إرث ترمب أزمة الديمقراطية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

إرث ترمب: أزمة الديمقراطية!

إرث ترمب: أزمة الديمقراطية!

 صوت الإمارات -

إرث ترمب أزمة الديمقراطية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

في العشرين من يناير (كانون الثاني) الجاري، سوف يحلف جو بايدن اليمين الضرورية لتولي مهام الإدارة الأميركية للرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
لن يكون الحدث جارياً على الطريقة المعتادة، لن تبدأ المسيرة من البيت الأبيض؛ حيث يصطحب الرئيس الذاهب الرئيس القادم، ويتاح لهذا الأخير مسيرة يلوح فيها للجماهير المحتشدة التي تحتفل بالجديد في القيادة؛ بقدر ما يكون الاحتفال بالديمقراطية الأميركية التي يجري فيها تداول السلطة بسلاسة ويسر، حتى لو كانت بعد معركة انتخابية مريرة.
ما سوف يحدث أن الرئيس المنتخب وزوجته سوف يمشيان مسافة قصيرة، يلوحان فيها لأنصارهما من الديمقراطيين، ثم يحلف اليمين، ويذهبان إلى البيت الأبيض؛ بلا استقبال، ولا معرفة بالغرف التي سوف يقيم فيها الرئيس. المؤكد أنه لن يكون هناك احتفال بالديمقراطية، ولا بالتبادل السلمي للسلطة؛ بل قدر كبير من الخشية والقلق من ظواهر الاعتراض على سلامة الانتخابات، وباختصار شرعية الرئيس الجديد.
ما حدث هو أن الرئيس ترمب لم يكف أبداً عن التأكيد على أن الانتخابات زُورت، وجرى التلاعب بها؛ وهي مفاجأة تقلب ما هو معتاد في بلاد أخرى؛ حيث جرت العادة على ألا تكون شكوى التزوير قادمة من الرئيس القائم في السلطة؛ وهذه المرة فإن الرئيس هو الذي يشكو المعارضة، ولم يحدث ذلك في الانتخابات التي جرت في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) فقط، وإنما بدأت منذ انتخابات عام 2016 واستمرت حتى الآن، ويبدو أنها سوف تكون الشعار الغالب على السياسة الأميركية في المستقبل المنظور.
وبقدر ما تكون الديمقراطية الأميركية في مأزق، فإن الفكرة الديمقراطية كلها تصير من ناحية موضع التساؤل، ومن ناحية أخرى عما إذا كانت هي بالفعل فكرة عالمية قابلة للتطبيق، بغض النظر عن المكان والزمان.
وليس سراً على أحد أن الديمقراطية في الفكر السياسي لم تكن من الأفكار المحببة في الفلسفات اليونانية والرومانية القديمة؛ ولا جاءت بعد ذلك في كثير من الفلسفات الشرقية، وفي العصر الحديث فإنها تعرضت لانتقادات عنيفة من الفلسفات الفاشية والاشتراكية، وعما إذا كانت تحقق العدالة والكفاءة في الحكم.
تجربة ترمب وضعتها في اختبار جديد؛ خصوصاً أن النموذج «الترمبي» لم يحدث في الولايات المتحدة وحدها، وإنما ظهرت له نسخ ممن وصلوا إلى السلطة في بولندا والمجر والبرازيل والهند، ولكن النسخ كانت أكثر في الشارع السياسي والبرلمانات الغربية في عمومها. وفي بريطانيا فإنها قادت إلى شرخ «العولمة» التي هي واحدة من الامتدادات الفكرية المهمة للديمقراطية؛ وقادت إلى الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
خروج ترمب من البيت الأبيض بالطريقة التي سوف يخرج بها متمرداً على النظام كله، وغير معترف بتقاليده وطرقه في الخروج من السلطة، خلقت اهتزازاً عميقاً في النظم السياسية الغربية، وجعلت من «أزمة الديمقراطية» واحدة من أهم معضلات هذا الزمن.
للوهلة الأولى، فإن تشخيص ما حدث للديمقراطية دار حول فكرة «الشعبوية» التي نبه لها فلاسفة اليونان منذ زمان بعيد، وجعلوها مرضاً يصعب الشفاء منه، ويصير ابتلاء لمن يصيبه من الشعوب. وثانياً فإن التشخيص اتجه إلى ضرورة إصلاح «ميكانيكا الديمقراطية»، أي الطريقة التي استقر عليها أمر الديمقراطية في الولايات المتحدة، واستغلها «الشعبوي» ترمب لأخذ البلاد كلها إلى الفوضى المتوقعة.
أصبحت الفترة الزمنية ما بين موعد الانتخابات في الثلاثاء الأول من نوفمبر وحتى موعد تسلم السلطة في العشرين من يناير فترة زمنية طويلة، تتيح للرئيس إذا ما كان من النوع «الترمبي» أن يخلخل الفكرة الديمقراطية كلها. كذلك فإن التفرقة المتوقعة ما بين «الأغلبية الشعبية» تبعاً لعدد من صوتوا للمرشح الرئاسي من جميع الولايات، والأغلبية الشرعية الممثلة للأغلبية في المجمع الانتخابي، خلقت بلبلة فيمن سوف يكون الرئيس الشرعي للبلاد؛ خصوصاً أن احتمالات تكرار ذلك باتت ممكنة، بعد أن حدثت مرة في انتخابات 2000 بين آل غور وجورج بوش الابن، ومرة أخرى بين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون.
لم يكن فوز آل غور ولا هيلاري كلينتون بالأغلبية الشعبية يعني الكثير في مواجهة أغلبية المجمع الانتخابي. أضف إلى ذلك مسلسل إعلان نتيجة الانتخابات بواسطة أجهزة الإعلام، ثم التأكيد عليها بشهادة من كل ولاية بعد التعامل مع الاحتجاجات والطعون، ومن بعدها الحصول على شهادة من المجمع الانتخابي، ثم بعد ذلك التصديق على هذه الشهادة من قبل الكونغرس بمجلسيه، وإذا لم يتيسر التصديق يكون للمحكمة الدستورية العليا القول الفصل في مراجعة العملية كلها، ومنها عد الأصوات مرة أخرى، وكل ذلك والأميركيون ينتظرون، والعالم ينتظر!
ترمب لم يترك ثغرة من كل ذلك لم يستغلها، ومهما كانت النتيجة محبطة، سواء أمام القضاء أو أمام الرأي العام، فإنه كان يستمر مصمماً على أن الانتخابات مزورة. ولم يعدم مجموعة غير قليلة من ممثلي الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب يؤيدونه فيما ذهب إليه، مما يفتح الباب لانقسام الحزب الجمهوري ذاته، وهو ما يرفع عن الديمقراطية الأميركية واحدة من أهم مميزاتها، وهي استقرارها بين حزبين رئيسيين قادرين على التوازن وتبادل السلطة بطريقة سلمية.
ولم يجد ترمب أي معضلة في مخاطبة المسؤول عن الهيئة الانتخابية في ولاية جورجيا، براد رافينسبيرغر، ويطلب منه مباشرة التلاعب في نتيجة الانتخابات، في حديث مسجل تظهر فيه الغواية بقدر ما فيه من تهديد. ولحسن الحظ فإن إحدى الصحف الأميركية أذاعت التسجيل الذي عقب عليه ريتشارد هاس – رئيس مجلس الشؤون الخارجية والأكاديمي والسياسي والدبلوماسي الأميركي – بالقول: «بالاستماع إلى مكالمة دونالد ترمب الحقيقية المسجلة، فإنه يستحيل التعجب حول الانكشاف طويل المدى للديمقراطية الأميركية، وكذلك عما إذا كان ممكناً للولايات المتحدة أن تكون قادرة على تشجيع الديمقراطية في دول أخرى مرة ثانية». أندرو ويسمان، أحد المحققين في فريق روبرت مولر في «الاستقصاء الروسي»، قال إن المكالمة تحتوي على «نية الجريمة» أو Criminal Intent. آخرون قالوا إن المكالمة احتوت على مخالفات للقوانين المحلية والفيدرالية.
الأقوال أكثر من ذلك، وبعضها يرى في أقوال وأفعال ترمب خيانة للديمقراطية الأميركية؛ وبعضها الآخر يرى فيها جذور الاستبداد.
ما هو أعمق من ذلك أن «أزمة الديمقراطية» كامنة فيما هو أكثر من التواؤم مع الحقائق التكنولوجية الجديدة، والاختبار القائم على الدولة الحديثة من جراء أزمات مالية أو صحية أو حتى مناخية، والانقسام العالمي ما بين النظم «الديمقراطية» وتلك «الاستبدادية». ما نراه الآن في الولايات المتحدة ومن قبلها المملكة المتحدة، أن الديمقراطية باتت نوعاً من السوط الآيديولوجي المراد به إلهاب ظهر العالم، لكي يعيش وفق نظم وعهود كانت لها ظروفها التاريخية والاجتماعية والثقافية المختلفة. وفي كل الأحوال فإن التفكير في الأزمة يحتاج ما هو أكثر من التفكير في العار الذي يسببه ترمب و«الترمبية»، كأنهما مجرد جملة اعتراضية على مسيرة مظفرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرث ترمب أزمة الديمقراطية إرث ترمب أزمة الديمقراطية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:44 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عازف غيتار هندي ينشر فيديو لحفلة مع 2 من الببغاوات

GMT 05:37 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

بيب غوارديولا يسعى إلى ضم قائد "شاختار" الأوكراني

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

جيسي عبدو تشارك في مسلسل "فخامة الشك" أمام يورغو شلهوب

GMT 00:22 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

اختيار "ميدان" كأجمل مضامير سباقات الخيول العالمية

GMT 15:27 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع خلّابة ومميزة زوريها في مالطا لشهر العسل

GMT 05:02 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج أفلام وندوات مهرجان القاهرة السينمائى الخميس

GMT 16:22 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "أيلا الجبل الأخضر" في عمان طابع خشبي وأنشطة متكاملة

GMT 00:15 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

علاج مفاجئ للصلع باستخدام مادة لتقليد رائحة خشب الصندل

GMT 03:39 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

آرسين فينغر يضم النني إلى تشكيلة أرسنال أمام سوانزي سيتي

GMT 09:43 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أنواع الماسكرا المختلفة وطرق استخدامها

GMT 14:12 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

فندق مارينا الكويت يستقبل رأس السنة الجديدة بعروض مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates