كانت دوماً ما توصف بالبرود الشديد، وذلك بعد أن صنفها وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر بأنها دولة اشتراكية تميل مع المعسكر السوفياتي أبان فترة حكم رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي.
ولكن هناك في الولايات المتحدة من يعتقد بأن الهند يجب أن تكون خط التحالف الأول والأهم بالنسبة للمعسكر الغربي عموماً، ولأميركا تحديداً في المواجهة المتصاعدة أمام الصين. وقد بدأت بوادر هذه المسألة تظهر تباعاً وبالتدريج خلال أزمة تفشي جائحة «كوفيد - 19»، التي قررت خلالها شركات أميركية كبرى نقل مقرات أعمالها من الصين إلى الهند باعتبارها دولة أكثر «أماناً» و«مصداقية»، في إشارة واضحة وبالغة الدلالة على ما هو آت من تعاون يزداد أهمية بين البلدين. واليوم هناك أكثر من شركة غربية قررت إنتاج لقاحها في الهند المجهزة لذلك، التي يطلق عليها «صيدلية العالم».
نظرة الولايات المتحدة للهند تغيرت فهي الآن باتت تنظر باحترام وتقدير «لأكبر ديمقراطية في العالم» و«نموذج التعايش والتسامح المدني» لتواجه به «الشيوعية الصينية» و«آلة القمع الممنهج»، وسيكون من المهم مراقبة ردود الفعل الهندية في صراعاتها الحدودية مع الصين، التي بدأت تسخن كثيراً بعد أكثر من مواجهة عسكرية بينهما. الهند بعد سنوات من الظل تستثمر وضعها الجديد بذكاء مؤثر، وهو الذي جعلها تعاود طرح طلبها المستحق بعضوية دائمة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وسلاحها الهندي أميركا وسلاحها الهندي



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 10:13 2020 الأحد ,12 تموز / يوليو

شاهدي مبتكرات كاتر من علامة بوشرون

GMT 23:00 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق أول هواتفها بكاميرا أمامية متحركة

GMT 18:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

"ديور" تطلق مجموعة أزياء ربيع 2019 للأطفال

GMT 20:46 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرات الموضة يكشفن عن أفكارهن خلال عملية شراء الملابس

GMT 00:44 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"مزيكا" تطرح كليب "كان واحشنى" للفنانة نهال نبيل علي "يوتيوب"

GMT 14:27 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

الطقس اليوم في مملكة البحرين

GMT 15:30 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب" تستقبل 300 مشاركة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates